أفراد التعبئة في مسـيرة حاشدة سلمية وسط شـوارع مدينة جيجـل
قام، صبيحة أمس، العشرات من أفراد التعبئة الذين قدِموا من مختلف المناطق والبلديات التابعة لولاية جيجل إلى عاصمة هذه الأخيرة، بتنظيم مسيرة سلمية عرفت حضورا مكثفا لعناصر الشرطة الذين عرفوا منذ البداية كيف يتحكّمون في الوضع الذي لم يخرج عن إطاره القانوني، حيث تجمّع ما يزيد عن 70 فردا ينتمون إلى مجموعات أفراد التعبئة أمام مقر بلدية جيجل، أين وقفوا دقيقة صمت وترحّم على أرواح شهداء الواجب الوطني قبل الانطلاق في مسيرتهم السلمية تحت حراسة أمنية مشدّدة، تفاديا لوقوع أية انزلاقات من طرف بعض المواطنين الذين قد يستغلّون الفرصة والدخول في صفوف أفراد التعبئة من أجل القيام بأعمال شغب من شأنها أن تحوّل المسيرة السلمية نحو اتجاه آخر غير الذي جاءت من أجله، والهادفة إلى مطالبة هؤلاء، الجهات الوصية العليا في البلاد، تسوية حقوقهم التي يرون أنها أكثر من مشروعة والمتمثّلة في حقهم في المعاشات التي تنمح لغيرهم من باقي الأسلاك والأجهزة الأمنية والعسكرية التي شاركت هي الأخرى في مكافحة الإرهاب لأزيد من عشرية كاملة، والتي عرفت تضحيات كبيرة حفاظا على وحدة الجزائريين وحماية مؤسسات الدولة واستقرارها، مشيرا إلى الوعود التي تقدّمت بها إليهم في وقت سابق الجهات الوصية، خاصة ما تعلّق بمنحهم منحة التقاعد الاستثنائي خاصة، بعدما فقد أغلب هؤلاء الذين كان عمرهم لا يتعدى وقتها 24 سنة، مناصب عملهم الدائمة، وكانت استجابتهم سريعة لنداء الوطن، حاملين السلاح مرة أخرى وتجندوا في إطار قانوني منظّم في وجه الجماعات الإرهابية المسلّحة ليصبحوا بعد 20 سنة معطوبين وبطالين عن العمل، عجز الكثير منهم حتى عن علاج نفسه، وهو الوضع المزري الذي ناشدوا بشأنه رئيس الجمهورية شخصيا، للتدخل الفوري من أجل وضع حدّ نهائي لمعاناتهم التي تزيد تعقيدا كلما مرت الأيام والشهور والأعوام ويتقدّم بهم العمر وتتضاعف معه نسبة العجز وتتشرّد بسببه عشرات العائلات.