أنا من عائلة فنية وأحب الفنانين لأنهم ليسوا منافقين
على هامش الحفل الذي نظمه الديوان الوطني للثقافة والاتصال بقاعة الأطلس بالعاصمة والذي شاركت فيه كل من الشابة سهام، في غياب الشابة
الزهوانية التي كانت مبرمجة من قبل، والشاب يزيد المعروف بحفلاته في عيد المرأة، و من تنشيط جلال، التقت “النهار” بوزيرة الثقافة خليدة تومي التي كشفت على مواهب أخرى بعد صعودها فوق المنصة وغناءها مع يزيد وسهام “بوتفليقة زوالي وفحل و يموت وما يقبلش الذل..كما غنت “أفاطمة نسومر…”.، في جلسة ودية جدا، كشفت فيها لـ”النهار” عن أشياء جميلة جدا لم تتحدث عنها من قبل.
“النهار”: نهنئك ونهنئ كل امراة بمناسة هذا العيد العالمي؟
الوزيرة: أهنئ بدوري كل الجزائريات الفحلات الحرات اللواتي لا يقبلن الذل والعار أنا مع كل امراة تكافح من أجل رفع الراية الجزائرية، وتحافظ على الألوان الوطنية. وقد أعجبني كثيرا خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة لأنه أرجع للمرأة الجزائرية حقوقها بإعطاءها أكبر المناصب، وكما أشير إلى ضرورة مساعدة النساء العاملات كفتح حضانات لأطفالهن، وغير ذلك لتمكينهن من آداء واجبهن اتجاه الجزائر على أكمل وجه.
“النهار”: بالإضافة إلى مهامك كوزيرة إكتشفنا فيك اليوم موهبة أخرى وهي موهبة الغناء والفن خاصة وأنك قريبة دائما من الفنانين
لا يخفى عليكم أنني من عائلة فنية، كلكم تعرفون أن مصطفى تومي هو من كتب رائعة “سبحان الله يا اللطيف” التي أبدع فيها المرحوم العنقى، كما تعامل مع وردة الجزائرية والعماري وبقيت كل أعماله خالدة، بالاضافة إلى سمير تومي الذي يعتبر واحدا من رواد الأغنية العاصمية الشبانية .أريد أن أشارك الفنانين وأفرج عليهم لأنهم ليسوا منافقين ويحبون المواطن الجزائري، وعاشوا معنا أصعب الأوقات التي مررنا بها لكنهمم بقوا صامدين، لهذا من واجبنا أن نقف معهم اليوم.
“النهار”: الكثير من الفنانين يشتكي من عدم وجود أي قانون يحميه، فيعتمدون على أنفسهم لأنهم إن توقفوا عن العمل سوف لن يجدوا حتى من يشتري لهم علبة دواء..هل فكرتم في انشاء قانون يحمي الفنان أو يعوضه ؟
أنا شخصيا قريبة جدا منهم والكل يعرف هذا، وأتحدى أي فنان جاء ليقابلني ويطرح عليا مشكلته، ولم أقف معه. لماذا لم يكونو نقابة أو جمعية يتقدمون بها كعريضة، وهناك من يتكفل بهم وأنا شخصيا ألتقي تقريبا يوميا مع الفنانين، ولم يتحدثوا معي عن هذا الموضوع إلا سطحيا، وعلى العموم أبواب الوزارة مفتوحة لكل من له شكوى، ولم نقفل يوما الباب في وجه أي فنان. الفنان يعطي بدون حساب، خاصة إذا اهتميت به،إذا احترمه أكثر، تجده يعطيك كل ما يملك، لهذا تجدني دائما أهتم بهذه الفئة لأنني أحبهم كثيرا وأقدر كل ما يقومون به.
“النهار”: ما تفسيركم حول شكاوى الفنانين من التواجد الدائم لنفس الأسماء في كل الأسابيع الثقافية التي تنظمها الوزارة في البلدان الشقيقة ؟
مرة أخرى أدعوكم للتقرب من مكاتبنا، لنعطيكم كل قوائم الفنانين الذي شاركوا في السنوات الأخيرة في الأسابيع الثقافية، لتلاحظوا أننا ننوع دائما في الأسماء وليست لنا أي انحيازات لفلان أو علان، فقط نحاول اختيار الأسماء التي بإمكانها تقديم شيء للجزائر وتمثيل الجزائر أحسن تمثيل، هذا فقط ما يهمني لأن الجزائر غالية وعزيزة علينا كثيرا، ويجب أن نكون دائما في المستوى. مثلا مؤخرا في الأسبوع الثقافي بالقاهرة، اخترنا أسماء تؤدي نوع الترڤي، القبائلي، العاصمي، الشاوي…، كما اخترنا مثلا نوع الديوان عندما توجهنا إلى النيجر، كما اخترنا فرقة مكونة من النساء فقط في جولتنا إلى باريس مؤخرا، أدت لهم كل الطبوع لنظهر لهم أن المرأة الجزائرية بالاستطاعتها القيام بكل شيء عكس ما قيل عنها…نختار الأسماء التي بإمكانها خدمة الثقافة والفن الجزائري ولا ننحاز لأي جهة لأن مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار.
“النهار”: هل تفضلين الفنانات أكثر بما أنك امرأة؟
عندما ألاحظ أن القائمة فيها رجال فقط ، أكيد أقدم ملاحظات وأقول دائما أن الجزائر تمشي على قدمين، لهذا يجب أن لا ننحاز لجهة على حساب الأخرى، أنا أحب وأنحاز لكل من يخدم مصلحة الجزائر والجزائريين. نقطة ضعفي الوحيدة هي الجزائر، لهذا لا تحاسبونني على حبي الكبير لبلدي.
“النهار”: بعض الجمهور وحتى الفنانين يشتكون من سكوت الجهات المعنية عن مراقبة كلمات الأغاني التي في الكثير من الأحيان تتجاوز الخطوط الحمراء. هل توافق السيدة الوزيرة على هذا؟
أنا مع حرية التعبير ولا أستطيع أن أحاسب أي شخص يعبر عن آراءه وأفكاره، وأظن أن هذه الديمقراطية، وهذا لا يعني أن الوزارة تسكت على التجاوزات أو الإساءة إلى الوطن. الشباب يريد أن يخفف على نفسه بألحان تتماشى والعصر، لهذا لا نريد أن نقف لهم في الطريق بشرط أن لا يمس تصرفهم بوحدة البلاد أو كرامتها. الحكم الوحيد هو الجمهور، لهذا لا نستطيع أن نحاسبهم إذا قبلهم الجمهور، لأن الجمهور لا ينافق. إذا أعجب بك يصفق لك، وإذا رفضك أقل شيء يخرج من الصالة، ولا يشتري منتوجك و هذا أحسن جواب بالنسبة للفنانين الذين يتجاوزون الخطوط الحمراء.
“النهار”: لمن تستمع وزيرة الثقافة من الفنانين سواء من الجزائر أو من الخارج؟
ليس لي أي صوت معين، أحب كل الطبوع وأستمع إلى كل ما هو جزائري محظ. أستمع إلى الشاوي القبائلي، الشعبي، الوهراني، عندنا تراث ما شاء الله يجب علينا المحافظ عليه، لأن كل المطربين الجزائريين مبدعين، فلو تلاحظي مثلا قصيدة “شهلت لعياتي” ترين كل فنان غناها بطابع خاص جدا، وأعطاها روح جميلة جدا، لهذا أسمع كل ما هو جزائري، أما فيما يخص الفن الخارجي، لا أستطيع أن أقول عنهم أي شيء، لأنني لا أعرف إلا القليل منهم.
“النهار”: نريد أن نسألك كذلك عن سر الحنة التي لا تفارق يدك؟
“يا ناس إحنا جزائريين مثلنا مثلكم”، أحب رائحة الحنة كثيرا لهذا تجدها لا تفارق يدي منذ أن كنت صغيرة، وأنا أحب الحنة الكثيرا، سؤلت كثيرا عنها، أغتنم الفرصة هذه المرة لأرد على الجميع.
“النهار”: هل تدخل السيدة الوزيرة المطبخ وماذا حضرت بمناسبة عشاء المولد النبوي الشريف؟
لا أخفي عنكم، لو قلت لكم أنني أطبخ كل يوم، التزاماتي تفرض عليا الغياب بالاستمرار عن البيت، لهذا تجدني أغتنم فرصة تواجدي في البيت يوم الجمعة، إن لم يكن لي أي عمل، طبعا كمعظم الجزائريين، حضرت “الرشتة” بمناسبة المولد،على العموم أنا شاطرة في الأطباق التقليدية فقط، كما أشعل الشموع والبخور والحنة والطمينة…مثل كل الجزائريين. شكرا لكم وكل عام وأنتم بخير.