أضرم النار في جسده فمات بعدما لعبت به امرأة في ثوب الشيطان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: أردت المشاركة معكم بسرد قصة أخي الذي توفاه الله في عمر الزهور، وأسأل الجميع الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يجعل مثواه الجنة .اسمه «محفوظ» ويبلغ من العمر 30 سنة، في زمن أحب ابنة خالتي المهاجرة، ولما عرض عليها أمر الزواج، طلبت أن يمهلها بعض الوقت لتفكر جيدا، ولتتأكد من أخلاقه حسبما قالته، ولأنه كان مولوعا بها أغدق عليها من الهديا الثمينة ما جعلها توافق على الفور، وبعدما اتفقا جاءت إلى الجزائر من أجل إتمام المراسيم وكان كل شيء على أحسن ما يرام، حضّرنا لإقامة عرس من أروع وأفخم ما تحلم به الفتيات، ومن هذا التاريخ بالذات بدأت المعاناة. جاءت العروس وأول همها كان الحقيبة التي أضاعتها في الطائرة ولم تتمكن من استرجاعها، كانت حزينة إلى درجة لا يتصورها العقل على تلك الحقيبة، وكأنها سحرية أو حملت بداخلها ما لا يقدر بثمن، بعد يومين قالت إن أحدهم اتصل بها وأخبرها بوجود حاجتها المفقودة، فلم يكن منها إلا أن أجبرتنا على حملها مرة أخرى إلى المطار الذي يبعد عن مدينتا بـ200 كلم، والعجيب أن هذا حدث يوم العرس بالضبط، علما أنهما قضيا النهار بأكمله ولم يحصلا على ضالتهما، فلا وجود للحقيبة. ظل موكب العروس وأغلب المدعوين من الذين لم ينصرفوا بعد طول انتظار، يترقبون عودة صاحبة الحسن، وعندما وصلت شرعت بالبكاء مرة أخرى لأنها لم تحصل على غايتها، للعلم فإنها لم تُحضر نفسها، ما جعلني أهرول لكي أساعدها بعدما أحضرت لها المجوهرات والملابس اللازمة لهذا اليوم، وبسرعة البرق جهزت كل شيء وأخرجتها، فكانت عابسة لم تتكرم حتى بابتسامة، في الوقت الذي كاد أخي يطير فرحا. أقسمتْ ألا يلمسها إن لم تعثر على حقيبتها وحمّلته مسؤولية لا يقدر عليها، ما جعلني أجند كل إمكانياتي وأسخر معارفي من أجل استرجاعها، فتمكنت من الأمر بفضلهم، بالرغم من ذلك بقيت متعنتة ولم تمكنه من نفسها أبدا، وبعد أسبوع، استغفلت الجميع بعدما أخذت كل ما هو ثمين بما في ذلك خاتم الألماس الذي أهداها أخي ليلة العرس، وفرت هاربة إلى فرنسا، وعندما تفطنّا أردنا الاتصال بها فلا حياة لمن تنادي. قضى أخي أشهرا عديدة يحاول العثور عليها من دون جدوى، فأصابه الإحباط وانتكس عن الأخر، لقد أخذت ماله وما خفي كان أعظم، بعدما يئس وضعف إيمانه أضرم النار في جسده فكانت حروقه بليغة، نقل على إثرها إلى المستشفى، وبقي هنالك يصارع الآلام الجسدية والنفسية لأنه ندم كثيرا خلال مدة مكوثه بالمستشفى، كان يستغفر كثيرا لأنه ندم على فعلته وسأل الله أن يغفر له، علما أنه كان تقيا وملتزما، لكن الشيطان نال منه ودفعه إلى سوء الخاتمة، وبعد مرور شهر وعشرة أيام لفظ أنفاسه، لقد توفاه الله ورحل عنا إلى الأبد. مات أخي وترك الجميع في ذهول، فكيف للعاقل الرزين أن يفعل بنفسه ما فعل، أما زوجته حتى الآن فلا نعلم عن مكان وجودها، أرجا منكم إخواني القراء الدعاء له عسى أن يغفر الله ذنبه ويتولاه برحمته.
شقيقة محفوظ