أكبر مُعمّرة في وهران عجوز عمرها 104 سنوات وما تزال آنسة!
لم يكن من الصعب العثور عليها، هي الآنسة ''طالحي مريم''،
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
إذ بمجرد بلوغنا مدخل قرية ”بوياقور” لبلدية بوتليليس في ولاية وهران، سألنا أول شاب صادفناه في طريقنا عن امرأة تجاوز عمرها العقد العاشر، فكان أن ردّ علينا وبسرعة: ”هي نفس الشخص الذي كنا نحن أبناء القرية بصدد الحديث عنه أمس، أملا أن تلقى الإهتمام”، فقادنا الشاب إلى منزل المعمّرة ”مريم طالحي”، التي تشير بطاقة التأمين الإجتماعي خاصتها، إلى أنها ولدت يوم 16 ماي 1906، ما يعني أنها تبلغ من العمر قرنا وأربعة أعوام. طرقنا الباب ليفتح لنا بعد برهةٍ من قبل امرأة لم تسأل حتى من نكون، فأدخلتنا البيت مرحبةً بنا، كونها اعتادت أن يزور الناس بيتها للإطمئنان عليها ورؤيتها وحتى للظفر بدعوات وتبريكات العجوز. أفصحنا لها عن هويتنا، فكان أن ازدادت فرحا وتمنت أن يصل نداؤها من خلال صفحات جريدة ”النهار” إلى كل من يمكنه مدّ يد المساعدة لها للتكفل بشقيقة والدتها، هي الآنسة جميلة التي تحكي عن عمتها فتقول…” عمرها قد يناهز القرن وعشرة أعوام، عزباء، إذ لم يحدث أن تزوجت، وسبب ذلك، أن والد ”مريم طالحي”، كان يرفض من يتقدم إلى خطبتها، كونها كانت مصابة بإعاقة على مستوى اليد والرجل اليمنى، فأبى تزويجها حتى يجنبها عمل مسؤولية الزوج والعائلة والأولاد خوفا عليها، لم تبدِ أي تذمر من قرار والدها هذا، وعاشت مقتنعة بقدرها”، ”هي أكبر إخوتها وهم أربعة رجال وأختان اثنان قضوا نحبهم كلهم، ليطول بها هي العمر وسط أبناء وأحفاد أختيها وإخوتها، ولم تغادر المنزل الذي ولدت فيه أبدا”. ”مريم طالحي” أقعدها المرض الفراش الذي لم تبرحه منذ ثماني سنوات، و”هي التي لم تزر قبل ذلك طبيبا، إذ أصيبت بالشلل، ناهيك عن فقدانها نصف قدمها الثانية”. تضيف جميلة قائلة عن عمتها.. ”أنها تتذكر كل شيء، وكثيرة الحديث عن والديها، فهي رغم ضعف جسدها، لا تشكو في عقلها، وتبتهج لرؤية المتوافدين عليها، وتدعو لكل من يرفع ستار باب غرفتها لمجالستها، حتى وإن كان النوم يسرقها من زوارها من حين إلى آخر”. تقضي ”مريم طالحي” يومها على فراشها الهادي الذي لا يلائم وضعها الصحي الحالي، تكره أن تفارقها ابنة أخيها جميلة، فهي كثيرة الأسئلة عنها كلما غابت عن نظرها، لا تغادر فراشها إلا حين تسطع أشعة الشمس، حيث يتم إخراجها إلى باحة الحوش، أكلتها المفضّلة الحوت والفاكهة وخصوصا البطيخ الأصفر والأخضر ومن الخضار القرنون. وصرحت جملية أنها تتحصل على منحة تقاعد والدها المقدرة بخمسة آلاف دينار، تضيفها إلى منحة عمتها المقدرة بثلاثة آلاف، تلوجه هذا المبلغ للتكفل بحاجيات شقيقة والدها، التي حصرتها بشكل كبير الحفاظات التي تجد صعوبة في توفيرها، لولا مساعدة المحسنين لها على مجابهة حالة الفقر التي تعيشها.