أريد أن أنجو بإبني من فرط دلال عمته..
![أريد أن أنجو بإبني من فرط دلال عمته..](https://i.dzs.cloud/www.ennaharonline.com/wp-content/uploads/2025/02/كلام-جميل-عات-جميلة-عن-الأم-780x400-1.jpg?resize=800,460)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي قراء الموقع الكرام، أنا سيدة أحترم جدا الروابط العائلية، وصلة الرحم خاصة مع أهل زوجي الذين أكن لهم محبة كبيرة.
أردت اليوم أن أستشيركم في أمر بلغ الأهمية، حتى لا أكون سببا في خلاق مشاحنات أو خلافات بيننا، لأن الأمر يتعلق بإبني.
سيدتي أنا أم لطفلين وبنت، إبني الثاني متعلق جدا بعمته وأحيانا يفضلها عليّ. ولا أنكر أنها هي الأخرى تحبه وتفضله على باقي أولاد العائلة، إلى هنا الأمور طبيعية.
لكنها تفرط في دلاله، وتلبيه كل رغباته حتى تلك التي ليست من حقه. وأحيانا كثير يحصل بيني وبينها سوء تفاهم حين أعاتبه أو أصرخ في وجهه على أخطأ لا أستطيع تقبلها أنا كأم.
لأنه في آخر المطاف أنا من سوف أحاسب عليه، وأنا من ستكون المسؤولة عن تربيته. فابني سوف يكبر وسوف يحتك مع أترابه بعيدا عن عمته، وأعلم جيدا أنني سأتعب حينها.
سيدتي الأمر بات مقلق، لأنني أراه قد يخرج عن سيطرتي إن نشأ على هذا الدلال المفرط. فكيف أصارحها أن ما تفعله سوف يضره لاحقا، دون أن أتسبب في جرح مشاعرها..؟
أم يوسف من الشرق
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبا بك في موقعنا ونتمنى من الله التوفيق في للرد عليك.
احترمت كثيرا حرصك للحفاظ على أواصر الود بينك وبين أهل زوجك، واحترمت أيضا حس المسؤولية كأم تود أن تؤدي رسالتها على أكمل وجه لتنشئ ابنا سوي الشخصية. لذا عليك بالتريث والحكمة في حل هذا النوع من المشاكل العائلية.
عزيزتي اعلمي أن تعلق ابنك بعمته وبأهله أمر جيد ولكن التربية السليمة تحتاج إلى التوازن والصرامة في الكثير من الأحيان. لأننا أمام طفل صغير نحن بصدد بناء شخصية يعتمد عليها في الكبر.
وكخطوة أولى لابد أن تثيري انتباه زوجك للأمر، وأن تحاولان وبطريقة لبقة توضيح خطورة الدلال الزائد لهذه الغمة. فإن كانت تحبه كثيرا فلا محال أنها ستهتم لمستقبله أيضا.
وأن توضحان لها أن التربية وتقويم أي سلوك في الطفل خاصة في حالتك هذه هي من صلاحياتك أنت ووالده.
ثم حاولي أن تتخلصي من فكرة مقارنة حبه لها وحبه لك، فأنت هنا تضعين نفسك في موضع الضعف أما ابنك. وفي أي ملاحظة سوف يلجأ لعمته ويحرجك معها.
هذا وعليك معرفة سبب تعلقه بها، فلربما تعطيه وقتا أطول، أو ربما انشغالك بأولادك الآخرين فسح لها المجال لتملأ قلبه. ولهذا يجب ان تتحدثي إليه أكثر وتلعبي معه أكثر.
أطلبي منه أن يشاركك في أمور تناسب سنه، وأثني عليه إذا أحسن التصرف خاصة أما إخوته. وأسمعيه كلمات الحب، فهذا يجعله يثق فيك، وهكذا تكسبين وده.
حاولي أن تتحدثي معه عن طريق الصور والألعاب، كأن ترسمي صورة لعائلة مكونة من جزأين. عائلة صغيرة الأم والأب والإخوة وعائلة اكبر وهم الأجداد والعمات والأعمام والأخوال والخالات.
حتى تترسخ في ذهنه طبيعة العلاقات وأنه علينا أن نحب عائلتنا، ودعيه يعبر عن مشاعره واسمعي منه ولا تضغطي عليه. فربما في هذه الحوارات والألعاب تفهمين سبب هذا التعلّق الشديد.
وهنا يجب أن نذكر أن الأم والأب لهما مرتبة خاصة، وأنهما المسؤولان الأولين عن تقويم سلوك أولادهم. ولن نلغي دور العائلة الكبيرة هنا في عملية التربية. لكن لابد أن يكون أي تصحيح في صالح الطفل، وليس في الإفراط في دلاله وإفساد طباعه.
ثم إياك سيدتي أن تذكري عمته بسوء أمامه أو حتى أمام باقي إخوته، فهم أهلهم مهما يكون. ولابد أن يكون هناك حبا بينهم لكن بشكل يضبط سلوكهم.
فاحرصي أن تذكريهم إلا بالخير، واحرصي أن يكون أي حديث في هذا الأمر مع والده بعيدا عن الأولاد. فهم حساسون ويلتقطون كل معلومة، ولا تسيئي الظن بعمته فهي واضح جدا أنها تحبه.
ولكن ابق حريصة وقوية. وفقك الله وسدد خطاك وأصلح لك ذريتك وبارك لك فيهم.