أشرطة بن لادن ، الظواهري ، الزرقاوي وسائل لكسب الفرائس الضائعة في صفوف التنظيم المسلح
بقلم
ز.ت
صرح أحد الإرهابيين المنحدرين من باش جراح الذي تم إيقافه، مؤخرا، من قبل مصالح الأمن ببومرداس، أن تجنيده مر بعدة مراحل قبل التحاقه النهائي بكتيبة الأرقم ، وتحضيره من الجانب النفسي من قبل ثلاثة إرهابيين عملوا على التكفل بحشو فكره بخطب وفتاوى تحث وتحرض على الجهاد ، تعود إلى زعماء القاعدة في المشرق العربي .
-
كشفت مصادر موثوقة “للنهار” على صلة بالملف الأمني ببومرداس، أن عمليات تجنيد الإرهابيين تمر بعدة مراحل بداية من قيام الإرهابي المكلف بالتجنيد، والذي يتم مكافأته بمبلغ 10 ملايين سنتيم على كل مجند يقدمه لأميره، حيث يتم البحث عن الشباب المهمشين اجتماعيا والذين يعانون من العوز، الفقر وانعدام الثقة في النفس والمحيط الذي يعيشون فيه ، سواء ما تعلق الأمر بشباب المدن أو الأرياف ، لكن يبقى غالبية المنخرطين في صفوف التنظيم المسلح ينحدرون من القرى الجبلية التي تنعدم فيها مختلف ظروف التنمية، التي من شأنها احتواء الفراغ القاتل للشباب، وتتم المرحلة الأولى التي تعتبر من أصعب المراحل، لذلك يشترك فيها إرهابيين أو ثلاثة، فبعد الحصول على الفريسة الضائعة التي تتوفر فيها الشروط السابقة، إضافة إلى شرط الرغبة والاقتناع ، يتم الشروع في تحضير المجند الجديد، عن طريق تزويده بالأشرطة والأقراص المضغوطة والكتب التحريضية على الجهاد. وتتم هذه المرحلة بمنزل المجند، لذلك يتم تلقينه السرية والكتمان، ليتم بعدها استقباله في صفوف الجماعة، أين يرسل إلى سرية التدريب على استخدام الأسلحة وحملها ، حيث أفاد تائبون أن حمل السلاح لأول مرة يشعر المجند الذي كان ضعيفا ومهمشا في مجتمعه بالقوة والسلطة ، لذلك تتكون لديه غريزة الإنتقام من محيطه الذي احتقره، فيعمد إلى ابتزاز أثرياء قريته الذين يملكون السيارات والفيلات الفاخرة، وامتهان اللصوصية، القتل ومختلف أنواع الإجرام.
-
إرهابي لا يتعدى 18 سنة يروي مراحل تجنيده من براقي إلى كتيبة الأرقم
-
روى الإرهابي “ب.هـ” المكنى “صالح أبو زيد” البالغ من العمر 18 سنة ذو مستوى الثالثة ثانوي والمنحدر من بلدية باش جراح بالعاصمة، الذي ألقي عليه القبض بتاريخ 12 ماي 2008 ببلدية الثنية ببومرداس، بعد استرجاع سلاحه من نوع “توكاريف“عيار 09 و08 خراطيش، وكذا لباس أفغاني كان يرتديه ، أنه التحق بالجماعات الإرهابية ببومرداس بداية من إحدى أحياء بلدية براقي بمدرسة لتعليم القرآن الكريم، تكفل بتجنيده تحت رغبته الشخصية كل من “ب.س“المكنى “أبو عبد الله“و“ب.ن” المكنى “مصعب، بعد أن قدموا له أشرطة وأقراص مضغوطة لـ“أبو مصعب الزرقاوي“، “أسامة بن لادن“، “أيمن الظواهري” و“أبو جندل“، إضافة إلى كتب تحريضية لـ“أبو محمد المقدسي” منها “كشف الشبهات“،“الكواشف الجلية” ، “الملة الإبراهيمية” ،“الرسالة الثلاثينية“، وعمل على تجنيده ميدانيا “م.خالد” المكنى“عبد الرحيم” الذي رافقه شهر أفريل 2007 من مسجد “أبو عبيدة” بباش جراح إلى منطقة التدريب العسكري بضواحي غابات الثنية.
-
مركز التدريب العسكري للإرهابيين يقع بغابة مرشيشة بالثنية
-
كما اعترف “أبو زيد” لمصالح الأمن، أن فترة تدريبه كمجند لا يتعدى عمره 18 سنة ،استمرت ثلاثة أشهر بغابة مرشيشة المعروفة بجمالها الطبيعي، لتحولها الجماعات الإرهابية إلى مركز لتدريب الإرهابيين على الأسلحة بإحدى غابات منطقة الثنية ، حيث صرح أنه تلقى تدريبا شبه عسكري على مختلف الأسلحة، وتم تزويده ببندقية صيد بعد المدة التي قضاها في سرية الثنية ، ليتم بعدها تحويله إلى كتيبة الأرقم تحت زعامة “قوري عبد المالك” المدعو“خالد أبو سليمان“، الذي كلفه رفقة عناصر إرهابية أخرى بتخريب العمود الكهربائي باستعمال المتفجرات بالمكان المسمى قرية “تالمعلي” بمدينة زموري بتاريخ 26 ديسمبر 2007 ، كما ذكر الإرهابي أن جماعات الدعم والإسناد التي كانت تعمل على تزويد الجماعات الإرهابية بالأخبار والمؤونة الغذائية وعمليات ابتزاز أصحاب الدواجن بزموري، تجبرهم على دفع نسبة معينة من المبالغ المالية بعد بيع الدجاج، إضافة إلى ذبح أعداد معتبرة من رؤوس الدجاج ووضعها في أكياس ونقلها لمخابئهم ، كما صرح أنه تعرف على “تاجر محمد” المكنى “عبد الفتاح” والملقب بـ“موح جاك“، بعد أن تم نقله إلى سرية الكرمة بإمارة “مسعودان خالد” المكنى “سعد” و“خليفي بلال” المكنى “الحبشي“، الذين تم القضاء عليهم من طرف مصالح الأمن ، كما أن “موح جاك” كان وراء اختطاف واغتيال الشاب “ح.مراد” البالغ من العمر 22 سنة، الذي كان يشتغل حارسا ليليا بدار الثقافة بقرية الزعاترة بزموري، ويعمل على إفادة مصالح الأمن بمعلومات هامة، أفضت إلى القضاء على عدة إرهابيين، وهذا ليلة 08 إلى 09 ماي الفارط بتواطىء من طرف أحد أصدقائه بالحي الذي كان يعمل به كعنصر اتصال ودعم، والتحق مباشرة بالتنظيم المسلح بعد استدراج صديقه ومقتله. إضافة إلى تواطىء أحد تاجري المخدرات بزموري في مقتل هذا الشاب، وهو شخص كان يلعب دورين، ويعمل مع مصالح الأمن، ومن جهة أخرى يفيد الجماعات الإرهابية بمعلومات، منها مخطط مصالح الأمن في القضاء على “موح جاك“، وقد تم إلقاء القبض عليه. كما صرح “أبو زيد” عن تفاصيل العملية الإجرامية التي استهدفت قاعدة الحياة الخاصة بالرعايا الصينيين بتاريخ 13 ماي 2008 بسوق الحد، تم على إثرها مقتل عنصر من الحرس البلدي ، حيث أسفرت عمليات التمشيط الواسعة التي شنتها قوات الجيش ومكافحة الإرهاب بعد هذا الاعتداء على القضاء على الأمير السابق لكتيبة الأرقم “يوسف خليفي” المكنى“طلحة“، الذي تم نقل جثته من طرف عناصره الإرهابية ودفنها بضواحي منطقة “سيدي يحي” بمنطقة “بني أعراب” بالثنية، واسترجاعها بعدها من قبل مصالح الأمن . وقد تم وضع هذا الإرهابي الحبس المؤقت بعد نهاية التحقيق ومتابعته بجناية المشاركة في جماعة إرهابية مسلحة والإنتماء إليها وتخريب أملاك الدولة والوضع العمدي للمتفجرات في أماكن عمومية، إضافة إلى إلقاء القبض على أربعة عناصر دعم وإسناد تورطوا في التصريحات التي أدلى بها هذا الإرهابي وينحدرون من مدينة زموري .
رابط دائم :
https://nhar.tv/Fm165