أستقوت عليّ وأهانتني وكادت تخرب بيتي وتشتت شملي
لست أقوى على السماح حتى أرتاح.
سيدتي، بعد التحية والسلام ،إسمحيلي أن أهنئك وأهنئ كل قراء منبر قلوب حائرة والأوفياء على موقع النهار أونلاين بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ولا يفوتني أن اشكرك على حسن إستقبالي وأنا بين يديك أرمي بثقل أرهق قلبي وقلب حياتي رأسا على عقب.
سيدتي، ونحن في غرة هذه الأيام المباركة اقف يوميا وقفة المحاسبة لنفسي\، فتجديني كالجلاد أبحث عن أذية ولو كانت بسيطة أوجعت بها قلبا منهكا حتى استسمح صاحبها، وحتى لا أكون سببا في تعاسة أي إنسان على وجه الأرض.كيف لا وحياتي وكل أيامي كانت مسرحا لتقتير وغطرسة حماتي التي لم تترك لي اي متنفس حتى اهنأ وأرتاح.
فبعد زواجي من إبنها وبالرغم من أن زيجتنا تقليدية لم تتم سوى عن طريق أقاربنا، وجدت نفسي أمام إنسانة أقل ما يقال عنها أنها لا تخاف الله، فقد مارست عليّ من التسلط ما لا يمكن للعقل البشري تحمله، ولولا صبري ولولا وقفة أهلي إلى جانبي لكنت فقد صوابي.
إنسانة أهانتني وطمست بكرامتي الأرض، أوجعتني وقلبت حياتي واي شيء يمكنه أن يسعدني إلى تعاسة كبيرة، لدرجة أنني سيدتي لم أفرح حتى باولادي و بمقدمهم، كل هذا ولم يكن لزوجي أي محاولة منه لرأب الصدعى الكبير الذي كان بيني وبين أمه، كونه كان يعمل في ولاية بعيدة عن مسقط رأسه. حماي من جهته وأخوات زوجي -سامحهن الله- لم يقفوا إلى جانبي قط وتركوني اعاني ولك يكن الحل سوى بالإستقرار في بيت مستقل بعد أن كبر الأبناء وبعد أن أحيل الزوج على التقاعد لأجد نفسي وقد تنفست الصعداء وتمكنت بعون الله وحوله أن أنجو ببقايا قلبي المهتك.
نجح أبنائي في دراستهم، وباتت علاقتي بزوجي حفظه الله أكثر تماسكما وقوة ، وقد إعترف لي بكون لا يمكنه ابدا الإستغناء عني، تطورت حياتنا وإستقر مستوانا الإجدتماعي في درجة راقية والحمد لله. لكنني لن أخفيك سيدتي سرا، وهو أنني لم أتمكن ولن أتمكن من العفو عن حماتي.
لطالما دعوت الله أن أنسى أساها، وأن يعينني بفضله وقوته على تجاوز ما عشته إلى جانبها، وعن تناسي الدمار الذي ألحقته بي، لكنني سيدتي لم استطع.تفاصيل كثيرة تلعب بعقلي وتدور في خانة ذكرياتي، صوتها لازال يزلزل مسامعي وهي تنعتني بأبشع الصفات، وشبحها يتبعني حتى وأنا في بيتي الخاص، لقد كادت ذات يوم تخرب بيتي ولو ستر الله لكنت اليوم في بيت أهلي وقد حرمت أولادي بسببها كونها لطالما هددتني بهم.
أتوسلك سيدتي أن تخمدي نارا تتأجج في قلبي خاصة وأن من صفات المؤمن العقال الصفح والتناسي، تحديدا ونحن في هذه الايام المباركة.
أختكم ل.نجود من الشرق الجزائري.
الرد:
أختاه، من شيمك الكرام والطيبين الصفح والتجاوز، وأظنك اليوم في هذه المناسبة تقفين أمام نفسك وأنت تتساءلين: لماذا لم أكن مثالا للشر أو الضغينة في حياتي؟كما أنني أخمّن في أنك وأنت تعودين بذكرياتك للوراء وأنت تلومين نفسك لأنك لم تثأري لكرامتك يومها ولم تردي عن نفسك الأذى.
لقد كنت أختاه مثالا للصبر والإصطبار على شدة الله وحده كان أعلم بها، وعلى هوان لم تفكري يوما به، وقد كنت عزيزتي قادرة على أن تخرجي من بيت زوجك وأنت تطلبين العافية في بيت أهلك، لكن نبل أخلاقك جعل نفسك تسوّل لك أن الأمر لا يعدو إلا أن يكون غبتلاء، وأنه عليك الصبر و حسن الظن بالله.
إستنفذت صبرك أختاه، وإستثمرك كامل عنفوانك في إنتظار الفرج الذي منّ الله به عليك بعد سنوات، وها أنت اليوم بعون الله تحيين السكينة ولست أظنك كأمّ ستمارسين نفس ما مورس عليك من حماتك على كنائنك.
إستهذي بالله أختاه و حاولي أن تبدئي مرحلة التشافي من الأذى بنسيان الماضي وتجاوز ألامه والخوص في جديد عنوانه مستقبل أجمل مع أبنائك وزوجك الذي يقدّر فيك نبل الأخلاق وجميل الشيم.
أدركي أختاه وحاولي أن تقتنعي بأن ما عشته كان بتقدير من الله عزّ وجلّ
الذي لمك يكلف نفسك إلا وسعها، ولتهرعي نحو حماتك وكأنّ شيئا لم يكن ليس ضعفا أو خوفا لكن درس منك لها أنّ الأصيل أصيل حتى لو ذاق الويل، وأنّ من وضعت نصب عينيها بناء أسرة وتكريس حياتها لخدمتها أقوى من أن تستضعف أو من أن يمارس عليها اي نوع من أنواع الإحتقار أو التقتير.
الكرة في مرماك أختاه، حيث أنه عليك أن تربحي مكانك في الجنة مع العافين المتسامحين، وأظن أن بالك سيهدأ ويرتاح بتكريس مبادئ العفو في قلبك والسماح.
كان الله في عونك وأعاد ايامه المباركة عليك بالخير واليمن والبركات.
ردت: “ب.س”