أنا وزوجتي نحيا حياة الملل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدتي الفاضلة نور.. بارك الله فيك على هذه الصفحة الغرّاء التي وبلا مبالغة تبعث في قلب كل حائر الراحة وتجعله يرتوي من كؤوس الأمل من خلال ردودك الشافية؛ وهذا ما جعلني أطلق العنان لقلمي وأفرغ ما يتأجّج في صدري لأجد على يدك إن شاء اللّه ما يسكن روحي التي يؤرّقها إهمال زوجتي..سيدتي نور.. لن تصدّقي لو قلت لك أن زواجنا كان بعد علاقة ولا أجمل، أثمر علينا بزينة الحياة الدنيا، لا أنكر أنها زوجة صالحة وأم حنون، لكننا مؤخّرا بتنا نحيا حياة الأغراب تحت سقف واحد، حتى طريقة تفكيرنا وتوجّهاتنا الحياتية لم تعد تسير في نفس الدرب، ففي الوقت الذي أنا أحتاج إلى رعايتها خاصة بعد يوم طويل من المتاعب، أجدها تائهة في الأعمال المنزلية منشغلة بأطفالنا، وهو الوضع الذي لم أعد أتحمّله ولا أقوى على المواصلة فيه، فأنا أرى أن كل حقوقي ألغيت.ولا أنكر سيّدتي أن أكثر ما يُقلقني حاليا هو ذاك الشرخ العاطفي الكائن بيننا، والذي فسح المجال لأفكار سلبية عديدة تتسلّل إلى ذهني، أنا حقا تائه ولا أدري ما العمل؟؛ فهلا أنرت دربي لما فيه خير لي؟..
“ف” من الوسط
الرّد:
أخي الفاضل.. لا يختلف اثنان في المساعي السامية للميثاق الغليظ الذي سنّه الله في عباده، والكل يعلم من جهة أخرى أن الحياة لا تخلو من الضغوطات ومن المنغّصات التي تخلق نوعا من التوتّر في العلاقات الزوجية، والتي تنشأ منها سلوكيات سلبية تخلق ما يسمى عدم التفاهم مع الطرف الآخر، لكن هذا لا يعني أبدا سيدي الاستسلام أمام معظم المواقف الحياتية والعيش تحت سقف واحد كالغرباء.سيدي.. إن الزّواج مثلما هو تفاهم ومساندة هو في نفس الوقت مسؤولية يتقاسم حملها كلا الزوجين، وليست حمل على طرف دون الآخر، وهذا ما يجب عليك أن تضعه نصب عينيك، وأن تفكر فيه مليا وتحدّد ما لك من حقوق وما عليك من واجبات عوض إلقاء اللّوم على زوجتك وتحميلها ما لا طاقة لها به، أقدّر جدا ما تعانيه من توتّرات ومن أعباء ثقيلة في العمل خارج البيت، وأعلم حاجتك الماسّة للراحة والسكينة التي تحتاجها، لكن بالتفاهم والتنازل من كليكما ستجدان حلاّ لإنعاش ما فتر بينكما، حاول أن تتواصل مع زوجتك وأن تكون كتابا مفتوحا أمام قلبها، لتشعرها بأهمّيتها في حياتك وحاجتك اليومية لتفهمها وتشجيعها ومساندتها لك، فلا يوجد عشّ زوجي لا يخلو من العقبات، لكن تأكد أن المصارحة والتفاهم هما أهم مدعّم ومنشّط للتوافق الزوجي.سيدي.. لا تترك سقف بيتك عرضة لمهبات الرياح وعرضة لأفكارك السلبية، وأنقذ ما يمكنك إنقاذه قبل فوات الأوان، ولتبادر أنت بالصلح فالمسامح كريم يا أخي.
ردّت نور