إعــــلانات

أعلم أنها فرصة العمر.. وأنها أبدا لن تتكرر

أعلم أنها فرصة العمر.. وأنها أبدا لن تتكرر

أعلم أنها فرصة العمر.. وأنها أبدا لن تتكرر

سيدتي، بعد التحية والسلام أهنئك من صميم قلبي على مجهوداتك الجبارة. التي تقومين بها من أجل إرساء دعائم الرّاحة والسكينة في قلوب كل من يتصل بك تائها يبحث عن مرفأ أمان.

ولتدركي سيدتي أنني واحدة من بين الحائرات ولعل هذا ما دفعني أن أتواصل معك بهدف أن أتبين أي نهج اسلكه.

سيدتي ، حتى أضعك في الصورة أخبرك أنني شابة في زهرة شبابي. ضاعت أحلامي يوم تم توقيفي عن الدراسة في سن مبكر. حيث أنني لم أكن من النوع الشغوف بالعلم وقد استسلمت إلى فكرة المكوث في البيت. لأعيل أمي في تربية إخوتي الصغار. تحملت المسؤولية منذ الصغر لكنني ندمت بعدها لما وجدت أبي بمنحة تقاعده لا يقوى على سد احتياجاتنا أنا وإخوتي.

ليتني أكملت مشواري التعليمي..

فكنت أردد في قرارة نفسي: ليتني أكملت مشواري التعليمي حتى أتمكن من مساعدة أبي الذي أنهكه الزمن. لا أخفيك سيدتي أنني لست  من النوع المتطلب، لكن يحزّ في نفسي كثيرا لأن أرى تريباتي ترتدين أجمل الثياب. وتنعمن بحياة ولو كانت بسيطة بينما أنا أحيا الحياة الضنكى. كما أنني لست جاحدة ولست أنبذ الفقر. لكنها حالة تعتريني وتسيطر عليّ في كل مرة ولا يمكنني الإنتفاض حيالها كونها واقع محتوم لي ولعائلتي.

الحمد لله..

وفي غمرة ما نحياه سيدتي من قلة ذات اليد إلا أننا والحمد لله نحظى بسمعة طيبة بين جيراننا وأهلنا. والجميع يشهد لأبي وأمي بالصلاح والسداد. ما جعل إحدى جاراتنا تحدث قريبة لها عني وعن جمالي وأخلاقي فتقدمت إلى والداي تطلب يدي للزواج. فرحت للأمر حيث أنني أرى فيه تخفيفا للضغط الذي يحياه والدي جراء المسؤوليات.

إلا أنني ترددت في قبول الأمر كون من طرق باب بيتنا مطلق ولديه أبناء في رعايته. ولعل ما دفعني لأن أطرح انشغالي أن هذا الخاطب ميسور ماديا وهو يحيا حياة كريمة جدا. وله باع طويل في ريادة الأعمال والتجارة. وقد يكون زواجي منه فرصة العمر التي لن تتكرر بالنسبة لواحدة مثلي لا يهتم لأمرها أحد.

أخاف من المسؤوليات..

أخاف من المسؤوليات سيدتي، كما لا أخال نفسي مع أبناء ليسوا من صلبي. لا يمكنني التحكم فيهم ولا يجوز لي نهرهم أو زجرهم من باب التربية. كما أنه ومن جهة أخرى، لست أظن نفسي سأحظى بمثل هذا العرض لأخرج من هالة الفقر الذي أنا فيه. فما الحل سيدتي في نظرك؟

ب.ر من الغرب الجزائري.

الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

بنيتي، أحييك على كبير الثقة والصراحة التي جعلتك تفتحين بها قلبك لي وتحدثيني عما يخالجك. وردي لك سيكون بمثابة رد لكل فتاة حائرة في مثل حالتك أحالت واجب الدراسة على جنب. وراحت تبحث عن رفاهية لا أحد بإمكانه ضمانها لها.

ليس الفقر عيبا بنيتي. ولتحمدي الله على نعمة الصحة والسمعة الطيبة التي جعلت كل من يعرفكم يتحدث عنكم بكل خير. والدليل أن هناك من طرق باب بيتكم طالبا الحلال لحسن أخلاق والديك البسيطان. الذان زرعا فيكم أنتم كأبناء كل جميل وطيب.

لم تذكري في رسالتك إن كنت قد تحدثت مع العريس الذي تقدم لك وإن قد أعجبك مبدئيا. من حيث المبادئ والأفكار، حتى تتمكني من تحديد طريقة التعامل معه ومعرفة أسباب طلاقه. والظروف التي دفعته لأن يحوز على حظانة أبنائه الذي كان بمقدوره التخلي عنهم. والإشراف على أمورهم المادية فقط من دون ان يكون له رغبة في الإبقاء عليهم إلى جانبه. لينعم بحريته وكأنه لم ينجب قطّ.

ثم أدعوك بنيتي لطرد الأفكار المتعلقة بأنك من أسرة فقيرة. وأن فكرة تقدم شخص غني لك فرصة ذهبية قد لا تتكرر. فأنت تحتاجين أكثر ما تحتاجين إليه زوج صالح يلفك بأكف الراحة والأمان. فإن كنت تخمنين من أن عدم قبولك بهذا الرجل فقط لأن له أبناء. سيضيع عليك فرصة العمر في الحياة المستقرة والكريمة، فأنا أدعوك لإعادة بناء أفكار أخرى تصقلين بها شخصيتك.

قبولك هذا الزواج من عدمه مرهون بتواصلك مع هذا الإنسان ومعرفته عن قرب. وأما عن الأولاد فيمكنك بحنكتك وحسن أخلاقك لأن تكوني أقرب إليهم من والدهم وحتى أمهم التي أنجبتهم. لتحظي بممارسة الأمومة حتى وأنت لم تنجبي بعد، ولتدركي أن مسألة النصيب بيد الله عز وجل.

توخي لأن تبحثي عن غنى يتنافى مع مبادئك وأخلاقك. وتريثي في مسألة ما لا يثير حماسك في حياة ستحيينها بمحاسنها ومساوئها، ولتكن السعادة وراحة البال أكثر ما تطمحين إليه.

طالع أيضا :

شهم جميل ينتشلني من وحدتي إلى السعادة

📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها

حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar

رابط دائم : https://nhar.tv/zQZUm