أنا أحترق من الداخل وأرفض أن أتنازل

سيدتي، قد أبدو لك من الوهلة الأولى أنني إنسانة قوية، وهذا ما يراه في كل من يتعامل معي من أهل وأصدقاء وحتى زملاء، فأنا أتظاهر بالقوة لكن داخلي هش بسبب تراكمات الحياة، عشت خيبات كثيرة بسبب طيبة قلبي. فأنا من نوع النساء اللواتي يغدقن في الحب.

لكن للأسف فعلى ما يبدو أخطأت في تقديري للأشخاص، والمواقف، استنزفت الكثير من المشاعر في حياتي، حتى صرت مدمرة، لكن دوما أكابر وأحاول يوميا أن أرسم القوة على ملامح وجهي. فأنا غير مستعدة للمجازفة ولا للخسارة مرة أخرى، لا أنكر أنني سيدة ناجحة جدا مهنيا، علاقتي بالمحيطين بي جيدة يسودها الاحترام،

أنا أحترق من الداخل وأرفض أن أتنازل

لكنني صرت أرفض أي علاقة حب أو عرض زواج. لأنني أحس مسبقا كيف ستكون نهايتها، كما أرفض حتى علاقات صداقة أو أن يقترب مني الآخرون. أو يتعدون حدودهم معي، لكن صدقيني أريد أصرخ بصوت عالي وأقول أنني حقا بحاجة لمن يسندني، ويفهم حاجتي لمن يقدر تضحياتي فقط، فإلى متى سأبقى أصارع نفسي في حلبة وضعني فيها قبح غيري؟

اختكم في الله

الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

حبيبتي سأكون واضحة جدا في ردي بإذن الله، جميل جدا أن يكون للمرأة شخصية قوية تواجه بها الحياة، لكن اعلمي أن المكابرة المبالغ فيها. ستجعلك تنهارين نفسيا ولن تقاومي طويلا، خاصة أن الفرص أمامك كثيرا، أعلم أن مصابك جلل وأقدر ذلك كثيرا، لكن القرار الذي اتخذته بالبقاء في قوقعتك. وحيدة مع نجاحك المهني أمر غير مجدي،

أنا أحترق من الداخل وأرفض أن أتنازل

ثم اعلمي أن الناس معادن، والخيبات التي عشتها سابقا سواء مع أقرب الناس إليك من عائلتك، أو مع الشخص الذي ملّكته قلبك وخانك، ما هي إلى دروس خذي منها العبرة، وأقبلي بها على حياة وتجارب بإذن الله أبقى، ثم أين إيمانك بالله، وقناعتك أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

 طالع أيضا :