أشعر باليأس كبرت وليس لدي أي مستقبل

السلام عليكم. حكايتي بدأت منذ الصغير، لم أكن أهتم للدراسة، فوضعنا المادي بعد وفاة والدي جعلني ألهث وراء توفير لقمة العيش لأمي، بعد بضع سنوات تزوجت وانقلبت هنا حياتي واستقراري، فزوج أمي لم يكن يعاملني جيدا، حتى والدتي تغير معاملتها لي كثير بعد أن أنجبت أولادا أصبحت تفضلهم عليّ.

أشعر باليأس كبرت وليس لدي أي مستقبل

بعد أن كبرت وصرت شابا قمت ببناء سكن فوضوي لأستقل بحياتي، دخلت في مشروع تجاري لكن سرعان ما خسرته، وكلما أذهب إلى عمل تحصل معي مشاكل، وبقت على نفس الحال إلى أن وجدت نفسي في هذا السن دون زوجة ولا عائلة، ولا مأوى، ولا عمل، ماعدا أني أساعد أحدهم في محله وأجني من ذلك مصروفي اليومي.

صدقيني سيدتي راودتني أفكار سلبية كثيرة، أشعر باليأس، فليل الصبر الذي لدي بدأ ينفذ، أريد جرعة أمل فكيف أتصرف؟

فوزي من الوسط

الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

وعليكم السلام ورحمة الله أخي، مرحبا بك في منبر قلوب حائرة وأسأل الله تعالى أن يفتح أمامك أبواب الرزق والستر. إن فشلك في المشروع الأول ينبغي أن يكون محفزا لك، لتحاول الكرة بمعلومات وخبرة أكبر، فالعثرات والعقبات هي التي تقود إلى طريق النجاح، ليصلوا إلى محطات تحقيق الأهداف، فلا تعتقد أن الذين وصلوا ونجحوا في حياتهم لم يتعرضوا لمواقف صعبة. كان يمكن أن يتوقفوا عندها، لكنهم تجاوزوها بسرعة واستفادوا من أخطائهم، فالخطأ مصدر من مصادر التعلُّم.

أما بالنسبة للوالدة أرجو أن تبقى بارا بها، فلا يوجد أم لا تحب فلذة كبدها، وتأكد أنها تعاني في صمت لأجلك، وما تفضيلها لإخوتك إلا مجرد اهتمام بهم لأنهم صغار وهي ترى أنهم بحاجتها وحاجة رعايتها، اصبر عليها، وأعطها حقا من الاهتمام، واستمر في زيارتها، وضع نصب عينيك أن بر أمك عبادة مقرونة برضا الله وينبغي أن تبرها وتقصد بذلك وجه الله تبارك وتعالى.

أشعر باليأس كبرت وليس لدي أي مستقبل

وتوقف فورا عن اجترار تلك الأفكار السلبية، وتعوذ من الشيطان الرجيم، وتمسك بحبل الله المتين، وحاول دون توقف البحث عن ميادين تنجح فيها، يكون لك دراية بها، فما على الإنسان إلا السعي والباقي بيد الله الكريم، وإن اضطررت غير البيئة، ابحث عن صحبة صالحة جديدة، اتخذ الخطوات الصحيحة، فلو فشلت في الأولى والثانية لعلا الثالثة تأتي في الصواب وتنفرج بعدها الكرب، لما لا تحاول أن تبحث عن زوجة معينة تكون بجانبك وتقوي عزيمتك ولو بالكلمة الطيبة، وما أكثرهن بنات الأصول.

أخي الكريم، أعرض عن الأفكار الضارة وعن طريق الضلال وقوي صلته بالله وكن متفائلا دوما، حسن علاقتك بالوالدة، وأطلب منها أن تدعو لك الله، وتأكد من نقطة في غاية الأهمية العمر مجرد رقم، ومن يريد حتما سيصل بإذن الله.