أكدت انها لوخرجت من الفن ستموت، الفنانة قوسم في زيارة للـ”النهار”:الغناء يجري في عروقي وأبحث عن فرصة لأثبت قدراتي في التمثيل
أنا أغني من أجل والدتي المريضة بالسرطان.. فلا تظلموننا لأن حياتنا صعبة وصعبة جدا
ولدت المطربة قوسم في عائلة فنية مائة بالمائة، الوالد والوالدة ممثلان محترفان معروفان مع كبار الممثلين الجزائريين، حيث مثل والدها مولود في فيلم “معركة الجزائر” ووالدتها الممثلة جميلة مثلت مع التوري وكويرات ورويشد…عائلتها رفضت دخولها عالم الغناء في بادئ الأمر، لكنها استطاعت أن تقنع والدتها خاصة التي كانت تمانع دخولها عالم الغناء. قوسم زارت جريدة النهار وكانت لنا معها هذه الجلسة الفنية.
النهار: من هي هذه المطربة التي يشتكي منها كل الفنانين ويقولون أنك أخذت كل أعراسهم؟
قوسم: يا أختي القبول والإعجاب من عند الله ولا يستطيع أي فنان أن يفرض نفسه على الجمهور، “إذا قبلك فإنه يطلبك ويبحث عنك”. أما الفنانين فكلهم أصدقائي وأحبابي والدليل على ذلك انني أعمل معهم جميعا في الأعراس. أنا من وسط فني، والدي ووالدتي كانا مع فرقة مصطفى كاتب للمسرح ومنذ الصغر، كنت أعشق الغناء، بحيث كنت أحيي كل حفلات المدرسة، حتى أصبحت معروفة بمغنية المدارس.. أنا خريجة الجمعية السندوسية، مما سمح لي بالتعرف على على كبار الفنانين الذين أفادوني كثيرا في مشواري الفني، الذي يمتد إلى أكثر من 15 سنة عندما كنت في المدرسة، الجميع كان يتنبأ لي بمستقبل فني وكان الجميع يؤمن بصوتي وقوته..
*: بالرغم من مشوارك الفني الطويل، إلا أنك غير معروفة في الأوساط الفنية، هل يمكن اعتباره تقصيرا منك؟
**: أنا غير معروفة ربما في التلفزيون لأنني لم أشارك في حصص كثيرة، لكن جمهوري كله في الأعراس يعرفني جيدا كوني أحيي حوالي أربعة إلى خمسة أعراس في الأسبوع، بالإضافة إلى مشاركتي مع بعض الفنانات في أعراسهم لكوني مختصة في كل الطبوع. تعلمت في أكبر مدرسة وهي الأعراس، غنيت مع كبار الفنانات، الشهرة تأتي مع الوقت لست مستعجلة.
*: اكتشفتك الشاعرة الغنائية سلمى عنڤر وسجلت معها ألبومك الأول ثم انقطعت، لماذا؟
**: سلمى أكثر من صديقة وأخت ساعدتني في بدايتي، لكونها تعرف الساحة الفنية أكثر مني، وبنت باب الوادي مثلي، قدمتني للجمهور وأعطتني أسم قوسم، وبالنسبة لأول ألبوم لي فإنه أنتج عام 1995 ولم ينجح كثير نظرا للظروف التي كانت تعيشها البلاد. حاليا نزل لي ألبوم جديد دائما مع سلمي التي تحضر لأغاني جديدة سنبدأ تسجيلها مباشرة بعد شهر الصيام إن شاء الله.
*: أعرف أنك تفضلين الغناء العاصمي، لكن صوتك القوي والشجي يتلاءم مع الأغنية الشاوية خصوصا مع اغاني عيسى الجرموني، هل فكرت في هذا الموضوع؟
**: الكثير من الفنانين أكدوا لي ان صوتي يتناسب مع الأغنية الشاوية، لكن كما تعلمين تربيت في باب الوادي، المعروف باستماع سكانه للأغاني الشعبية أمثال عمر الزاهي وڤروابي وسلوى وحتى نادية بن يوسف التي أعتبرها جامعة وليست مدرسة فقط. لذلك فنحن نميل إلى هذا النوع من الغناء، ولا أخفي عليك أنا من عشاق صوت الجرموني، لذلك أحاول في كل أعراسي أن اقدم بعض أغانيه، خاصة إذا كان أصحاب العرس من الشرق الجزائري وبالتحديد من مناطق الشاوية، وأفكر جديا في تسجيل ألبوم من هذا النوع الذي أفتخر به كثيرا وأحبه، تحدثت مع سلمى حول هذا الموضوع، وهذه هي المفاجئة التي أنا بصدد التحضير لها، ولأول مرة أكشفها لجريدتكم “النهار”.
*:رغم أن والديك ممثلان إلا أنك اخترت الغناء، ألم تفكري في خوض تجربة التمثيل؟
**: الفن كله يسري في عروقي، صحيح أنني احترفت الغناء، وهذا لا يعني أنني لا أحب التمثيل .أنا أنتظر بفارغ الصبر أي دور، ربما المخرجين لا يعرفون ميولاتي وقدراتي في التمثيل، لكنني أعرف أنني سأفجأهم إن أتيحت لي الفرصة. ولا أخفيك الأمر إن الميدان الفني يحتاج إلى الاتصالات مع الجهات المعنية وبعض الشخصيات، وأنا -كما تعرفين- لا أخالط كثيرا الفنانين خصوصا بعد مرض والدتي الطريحة الفراش فأنا من يقوم برعايتها وأنا من يشرف عليها وعلى علاجها، علبة واحدة من الدواء أشتريها بمليوني سنتيم كل شهر، لهذا تجدينني دائما مهتمة أكثر بصحة والدتي ونسيت نفسي قليلا.
*: شفاها الله انشاء الله، على ذكر الأعراس، أغلبية الجزائريين يشتكون من ارتفاع الأسعار، حتى المطربات المبتدئات أصبحن يطلبن أجورا خيالية ؟
**: أنا شخصيا ضد فكرة رفع سعر أجرة في الأعراس والحفلات، أتحدث عن نفسي والجمهور شاهد علي، أنا حاليا أترأس جمعية “إحسان” نقوم بعدة نشاطات منها إحياء حفلات في مختلف الولايات، لدينا 28 مركزا في كل نقاط الوطن، من بين نشاطاتنا تختين الأطفال في سهرات رمضانية، نحيي حفلات في مراكز الشيخوخة، نوزع الأكل في رمضان، من المفروض لا أتكلم على هذه الأشياء، لكن كل المطربيين يقولون إنهم يحيون الأعراس مجانا، لكن الحقيقة غير هذا تماما، وأريد ان اقول لكي شيئا هناك فنانين ما شاء الله “يبريوالجرح”، لكن آخرين يرفعون أجر أعراسهم ويصلون إلى قاعات الحفلات متأخرين.
*: هل توافقين على إحياء أعراس في السطوح، إذا طلب منك زبون أم أنك تشترطين إحياء العرس في القاعات الكبيرة مثل بعض المطربات؟
**: على العكس أنا أوافق على إحياء الأعراس في السطوح، كانت والدتي تروي لي أن أعراس “زمان” فيها
“البركة” وعندما أحيي عرسا في السطوح أشعر وكانني وسط عائلتي، لكن كل شيء تغير.
*: معظم الفنانات يشتكون من صعوبة تسيير شؤونهم الخاصة، نجدهم دوما يتنقلون سواء داخل الوطن أو خارجه، ألهذا السبب قوسم لم تكون أسرة؟
**: أنا أؤمن بالمكتوب وأؤمن بأن الله إذا أراد أن يعطيك أي شيء لا يستطيع أي أحد أن يمنعه عنك، والزواج مكتوب قبل كل شيء. حياة الفنانة صعبة وصعبة جدا خاصة عندنا في الجزائر، ونظرة المجتمع إلى الفنانين نظرة قاسية نوعا ما، وأطلب منهم أن لا يجمعوا كل الفنانين في كيس واحد. أنا مثلا صحيح أحب الفن لكنني أعمل لأعالج والدتي المصابة بالسرطان. في بعض الأحيان أنا مضطرة للتنقل خارج العاصمة للعمل وكل قلبي يبقى مع والدتي لكنني مجبرة على العمل. لا تظلموننا لأن حياتنا صعبة وصعبة جدا.
*:لو لم تكوني فنانة، هل فكرت في عمل آخر؟
**: بكل صراحة لم أفكر لأنني لا أتخيل نفسي بعيدة عن الغناء، وكنت معروفة في المدرسة الابتدائية بالمطربة لهذا لو خرجت من الفن سأموت. أتذكر دائما كلام والدتي عندما منعتني من دخول عالم الغناء لكونه صعب وأتأثر كثيرا بأغنية سلوى “اللي بلى يعف” وهي أغنية تعبر جيدا عما يدور بداخلي. في النهاية أشكر جريدة النهار التي أتاحت لي الفرصة للالتقاء بجمهوري وأنا مستعدة لأي نقد وتوجيه وشكرا لكل من وضع في ثقته.