أطفال يدخلون المدرسة لأول مرة

هي أيام قليلة تفصلنا على الدخول المدرسي، هذا الحدث الهام الذي يعتبر في هذه الفترة حديث كل عائلة، خاصة أولئك الذين لديهم أطفال لأول مرة سيدخلون المدرسة، فتجد أن الأم تفكر أكثر من الطفل حد ذاته، كيف لا وغريزة الأمومة يتدفق منها شعور يحصل لأول مرة، فمن حضنها إلى حضن المدرسة، وابنها سيغيب عنها لساعات طويلة، ناهيك عن التحديات التي تنتظرها.

أطفال يدخلون المدرسة لأول مرة

فبعد ولوج الطفل عالم المدرسة وتلقي معلومات جديد، تصبح الأم المسؤولة رقم واحد عن مستواه العلمي، وهنا نجزم أن المرحلة الأولى من المدرسة للأطفال مهمة للغاية، تتطلب الكثير من الاستعداد العقلي والجسدي لكلا الوالدين، خاصة الأم، لذا عليكِ أن تجعلي طفلك يستعد للتعليم، لأن فكرة الدراسة والالتزام بجدران القسم وساحة المدرسة، وأوامر المعلمة، وتصرفات أترابهم المختلفة ستزعجهم، فهم يريدون فقط اللعب وتجنب أي نوع من التشدد الذي ينتزع حريتهم، ومع ذلك فإن التعليم والانضباط هما بعض الجوانب المهمة للحياة، فلا تقلقي سيدتي من أول سنة في المدرسة، نعرف أن الأمر ليس بهذه البساطة، وأنك تفكرين في عشرات الأمور، كل الاحتمالات السيئة تطرأ على بالك من لحظة خروج طفلك من البيت وحتى عودته، لهذا خصصنا عدد اليوم من قلوب حائرة للأمهات اللواتي سيدخل طفلها أول مرة للمدرسة، وطريقة تحضيره لهذه المرحلة.

أطفال يدخلون المدرسة لأول مرة

لكن قبل هذا سنعرض عليكم تجارب أمهات سبقكن في المسألة:

أم ولاء من تيارت:

“مازلت أذكر حماس ابنتي وغرغرة الدموع في عيني.. حقا شعور لا يوصف”

بنبرة غلبتها الفرحة، كيف لا وسؤالنا أعادها إلى خمس سنوات للوراء، تذكرت السيد أم ولاء أجمل ذكرى، لابنتها الوحيدة فقال: “ذهاب الطفل للمدرسة أول مرة حدث هام في حياته، وفي حياة أمه أيضًا، مازلت أذكر أول يوم مدرسة في حياة طفلتي ولاء، كانت متحمسة لاستقبال هذه الحياة الجديدة، تحمل حقيبة ظهرها الملونة، وقارورة الماء الوردية، وكنت قد صففتُ شعرها وزينته بربطات بيضاء أنيقة، بينما كُنت أداري قلقي بابتسامة متوترة، فهي لم تفارقني ولا لحظة، كنت أسهر على شؤونها، وأرعاها بعيوني واليوم ستبتعد عني؟ لكن لابد أن تدرس وتتعلم، يومها أمليت عليها قائمة من التنبيهات المختلفة حول ضرورة ألا تتردد في طلب الذهاب إلى الحمام، وأن تذهب إلى معلمتها إذا ضايقها أحدهم، خاصة أن ابنتي خجولة نوعا ما، لهذا كنت قلقة نوعا ما، لكن ما إن عادت وبدأ تسرد عليا ما حصل معها بدأت الطمأنينة تُزرع في قلبي، والحمد لله هي الآن موفقة جدا في دراستها”

السيدة حنان من الوسط:

“هو أمر حتمي وأيضا تجربة فريدة من نوعها”

من جهتها وبكل ثقة أكدت لنا السيدة حنان أن أول يوم لدخول ابنها المدرسة كان مختلفا تمتما عن باقي الأيام، لا شك أن تجربة ذهاب الطفل إلى المدرسة لأول مرة هي تجربة مشحونة بمشاعر وأوضاع مختلفة للأسرة كلها، لتضيف قائلة: “أنا كسيدة عاملة وجدت الكثير من الإيجابيات، فالطفل ينتظم وقته فجأة، وبالتالي تنتظم حياة الأسرة بأكملها، فلم أعد أفكر هل هو مرتاح في البيت مع جدته أم لا؟ هل هو يتشاجر مع أبناء أعمامه أم لا؟ أمور كثيرة لم تعد موجودة بعد أن دخل ابني إلى المدرسة، ليس هذا فحسب، بل أصبح هناك متعة خاصة عندما تجدي ابنك يتعلم المزيد والمزيد، وأن حياته بدأت في الاتساع وأصبح لديه أصدقاء وأحداث يومية، شعرت فجأة أنه نضج، وأنه صار كبير ما شاء الله، لهذا أدعوا الأمهات لعدم القلق، خاصة ألا تظهر خوفها أمام ابنها حتى لا يتأثر بها فيخاف هو الآخر من المدرسة”

أطفال يدخلون المدرسة لأول مرة

السيدة أم رونق من عنابة:

“راودني قلق الانفصال عن ابني فتأثر بي وهذا الخطأ الذي لا أنصح الأمهات”

أما السيدة أم رونق، فتقول أن تجربها كانت من نوع خاص، وجدت نفسها أما وهي في الـ17 من عمرها، وتقول أنها تعلق بابنها الأول كثير، لهذا كان صعبا عليها الانفصال عنه عندما بات لابد عليه أن يلتحق بالدراسة، لتضيف قائلة: “خطئي كان واضحا، فأنا بدأت بالبكاء شهرا قبل دخول ابني للدراسة، خاصة أنني كنت أسمع تجارب الكثير من الأمهات عن أولادهن، ومعاناتهم في المدرسة، خاصة مع المعلمين الذين لا يحسنون التصرف مع الأطفال، فتخوفت من وجود معلم أو معلمة يجعلون الحياة المدرسية لطفلي مليئة بالخوف والاضطراب، وأذكر وقتها كنت سلبية للغاية، فتأثر ابني بي، وفي تلك الفترة زاد تعلقه بي، لهذا رفض فكرة الدخول للمدرسة، ولم يكن سهلا علينا أبدا تقبل ذلك بسرعة، ولا أنسى ما حييت البكاء الصباحي تلك الأيام لكلينا، لكنني مع باقي أطفالي تداركت الأمر، وأحسنت التصرف، لهذا أنصح كل أم أن لا تقع في نفس خطئي، وأن تكون قوية وتمد ابنها بطاقة إيجابية”