أكثر من 100 مصاب في اشتباكات بين الشرطة المصرية ونشطاء بميدان التحرير
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
قالت وزارة الداخلية وشهود عيان أن أكثر من 100 ناشط ومجند أصيبوا في اشتباكات بين الشرطة ومئات النشطاء في ميدان التحرير بوسط القاهرة اليوم السبت، وقال الطبيب محمد الهلالي الذي يقدم إسعافات أولية لمصابين في الميدان أن نحو 100 ناشط أصيبوا في الاشتباكات التي تلت محاولة من قبل الشرطة لفض اعتصام بدأه نشطاء الليلة الماضية في الميدان وأبلغ رويترز أنه قدم مساعدة لمصابين بطلقات خرطوش وطلقات مطاطية.
وقال ضابط شرطة في الموقع لرويترز أن خمسة من أفراد الشرطة على الأقل أصيبوا بجروح بعد أن رشقهم نشطاء بالحجارة، وقال بيان لوزارة الداخلية أن سبعة من رجال الشرطة أصيبوا أثناء محاولة فض الاعتصام في الصباح وأن الشرطة ألقت القبض على خمسة نشطاء.
وقالت الناشطة ندا القصاص لرويترز في اتصال هاتفي أن الناشط السياسي والحقوقي مالك مصطفى نقل إلى المستشفى للعلاج من طلقة خرطوش في الوجه وربما فقد إحدى عينيه، وقال شاهد عيان أنه رأى أحد النشطاء مصابا في الوجه بطلقة خرطوش وأن طبيبة بالإضافة إلى الهلالي وصلت إلى الميدان في محاولة لمساعدة النشطاء. وأضاف أن راكبي دراجات نارية ينقلون مصابين من الميدان إلى سيارات إسعاف تقف على أطرافه.
وتابع أن كثافة هجمات الشرطة على النشطاء بالغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش وإصابة عدد كبير بينهم بجروح ربما دفعت نشطاء لإشعال النار في سيارة نقل جنود تابعة للشرطة كانوا استولوا عليها في الميدان، وبعد ساعات من محاولة الشرطة فض الاعتصام مستخدمة العصي والهراوات رشقها مئات النشطاء بالحجارة في الميدان وشوارع مؤدية إليه وردت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وكان النشطاء حاولوا التقدم إلى مبنى وزارة الداخلية القريب لمهاجمته بعد محاولة فض اعتصامهم لكن تشكيلات من قوات الأمن المركزي تقدمت إلى الميدان على أكثر من محور، وقال شاهد أن النشطاء ألقوا الحجارة بكثافة على القوات مما اضطرها للتقهقر. وأضاف أن الشرطة المتقهقرة أطلقت وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع على الميدان وأن نشطاء التقطوا القنابل وردوها على القوات مما تسبب في إصابة عشرات منها باختناق.
وقال الشاهد أن الاشتباكات كانت متلاحمة في بعض الأحيان وأنه رأى عددا من النشطاء والجنود يسقطون مصابين بإغماءات ورأى سيارات إسعاف تنقلهم من المكان، وأضاف أن الشرطة التي تحاول الوصول إلى قلب الميدان أطلقت طلقات يعتقد أنها صوتية تجاه المحتجين.
وكان نحو 2000 ناشط بدأوا الليلة الماضية اعتصاما في الميدان بعد ساعات من انصراف متظاهرين قدر عددهم بعشرات الألوف أغلبهم إسلاميون طالبوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد بتسليم السلطة في أفريل، واستهدفت المظاهرات أيضا الاحتجاج على مباديء فوق دستورية اقترحتها الحكومة تتيح للمجلس العسكري حصانة من رقابة البرلمان على ميزانية الجيش.
وقال نشطاء أن مئات من ضباط الشرطة وأفراد من الشرطة السرية والمرور والعمال وصلوا إلى الميدان نحو الساعة السابعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي وطلبوا من المعتصمين ترك الميدان وأن العمال حاولوا إغراق وسط الميدان بالمياه لكن المعتصمين رفضوا إنهاء اعتصامهم.
وأضاف النشطاء أن مركبات مدرعة للشرطة اقتحمت الميدان من مختلف الشوارع المؤدية إليه بعد نحو ساعة وحاصرت المعتصمين في وسطه ونزعت خيامهم وصادرت أغطيتهم وسط صراخ معتصمات وهتافات مناوئة للحكومة من المعتصمين.
وقالت الناشطة ندا القصاص وهي عضوة الحركة المصرية من أجل التغيير(كفاية) لرويترز “تعاملوا معنا بوحشية. انهالوا علينا ضربا بالعصي والهراوات.” وأضافت قائلة “رأيت إثنين أصيبا في الرأس ورأيت ثالثا مغمى عليه من شدة الضرب على ساقيه. رأيت سيارات إسعاف تنقل آخرين من الميدان، وقال الناشط كمال عزيز “نزعوا خيام معتصمين من مصابي ثورة 25 يناير واسر شهداء أيضا وضربوا مصابا اسمه محمد وأخذوا عكازيه.”
وقالت وزارة الداخلية في بيانها الذي نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط “قوات الأمن التزمت خلال فض (إخلاء) ميدان التحرير من المعتصمين بأقصى درجات ضبط النفس إزاء محاولات بعض المتعصمين إثارتها والاعتداء عليها بإلقاء الحجارة والقطع الخشبية والزجاجات الفارغة مما أسفر عن إصابة سبعة من رجال الشرطة تم نقلهم إلى المستشفى لتلقى العلاج.” وأضافت قائلة “تم إلقاء القبض على خمسة من مثيري الشغب ويجرى اتخاذ الإجراءات القانوينة حيالهم.”
وقال نشطاء أن عدد المعتصمين وقت الاقتحام كان نحو 150 لانصراف معتصمين آخرين إلى أعمالهم أو لتناول طعام الإفطار لكن بعد اتصالات هاتفية عاد أكثر من 1000 إلى الميدان.
وقال ناشط أن الشرطة انسحبت وسط هتافات نشطاء تقول “الداخلية بلطجية” و”الإرهاب أهو“، وأضاف أن نشطاء طاردوا سيارة شرطة عسكرية بها ضباط جيش في شارع جانبي وهم يهتفون “يسقط المشير” في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وتابع أن الشرطة عادت مرة أخرى وقامت بتفريق النشطاء في الشوارع الجانبية لكن النشطاء عادوا من جديد واستولوا على سيارة الشرطة في الميدان وحطموا زجاجها واستولوا على معدات بها قبل حرقها من بينها أغلال ودروع.
وبحسب شهود العيان زاد عدد النشطاء في الميدان إلى نحو ثلاثة آلاف بعد اشتباكات الكر والفر بين النشطاء والشرطة في الميدان. ولدى تنظيم الاعتصام قال ناشط لرويترز “مطالبنا إنهاء حكم المجلس العسكري وتحديد موعد لانتخابات الرئاسة وتسليم السلطة لحكومة مدنية في موعد أقصاه 30 أفريل نطالب أيضا بوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين والإفراج عن النشطاء المعتقلين.”
وكان المعتصمون أغلقوا مداخل الميدان بالحواجز وأقاموا نحو عشر خيام في أماكن متفرقة من الميدان الذي كان بؤرة الاحتجاجات التي أسقطت مبارك. ومنذ إسقاط مبارك -الذي حكم مصر 30 عاما- نظم نشطاء إعتصامات في ميدان التحرير فضتها قوات من الجيش والشرطة بالقوة.