إعــــلانات

أطباء‮ ‬يرتكبون‮ ''‬مجــــــــازر‮'' ‬في‮ ‬حق ‮٤١ ‬مريضا‮‬

بقلم النهار
أطباء‮ ‬يرتكبون‮ ''‬مجــــــــازر‮'' ‬في‮ ‬حق ‮٤١ ‬مريضا‮‬

‬مجلس أخلاقيات الطب‮: ''‬سجلنا ‮٠٢ ‬شكوى،‮ ‬وسننظر فيها خلال الجمعية العامة القادمة‮‬
وزارة الصحة‮: ''‬بمجرد ثبوت الخطأ تتأسس الوزارة إلى جانب الضحية في‮ ‬العدالة‮''‬
فقــــــــــــدان بصر،‮ ‬استئصال أرحــــــــــــام واتهامات بسرقـــــــة أعضاء‮..

منهم من فقد ذراعه وآخر بصره،‮ ‬ومنهم من تعرّض لإعاقة حركية بنسبة ‮٠٠١ ‬بالمائة،‮ ‬ومنهم من سُرقت أجزاء من أعضائه البشرية،‮ ‬وغيرها من الكوارث التي‮ ‬تسجَّل بشكل‮ ‬يومي‮ ‬في‮ ‬مستشفياتنا وسط صمت رهيب من قبل الجهات المسؤولة رغم صرخات ضحايا الأخطاء الطبية،‮ ‬الذين حتى لو أنصفتهم العدالة فإن تعويضهم مقدَّر بالملايير بالنظر إلى حجم الخطأ الطبي‮ ‬المرتكَب،‮ ‬وهذا استنادا إلى ملفات تنسيقية الأخطاء الطبية تحوزها‮ ”‬النهار‮”‬،‮ ‬تتعلق بـ ‮٤١ ‬حالة تخص أشخاصا وقعوا ضحية الأخطاء الطبية،‮ ‬حيث قاموا برفع شكاوي‮ ‬إلى الجهات المعنية،‮ ‬وعلى رأسها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات،‮ ‬حتى‮ ‬يتم إنصافهم ومعاقبة الأطباء المتسببين في‮ ‬الأخطاء‮.‬

آمال لكال‮ ‬

وفي‮ ‬سياق ذي‮ ‬صلة،‮ ‬يشير ملف المواطن‮ ”‬خ.ج‮”‬من ولاية بشار والذي‮ ‬تحوز‮ ”‬النهار‮” ‬على نسخة منه،‮ ‬إلى أنه وجد نفسه بدون ذراع،‮ ‬بسبب الإهمال الطبي‮ ‬الذي‮ ‬تعرّض له في‮ ‬مستشفى بشار الذي‮ ‬قصده لإجراء عملية جراحية بعد أن تعقّد وضعه الصحي‮. ‬والغريب في‮ ‬الأمر أنه تم رفض إجراء خبرة طبية لحالته،‮ ‬حيث تم تحويل الضحية إلى ولاية تلمسان رغم إمكانية إجراء العملية في‮ ‬الولاية التي‮ ‬يقطن بها،‮ ‬إلا أن ظروفه الصحية لم‮ ‬يتم مراعاتها،‮ ‬إذ لجأ الضحية إلى العدالة من أجل الحصول على تعويض ومعاقبة الأطراف المتسببة في‮ ‬القضية‮.‬

محمد‮ ‬يفقد البصر وسلمى معوّقة حركيا بسبب خطأ عند ولادتها

وفي‮ ‬الإطار ذاته،‮ ‬كان مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة مسرحا لحادثة خطيرة من نوعها،‮ ‬تمثلت في‮ ‬فقدان‮ ”‬ح.م‮”‬،‮ ‬البالغ‮ ‬من العمر ‮٣٧‬سنة،‮ ‬بصره بعد أن قام بعملية جراحية فاشلة،‮ ‬أدت إلى إصابة هذا الأخير بالعمى،‮ ‬ولم‮ ‬يتوقف الأمر عند هذا الحد،‮ ‬إذ توضح الوثائق التي‮ ‬بحوزتنا،‮ ‬أنه تم حرمان الضحية من استلام وثائق ملفه الطبي‮ ‬لتحويل العلاج،‮ ‬مشيرا إلى وقوع بعض التلاعبات في‮ ‬الملف،‮ ‬حيث تم التزوير في‮ ‬محررات طبية وإخفاء النسخ الأصلية عن المحكمة التي‮ ‬باشرت عملية التحقيق في‮ ‬القضية،‮ ‬ليبقى الملف عالقا من دون الفصل فيه،‮ ‬ومن دون تعويض الضحية‮.‬

كما تَسبب الإهمال الطبي‮ ‬في‮ ‬القضاء على مستقبل الطفلة‮ ”‬ر.س‮” ‬من ولاية‮  ‬بومرداس،‮ ‬وتحديدا من الثنية،‮ ‬التي‮ ‬تعرضت لإعاقة حركية بنسبة ‮٠٠١ ‬بالمائة،‮ ‬والقضية مطروحة حاليا على مستوى العدالة،‮ ‬إذ لم‮ ‬يتم الفصل فيها بعد،‮ ‬لتتحمل الأسرة تكاليف إضافية لمعالجة الطفلة رغم وضعها المزري‮.‬

وترجع تفاصيل القضية إلى خطأ طبي‮ ‬ارتُكب أثناء الولادة بعد أن تم رفض استقبال أمها الحامل للولادة بمستشفى الثنية،‮ ‬ليضطر زوجها لنقلها إلى مستشفى برج منايل،‮ ‬حيث تكرر نفس السيناريو وتم رفض استقبالها‮. ‬وأمام خطورة الوضع الصحي‮ ‬للأم اضطر زوجها إلى نقلها إلى عيادة خاصة بالرويبة بالعاصمة،‮ ‬وهنا وقعت الكارثة الكبرى،‮ ‬التي‮ ‬أدت إلى الإعاقة مدى الحياة نتيجة الاستعمال المفرط للقابض أثناء الولادة‮.‬

ومن بين الملفات التي‮ ‬تحوز عليها‮ ”‬النهار‮” ‬ملف الطفل‮ ”‬ع.ف‮” ‬المولود سنة ‮٤٠٠٢ ‬بمستشفى الحراش بالعاصمة،‮ ‬الذي‮ ‬تعرّض لإعاقة حسية بسبب خطأ طبي‮ ‬وقع له أثناء الولادة،‮ ‬حيث تم الضغط على رأسه بأدوات‮ ‬غير صالحة للاستعمال،‮ ‬ولم‮ ‬يعرف أهله إلا عند تحويله إلى مستشفى عين الطاية نتيجة المضاعفات التي‮ ‬ظهرت عليه،‮   ‬وهو ما أدى بالطفل إلى إعاقة حسية واختلال عضوي،‮ ‬كان ذلك بسبب إضراب القطاع الصحي‮ ‬الذي‮ ‬تزامن مع ولادة الطفل‮.‬

توقف كلي‮ ‬للجهاز التناسلي‮ ‬لبدر الدين أثناء عملية ختان

كما أدى خطأ طبي‮ ‬فادح إلى عطل في‮ ‬الجهاز الجنسي‮ ‬للطفل‮ ”‬ب.ب‮” ‬أثناء عملية ختان،‮ ‬وذلك بسبب‮ ‬غياب التعقيم الصحي‮ ‬بمستشفى مفتاح بالبليدة،‮ ‬حيث تم إجراء العملية في‮ ‬قاعة الإسعافات الأولية،‮ ‬وللأسف رغم العطل الذي‮ ‬لحق الطفل بنسبة ‮٠٠١ ‬بالمائة إلا أن العدالة منحته نسبة ‮٥١ ‬بالمائة كتقدير نسبي‮ ‬للضرر الذي‮ ‬لحق به،‮ ‬كما استفاد من تعويض قدره ‮٧١ ‬مليون سنتيم،‮ ‬وهو ما‮ ‬يطرح إشكالية التقاضي‮ ‬في‮ ‬الجزائر،‮ ‬فحينما‮ ‬يكون الخصم الإدارة‮ ‬يكون المواطن ضحية أمام القضاء مهما كان حجم الضرر الذي‮ ‬أصابه‮!‬

كما أدت حالة تعفن جبس على ذراع‮ ”‬م.ح‮ ” ‬إلى بترها رغم أن الضحية قدّمت شكوى في‮ ٩٠ ‬جانفي‮ ٥٠٠٢ ‬للجهات القضائية،‮ ‬إلا أن القضية لاتزال معلقة في‮ ‬أروقة العدالة إلى‮ ‬غاية اليوم‮. ‬

وفاة‮ ‬غامضة لامرأة واستئصال رحم امرأة أخرى‮ ‬

وفي‮ ‬سياق ذي‮ ‬صلة،‮ ‬لم تفصل العدالة إلى‮ ‬يومنا هذا في‮ ‬ملف حالة وفاة‮ ‬غامضة،‮ ‬بسبب خطأ طبي‮ ‬للسيدة‮ ”‬ت.ح‮” ‬التي‮ ‬توفيت أثناء الولادة‮. ‬و بالمقابل،‮ ‬قام والدها برفع طلب تحقيق قضائي،‮ ‬ولحد الساعة القضية لم‮ ‬يُفتح فيها تحقيق بمجلس قضاء البليدة‮. ‬كما تعرضت السيدة لخضر الزين حورية لاستئصال رحمها،‮ ‬وذلك أثناء الولادة بمستشفى عين الدفلى‮. ‬وبالمقابل،‮ ‬فقد رفعت الضحية العديد من الشكاوي‮ ‬إلى الجهات المختصة،‮ ‬لتبقى القضية عالقة إلى‮ ‬يومنا هذا‮.‬

‮ ‬

اتهامات بسرقة أعضاء بشرية لامرأة‮..!‬

وتتهم السيدة‮ (‬ع‮. ‬أمينة‮) ‬أطباء في‮ ‬مستشفى بارني‮ ‬بسرقة أعضائها،‮  ‬المتمثلة في‮ ‬قرنية العين والغشاء وتم زرع بدلهما قرنية ميتة،‮ ‬حيث تم إيداع شكوى أمام وكيل الجمهورية بمحكمة حسين داي،‮ ‬كما تم تسجيل حالة خطأ طبي‮ ‬تعرضت له‮ ”‬س.ح‮”‬،‮ ‬حيث تم إجراء ‮٤ ‬عمليات جراحية خلال ‮٨٢ ‬يوما حتى أصبح جسمها‮ ‬يتمزق ولا‮ ‬يحتمل خيط العمليات الجراحي،‮ ‬ثم تم طردها من المستشفى دون إخبار أهلها،‮ ‬إضافة إلى تسجيل حالة خطأ طبي‮ ‬على المواطن‮ ”‬ح‮. ‬ت‮” ‬الذي‮ ‬أجريت له ‮٧٠ ‬عمليات جراحية على عينيه،‮ ‬وهي‮ ‬عمليات تجريبية؛ إذ إن المعني‮ ‬كان أحول فقط،‮ ‬وكان‮ ‬يرى،‮ ‬وبعد هذه العمليات أصيب بعمى البصر‮. ‬

أما الحالة الأخرى فهي‮ ‬حالة ريحان سيماء التي‮ ‬أصيبت،‮ ‬بسبب خطأ طبي،‮ ‬بنزيف دموي‮ ‬جراء نزع اللوزتين،‮ ‬أدى إلى دخولها في‮ ‬غيبوبة وفقدت الحركة وأصيبت الشلل والعمى‮. ‬وقد رفع والدها قضية أمام مجلس قضاء سطيف،‮ ‬ولحد الساعة لم‮ ‬يُفصل فيها،‮ ‬مما‮ ‬يطرح علامة استفهام كبيرة حول دور العدالة اليوم في‮ ‬مدى حماية المواطن‮.‬

مجلس أخلاقيات الطب‮: ”‬سجلنا ‮٠٢ ‬شكوى وسننظر فيها خلال الجمعية العامة القادمة‮”‬

من جهته،‮ ‬أوضح الدكتور بقاط بركاني،‮ ‬رئيس عمادة الأطباء الجزائريين،‮ ‬أن منذ بداية السنة الجارية،‮ ‬تلقت العمادة ‮٠٢ ‬شكوى ضد أطباء ارتكبوا أخطاء في‮ ‬حق المرضى،‮ ‬وقال إن أغلب الأخطاء سُجلت في‮ ‬أقسام الجراحة والتوليد،‮ ‬حيث شُرع في‮ ‬التحقيق مع الأطراف المسؤولة،‮ ‬ليتم إصدار الأحكام خلال الجمعية العامة القادمة‮.‬

وفيما‮ ‬يخص ضحايا مصلحة العيون فإن المحكمة العليا ستفصل قريبا في‮ ‬قضيتهم،‮ ‬مشيرا إلى أن التحقيقات كشفت أن المشكل الذي‮ ‬سُجل كان بسبب قدم العتاد المستخدَم‮.‬

وزارة الصحة‮: ”‬بمجرد ثبوت الخطأ تتأسس الوزارة إلى جانب الضحية في‮ ‬العدالة‮”‬

وفي‮ ‬هذا الصدد،‮ ‬أوضحت وزارة الصحة،‮ ‬على لسان مصدر مأذون،‮ ‬أن ضحايا الأخطاء الطبية ملزَمون برفع دعوى قضائية ضد الجهة التي‮ ‬ارتكبت في‮ ‬حقهم الخطأ،‮ ‬إذ في‮ ‬حال تأكد للوزارة أن الشخص وقع ضحية خطأ طبي‮ ‬فادح،‮ ‬فإنها تتأسس إلى جانب المريض في‮ ‬العدالة‮. ‬وأضاف المصدر نفسه،‮ ‬أن قبل الوصول إلى العدالة لا بد من المرور عبر مجلس أخلاقيات الطب،‮ ‬الذي‮ ‬يعمل على احترام قواعد وأخلاقيات مزاولة مهنة الطب،‮ ‬والذي‮ ‬عادة ما‮ ‬يتأسس كمستشار في‮ ‬المحكمة،‮ ‬وعلى هذا الأساس تتم معاقبة الطبيب؛ بحرمانه من الممارسة،‮ ‬حسب درجة الضرر الذي‮ ‬لحق بالشخص‮.‬ أسماء منور

أبو بكر محيي‮ ‬الدين ممثل ضحايا الأخطاء الطبية لـ‮”‬النهار‮”: ‬

إنشاء مصلحة تتكفل بضحـــــــايا الأخطــــــاء الطبيـــــــة بوزارة الصحة‮ ‬

كشف ممثل ضحايا الأخطاء الطبية،‮ ‬أبو بكر محي‮ ‬الدين أن وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات ستقوم بإنشاء مصلحة جديدة تتكفل بالتحقيق في‮ ‬قضايا الأخطاء الطبية‮.‬

وأوضح ممثل ضحايا الأخطاء الطبية في‮ ‬لقاء مع‮ ”‬النهار‮”‬،‮ ‬أمس،‮ ‬أن عدد ضحايا الأخطاء الطبية في‮ ‬ارتفاع مستمر،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬ينذر بكارثة في‮ ‬ظل تزايد عدد المعاقين‮. ‬وبالمقابل،‮ ‬فان الجهات الوصية تدير ظهرها لمثل هذه القضايا التي‮ ‬تطرح‮ ‬يوميا في‮ ‬أروقتها،‮ ‬مشيرا إلى الملفات التي‮ ‬تحوز عليها المنظمة والتي‮ ‬سيتم إيصالها إلى رئيس الجمهورية من أجل الاطلاع عليها والفصل فيها وكذا إنصاف أصحابها الذين ذاقوا مرارة التشرد بين العدالة والمستشفيات من أجل إنصافهم‮.. ‬كما دق ذات المتحدث ناقوس الخطر بسبب حالات أخرى تنتظر لم‮ ‬يقم أصحابها بالإبلاغ‮ ‬عنها نظرا لإمكاناتهم المحدودة وإقامتهم في‮ ‬ولايات داخلية،‮ ‬كما انتقد عدم ملاحقة المتورطين في‮ ‬التسبب في‮ ‬وفاة المرضى وفي‮ ‬أحسن الحالات الإعاقة،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يستفيد آخرون من البراءة،‮ ‬رغم حجم النتائج التي‮ ‬قد‮ ‬يتسبب فيها تهاون هؤلاء،‮ ‬مناشدا الرئيس بوتفليقة السعي‮ ‬إلى إنصافهم وإعادة طعم الحياة إلى هؤلاء،‮ ‬خاصة أن مطالبهم لا تتجاوز التكفل بالمتضررين بعيدا عن التعويضات‮.‬

آمال لكال

لعدم توفره على السيولة اللازمة لشرائها

تحويل ‮٠٥ ‬من المائة من ميزانية المستشفيات الخاصة باللقاحات إلى معهد باستور

علمت‮ ”‬النهار‮” ‬من مصادر مؤكدة من مبنى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات،‮ ‬أنه تقرّر تحويل ‮٠٥ ‬من المائة من ميزانية المستشفيات والمؤسسات الصحية الخاصة باللقاحات إلى معهد باستور‮.‬

وأوضحت مصادر‮ ”‬النهار‮”‬،‮ ‬أن القرار تم اتخاذه الأسبوع الماضي،‮ ‬بالنظر إلى العراقيل الكبيرة التي‮ ‬يواجهها المعهد لتوفير السيولة اللازمة لاقتناء اللقاحات بشتى أنواعها،‮ ‬حيث ستقوم المستشفيات بصرف ‮٠٥ ‬من المائة من الميزانية المخصصة لاقتناء اللقاحات،‮ ‬لفائدة المعهد،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬سيسمح له بتوفير بعض الأموال‮. ‬

وفي‮ ‬السياق ذاته،‮ ‬سيتسفيد معهد باستور من قرض مالي‮ ‬بنسبة ‮١ ‬من المائة،‮ ‬كالذي‮ ‬استفادت منه الصيدلية المركزية للمستشفيات،‮ ‬لمواجهة الإنقطاعات المتكررة في‮ ‬اللقاحات،‮ ‬كما حدث الأسبوع الماضي‮ ‬مع اللقاحات المضادة لالتهاب الكبد الخاصة بالأطفال،‮ ‬إذ شهدت انقطاعا في‮ ‬المراكز الصحية،‮ ‬على خلفية عدم توفر السيولة على مستوى المعهد لشرائها،‮ ‬إذ اضطر لطلب قرض مالي‮ ‬قيمته ‮٥‬‭,‬‮٢ ‬مليار دينار،‮ ‬من البنك الوطني‮ ‬الجزائر بنسبة ‮٥‬‭,‬‮٦ ‬من المائة،‮ ‬لتسديد ثمن فاتورة شراء اللقاحات من المخبر الهندي‮”‬آس إي‮ ‬إي‮”‬،‮ ‬إذ من المنتظر أن تتزوّد كافة المراكز الصحية والإستشفائية بحصصها من اللقاحات حسب طلبيتها،‮ ‬في‮ ‬انتظار تسديد ما‮ ‬يترتب عليها من ديون تجاه المعهد،‮ ‬والتي‮ ‬تسببت في‮ ‬عجزه عن تغطية مصاريفه،‮ ‬وحجز طلبيات جديدة،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬أدى إلى لجوئه إلى القروض السندية‮.‬

أسماء منور

يمتنعون عن الكشف عنهم بشكل معمّق ويعاملونهم أسوأ معاملة

مرضى ضحية‮ ”‬حڤـــــرة‮” ‬الأطبـــــــــاء والممرضين في‮ ‬المستشفيات والعيادات الخاصة

؟ عمادة الأطباء‮: ”‬المريض‮ ‬يتلقى كشفا سطحيا والعديد من الحالات تدهورت نتيجة ذلك‮” ‬؟ الدكتورة زميرلي‮: ”‬سوء معاملة الأطباء للمرضى تدفع بهم لمقاطعة العلاج نهائيا والمخاطرة بحياتهم‮”‬

‮”‬متعلمنيش خدمتي‮”‬،‮ ”‬روح للبريفي‮ ‬ويلا ما عجبكش الحال هنا‮”‬،‮ ‬وغيرها من العبارات التي‮ ‬تتكرر على مسامع المريض الذي‮ ‬لايريد سوى تلقي‮ ‬العلاج،‮ ‬إلا أن العديد من الأطباء‮ ‬يعمدون إلى معاملة مرضاهم بطريقة أقل ما‮ ‬يمكن أن توصف به بالكارثية،‮ ‬والتي‮ ‬تزيد من سوء الوضع الصحي‮ ‬لهم‮. ‬وبالرغم من أن حسن معاملة المريض تمثل ‮٠٥ ‬من المائة من العلاج،‮ ‬إلا أن ما‮ ‬يحدث في‮ ‬مستشفياتنا على‮ ‬يد الطاقم الطبي‮ ‬من بعض الأطباء والممرضين،‮ ‬يدفع بالمرضى إلى العزوف عن العلاج بصفة نهائية،‮ ‬حيث أكد التحقيق الأخير الذي‮ ‬قامت به وزارة الصحة حول وضعية المستشفيات،‮ ‬وجود تجاوزات في‮ ‬حق المرضى وتوجيه مبالغ‮ ‬فيه للقطاع الخاص،‮ ‬وحتى في‮ ‬حال ما إذا توجهوا إلى القطاع الخاص فإن الوضع ذاته،‮ ‬حيث‮ ‬يسدد الزوالي‮ ‬المال الكثير مقابل إهانته‮.‬

‮”‬حڤرني‮ ‬وبكى سبقني‮ ‬واشتكى‮”‬

والحالات المماثلة التي‮ ‬وقفت عندها‮ ”‬النهار‮” ‬كثيرة،‮ ‬حيث قال لنا‮ ”‬م‮. ‬ن‮”‬،‮ ‬البالغ‮ ‬من العمر ‮٩١ ‬سنة،‮ ‬من العاصمة أنه اضطر إلى التجوال من مستشفى إلى آخر على خلفية تعرضه إلى كسر مزدوج على مستوى اليد اليسرى أثناء مباراة كرة قدم،‮ ‬إذ بدأت معاناته انطلاقا من مستشفى الرويبة،‮ ‬مرورا بمستشفى عين طاية،‮ ‬إلى أن وصل إلى مستشفى زميرلي،‮ ‬وهناك كانت الكارثة،‮ ‬عندما توسّل إلى الطبيب من أجل معاينته،‮ ‬والذي‮ ‬للأسف كان منشغلا بأكل التفاح،‮ ‬حيث كانت الساعة تشير إلى التاسعة ليلا،‮ ‬وبالرغم من توسلات‮ ”‬م‮. ‬ن‮”‬،‮ ‬إلا أن الطبيب لم‮ ‬يبالِ‮ ‬ورد‮  ‬عليه ببرودة‮: ”‬مانخدمش،‮ ‬ما تساليش‮”‬،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬استفز مرافق المريض الذي‮ ‬لكم الطبيب ودخل معه في‮ ‬شجار عنيف،‮ ‬حيث قام الدكتور باستدعاء الشرطة من أجل إدخال أخ المريض إلى السجن،‮ ‬لينتهي‮ ‬الأمر بتوجيه المريض إلى مستشفى بن عكنون الجامعي،‮ ‬حيث تم استقباله بشكل جيّد وقدّم له العلاج الضروري،‮ ‬فيما قام الطبيب بسحب شكواه‮.‬

سكانير‮ ”‬غير لأصحاب المعريفة‮”‬

ومعاناة المرضى مع الأطباء كثيرة،‮ ‬كتلك التي‮ ‬تخص‮ ”‬ك.ز‮”‬،‮ ٥٧ ‬سنة،‮ ‬اضطر إلى التوجه إلى المؤسسة الإستشفائية للرويبة لتدهور حالته الصحية،‮ ‬وانتفاخ بطنه لدرجة أن صار أزرق،‮ ‬حيث استلزمت حالته إجراء أشعة مقطعية عاجلة،‮ ‬إلا أن المريض صُدم عندما قال له الممرض مكشّرا في‮ ‬وجهه،‮ ‬أن المستشفى لا‮ ‬يملك جهاز السكانير،‮ ‬وعليه التنقل إلى مستشفى عين طاية،‮ ‬وأمام تلك الوضعية اضطر ابنه إلى الإتصال بأحد الأشخاص الذين‮ ‬يملكون‮ ”‬معريفة‮” ‬للتوسّط عند مدير المستشفى،‮ ‬إذ توجّه إليهم أحد الممرضين وقام بإدخاله من الباب الخلفي،‮ ‬كما خصصت له‮ ‬غرفة مع سرير‮.‬

‮”‬لا إنسانية‮” ‬في‮ ‬كشف الحالة الصحية الخطيرة للمريض

وفي‮ ‬السياق ذاته،‮ ‬يتلقى مرضى السرطان صدمة كبيرة،‮ ‬بالنظر إلى الطريقة الرهيبة التي‮ ‬يعلن من خلالها إصابة المريض بداء السرطان،‮ ‬وهو حال‮ ”‬ج‮. ‬و‮”‬،‮ ١٤ ‬سنة،‮ ‬التي‮ ‬تعرضت لصدمة كبيرة بعد إعلان طبيبها المعالج بالبويرة عن إصابتها بداء السرطان،‮ ‬وقالت لنا‮: ”‬لم‮ ‬يكلّف حتى نفسه عناء تحضيري‮ ‬نفسيا لتلقي‮ ‬الخبر،‮ ‬إذ بمجرد أن أعطيته نتائج تحاليل المخبر،‮ ‬فتحها وقال لي‮ ‬عندك سرطان في‮ ‬حالة متقدمة،‮ ‬ولا أظن أنكي‮ ‬ستنفذين‮”‬،‮ ‬وواصلت‮: ”‬طلبت من الطبيب توضيحات،‮ ‬لكنه قال لي‮ ‬لستِ‮ ‬بطبيبة ولا‮ ‬يمكن لي‮ ‬أن أشرح لكي‮ ‬أكثر من ذلك،‮ ‬خذي‮ ‬هذه الرسالة وتوجهي‮ ‬إلى مركز مكافحة السرطان،‮ ‬لعلكي‮ ‬تجدين مكانا للعلاج الكيميائي‮”‬،‮ ‬وأكدت‮ ”‬ج‮. ‬و‮” ‬أنه مكثث في‮ ‬البيت شهرا كاملا بدون أن تتمكن من الخروج من شدة ما تعرضت إليه،‮ ‬إلا أن إصرار زوجها،‮ ‬وكونها أم لثلاثة أطفال دفع بها إلى مواصلة العلاج،‮ ‬وتمكنت من القضاء على الورم الخبيث الذي‮ ‬كانت تعاني‮ ‬منه،‮ ‬عكس ما قاله لها طبيبها المعالج‮.‬

عمادة الأطباء‮: ”‬هناك سوء معاملة للمرضى وتلقينا شكاوٍ‮ ‬كثيرة‮”‬

من جهته،‮ ‬أوضح الدكتور قاصب،‮ ‬أن المرضى‮ ‬يعانون من سوء استقبال الأطباء،‮ ‬حيث‮ ‬يقوم البعض منهم بالتكشير في‮ ‬وجوههم،‮ ‬والأسوأ من ذلك كله‮ -‬حسب قاصب‮- ‬أن المريض‮ ‬يتلقى كشفا طبيا سطحيا،‮ ‬بالرغم من معاناته من أعراض سريرية تستلزم إجراء فحوصات معقّمة،‮ ‬ليجد نفسه مضطرا للتوجه إلى القطاع الخاص من أجل تلقي‮ ‬العلاج،‮ ‬وهنا الأمر‮ ‬يكون أسوأ بكثير،‮ ‬كون الطبيب‮ ‬يتلقى تكاليف الإستشارة الطبية،‮ ‬إلا أن الإستقبال كارثي‮ ‬ولا‮ ‬يتلقى العلاج اللازم‮.‬

الدكتورة زميرلي‮: ”‬سوء معاملة الأطباء للمرضى‮ ‬يدفع بهم لمقاطعة العلاج نهائيا‮”‬

من جهتها،‮ ‬أوضحت الدكتورة،‮ ‬سليمة زميرلي،‮ ‬مختصة في‮ ‬أمراض النفس،‮ ‬أن المرضى‮ ‬يعانون من لا إنسانية بعض الأطباء في‮ ‬المستشفيات العمومية،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬يتسبب في‮ ‬تحوّل الحالة المرضية من سيّئ إلى أسوإ،‮ ‬لدرجة أنها تقتل فيه الرغبة في‮ ‬مكافحة المرض،‮ ‬لا وبل قد تتعقّد الحالة النفسية للمريض لدرجة الإمتناع تماما عن العودة لرؤية الطبيب خوفا منه‮.‬

وفي‮ ‬هذا الشأن،‮ ‬قالت الدكتورة،‮ ‬أن بعض الأطباء‮ ‬يتعاملون مع المريض ببرودة تامة بحجة أنهم ليسوا في‮ ‬مصلحة مساعدة اجتماعية،‮ ‬وأن مهامهم تقتصر في‮ ‬تشخيص الحالة ووصف العلاج،‮ ‬كما أنهم‮ ‬يعمدون إلى وضع المريض أمام الأمر الواقع،‮ ‬والكشف عن مرضه،‮ ‬دون مراعاة حالته النفسية التي‮ ‬تلعب دورا هاما في‮ ‬تماثل المريض إلى الشفاء،‮ ‬لتزداد تعقيدا أكثر مما كانت عليه،‮ ‬وأضافت زميرلي،‮ ‬أن المشكل الحقيقي‮ ‬الذي‮ ‬يفرض نفسه،‮ ‬هو جهل المريض التام بحقوقه،‮ ‬وعدم رفع شكوى ضد الطبيب،‮ ‬حيث‮ ‬يلتزم الصمت،‮ ‬خاصة إذا كان‮ ‬يعاني‮ ‬من مرض خبيث‮. ‬

أسماء منور

رابط دائم : https://nhar.tv/1uLId