أسرار تُنشر لأول مرة حول الجنرال توفيـق
والده ينحدر من منطقة تيزي غنيف ووالدته من عرش سيدي بن علال في عين الدفلى
درس في «COLLEGE Guillemin» ثانوية عقبة حاليا.. وطالب عبد الرحمن كان وراء تجنيده في صفوف الثورة
عرف باسم «الجنرال توفيق»، كما عرف لدى العاملين من كبار ضباط جهاز الاستعلامات على مدار اكثر من عشر سنوات باسم «الماجور»، في إشارة الى رتبته في ذلك الوقت «لواء»، قبل ترقيته الى فريق، فيما كان يلقبه آخرون باستعمال عبارة «مول السيجار».. هو الفريق المحال على التقاعد أمس، محمد مدين، ابن منطقة القبائل الكبرى .ولأن الفريق مدين ظل طيلة إشرافه على جهاز المخابرات يفضل الظل والعمل في صمت بعيدا عن الأضواء، فقد ظل الجزائريون يرون فيه الرجل الأكثر غموضا في الجزائر، لدرجة أن القليل منهم من يعرف سنه الحقيقي ومكان ميلاده. فالشائع هو أن الفريق التوفيق من مواليد منطقة ڤنزات بسطيف، في حين أن الأصح هو أنه من مواليد جوان عام 1941 بالقصبة في الجزائر العاصمة، لكن أصول والده تنحدر من تيزي وزو، وتحديدا في غرب منطقة القبائل الكبرى تيزي غنيف. أما والدته فهي تنحدر من ولاية عين الدفلى، وبالضبط من منطقة بن علال، حيث تنتسب لعرش أولاد محمد بن علال، زعيم المقاومة الشعبية بالمنطقة.وقد تلقى، محمد مدين، خلال مرحلة الطفولة تعليمه الابتدائي والمتوسط بالعاصمة، قبل أن ينهي مشاوره التعليمي في مدرسة «COLLEGE Guillemin» التي أصبحت بعد الاستقلال تحمل اسم ثانوية عقبة بن نافع، ثم التحق لفترة وجيزة بفريق «ريد ستار» العاصمي، لممارسة كرة القدم التي كان شغوفا بها. وتعرف بحكم الجيرة على المناضل، طالب عبد الرحمن، الذي كان وراء تجنيده وهو طفل صغير في صفوف الثورة، ليلتحق بها عام 1957 وعمره 16 سنة، أين عمل في البداية في صفوف جهاز الإشارة بالولاية التاريخية الثالثة تحت قيادة «المالغ»، ثم انتقل للعمل في الولاية التاريخية الثانية، وتقلد، محمد مدين، مختلف الرتب الى أن وصل إلى رتبة مرشح قبيل الاستقلال، ثم كان أحد الموفدين لتلقي تكوين عسكري في مجال الاستخبارات إلى الاتحاد السوفياتي سابقا، ليتم نقله للعمل بعد التخرج إلى مقر القيادة الجهوية في قسنطينة تحت قيادة أحمد زرهوني المعروف باسم فرحات، ثم جرى نقله فيما بعد للعمل في مقر القيادة الجهوية بوهران، قبل أن يتقرر نقله للعمل بالعاصمة في عدة مواقع، إلى أن استقر به المقام في بداية الثمانينات بمقر رئاسة الجمهورية. تم تكليفه في منتصف الثمانينات، بقيادة جهاز الاستخبارات العسكرية، أو ما كان يسمى حينذاك بـDCSA، ثم تم نقله للعمل ملحقا عسكريا في ليبيا، التي استقر بها خلال فترة سنة واحدة، قبل أن يتم استدعاؤه من طرف الشاذلي بن جديد الذي طلب منه إعداد تصور لهيكلة جديدة لجهاز الأمن العسكري سابقا، ليتقرر تغيير تسميته إلى دائرة الاستعلامات والأمن بداية التسعينات. تقلد، محمد مدين، المعروف بميله إلى الصمت وشغفه بممارسة الرياضة، منصب مدير جهاز الاستعلامات والأمن منذ ذلك الوقت الى غاية يوم أمس، أين تقرر إحالته على التقاعد وتعيين اللواء المتقاعد عثمان طرطاق، المعروف باسم «بشير» خلفا له.