أعيش بلا شخصية ولا أملك الشجاعة لأكون أنا

السلام عليكم ورحمة الله، أتمنى أن يكون الكل بخير وعلى خير، أنا فتاة سيدتي في العشرينات من عمري، عشت طفولة محرومة نوعا ما، لكن أحمد الله على كل شيء، إلا أنه ثمة عقدة بقيت تلازمني حتى الكبر وأتمنى حقا التخلص منها.

أعيش بلا شخصية ولا أملك الشجاعة لأكون أنا

منذ أن كنت صغيرة سيدتي كنت أتعرض للمقارنة كثيرا بأترابي، لكن اليوم صرت أنا من أقارنت نفسي بالغير، فكل فتاة تصادفني سواء في العمل أو في الشارع أو في المناسبات العائلية صغيرة كانت أم كبيرة أقارنت نفسي بها، لا بل أحاول أحيانا تقليدهم، فصرت مترددة كثيرا، ولا أثق في قراراتي، ولا في اختياراتي، أعي جدا أن هذا ليس أسلوب ناجع في الحياة، وأحاول كثيرا أن أكون أنا، لكن دوما أعود لنفس العادة وأقول أنني لو فقعلت مثلهن أكون أحسن.

صدقيتي سيدتي صرت هشة ضعيفة، سهلة التأثر بالناس، لكنني غير مرتاحة بهذا الأسلوب، فكيف أخلص نفسي وأستعيد شخصيتي..؟

سهام من الوسط

 الــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

وعليكم السلام ورحمة الله حبيبتي، نشكر كثيرا عل هذه الثقة التي وضعتها فينا، والتي تزيدنا تكليفا، أما عن الجواب لسؤالك فأظنه بسيط، فأنت أختي سهام بحاجة لأن تنافسي نفسك، سأشرح لك كيف ذلك:

طلبت منك أن تنافسي نفسك لأنك واعية كل الوعي بمشكلتك، لهذا عليك مقاومة الضعف والتردد اللذان يلازمانك، كوني أنت ثم تحدي نفسك لتبقي أنت، فأنت لديك كيان خاص، وشخصية تميزك عن غيرك ارسميها كما تتمني، واجعليها أهلًا لطموحاتك واسقيها بالدعاء الخالص والتطهير من كل الشوائب، ثم نافسيها بحاضرك، فلا يمضي يومٌ بلا تقدم ملموس يشعرك بالتفوق.

أعيش بلا شخصية

اجعلي مساحة استيعاب عينيك مخصصة لنفسك، واعلمي أن ما يصلح لغيرك قد لا يصلح لك والعكس صحيح، أو قد تشتركون فيما يصلح ولكن يجب أن تكون لكل منكم طريقة تناسبه.

عزيزتي أعجبتني جدا هذه المباردة منك وطرحك للانشغال، ما يعني أنك حقا أقدمت خطوة نحو التخلص من هذا العادة، والمهم الآن هو الإصرار للتخلص منها بعدم مدِّ عينيك على ما حقق غيرك، لأن هذا سيجعلك تقارنين نفسك بهم، والتركيز فقط على شخصك أنت ومال تريدين وما يجعلك تحسين بالراحة، وإن اضطررت للمقارن قارني نفسك بمن هم أفضل منك لأخذ جرعة تحدي وقوة للتميز والتألق بإذن الله، وحينها مؤكد ستشعرين بالرضا وتنتعش روحك الطيبة، كل التوفيق أتمناه لك أختي الحبيبة.