أمسك يد إبنته جثة تحت الأنقاض.. هكذا تبدو حياة الأب المكلوم اليوم
نجح مصور فرنس برس ادم التان، في تقفي أثر الأب التركي مسعود هانتشر والذي هزت صورته وهو يمسك بيد إبنته وهي جثة تحت الأنقاض العالم.
وبعد مرور نحو 3 أسابيع على كارثة الزلزال في تركيا، يعيش الأب مع أسرته في أنقرة في محاولة لبدء حياة جديدة.
وانتقل هانتشر، وهو والد لـ4 أبناء من بينهم إرماك 15 عام والتي قضت تحت الانقاض في كهرمان مرعش، مع باقي أفراد أسرته للعيش في أنقرة.
ويحاول الأب المكلوم، بدء حياة جديدة بعدما فقد إبنته ووالدته وإخوته وأبناءهم في الزلزال.
وحصل هانتشر وأسرته على مسكن جديد في أنقرة، قدمه له رجل أعمال تركي مع وظيفة إدارية في إحدى شركاته.
القصة المؤلمة: هكذا فجع هانتشر في فلذة كبده
ولحظة ووقوع الزلزال كان هانتشر يعمل في مخبزة، واستطاع الاتصال بأسرته والاطمئنان عليهم جميعهم عدا إرماك التي كانت نائمة في منزل جدتها.
وعندما وصل الأب إلى المنزل المقصود وجد المبنى منهارا، ومحاطا بجبل من الانقاض تحتها طفلته الصغيرة.
وكان آدم ألتان، المصوّر منذ أربعين عاما قضى خمسة عشر منها في وكالة فرانس برس، يعمل أمام مبنى منهار.
عندما رأى هانتشر جالسا قرب الأنقاض في كهرمان مرعش، مركز الزلزال الذي أودى بأكثر من 50 ألف شخص في تركيا وحدها.
ولم يكن أي فريق إنقاذ قد وصل إلى الموقع الثلاثاء غداة وقوع الكارثة، وكان السكان يحاولون إزالة الأنقاض بأنفسهم لإنقاذ أحبائهم.
وظلّ الرجل الذي يرتدي سترة برتقالية ساكنًا وسط الاضطرابات، غير مبال بالمطر والبرد.
لاحظ حينها آدم ألتان أن الرجل الذي يبعد 60 متراً عنه كان يمسك بيد ممتدة من بين الأنقاض.
بدأ حينها بتصوير المشهد: “أب يمسك بيد طفلته الميتة بدون أن يتركها، وسط الأنقاض والدمار”.
والتقط ألتان الصور بينما راقبه الرجل الذي همس له بصوت مرتجف “التقط صوراً لطفلتي”.
ترك يدها التي لم يرغب في إفلاتها للحظة ليوضح للمصور المكان الذي ترقد فيه ابنته البالغة 15 عامًا، قبل أن يسارع الى امساكها مجددا.
ويقول آدم ألتان: “لقد تأثرت كثيراً في ذلك الوقت. اغرورقت عيناي بالدموع. ظللت أقول لنفسي يا إلهي، هذا ألم لا يطاق”.
ثم سأل المصور الرجل عن اسمه واسم ابنته، وأجابه الأب مسعود هانسر: “ابنتي إرماك”.
يقول المصور: “تحدث بصعوبة، بصوت منخفض للغاية. كان من الصعب طرح مزيد من الأسئلة عليه. فقد طلب السكان من حوله من الناس التزام الصمت. حتى يتمكنوا من سماع أصوات الناجين المحتملين المحاصرين تحت الأنقاض”.
في تلك اللحظة، اعتقد المصور على الفور أن الصورة تلخّص آلام ضحايا الزلزال، لكنه لم يتخيل التأثير الذي سيكون لها.
وانتشرت الصورة في وسائل الإعلام حول العالم وكذلك على الشبكات الاجتماعية. حيث تشاركها مئات آلاف المستخدمين المصدومين من آثار الزلزال.
وتلقى آدم ألتان آلاف الرسائل من أنحاء العالم تعبّر عن التضامن مع حزن الأب المفجوع.
ويقول المصور: “أعتقد أنها صورة سترسخ في ذاكرتي. أخبرني كثيرون أنهم لن ينسوا هذه الصورة أبدًا، وأنا منهم”.
ممسكا بيد ابنته المتوفاة تحت الأنقاض وسط المطر والبرد.. لحظات صعبة عاشها الأب التركي مسعود هانتشر بعد #زلزال_تركيا ووثقها مصور فرانس برس.
كيف تبدو حياة الأب المكلوم اليوم؟#الحرة #شاهد_الحرة #الحقيقة_أولا pic.twitter.com/prEyRtApm5
— قناة الحرة (@alhurranews) February 27, 2023