أرملة الهاشمي ڤروابي تكشف خلفية انجاز كتاب حول حياة شيخ الأغنية الشعبية لـ “النهار”:
شهيرة قروابي: الفكرة كانت بإيعاز من المرحوم واخترت الفرنسية “كاترين روسييه” لإنجازه و خليدة تومي مهتمة بالمشروع وأصدقاء المرحوم كانوا تحت التصرف
سينزل في الأسابيع القليلة القادمة على المكتبات الجزائرية، كتاب جديد يروي حياة “شيخ” الأغنية الشعبية الهاشمي ڤروابي، من تأليف كاترين روسييه،في ذكرى وفاته، المصادفة لـ 17 جويلية القادم بمستشفى زرالدة عن عمر يناهز الـ 68 عاما، يسلط الأضواء على مسار فني صنع الحدث الثقافي الجزائري، وساهم على مدار خمسة عقود في الترويج وطنيا ودوليا للتراث الموسيقي الوطني.
*مع اقتراب ذكرى رحيل الحاج الهاشمي قروابي، ينتظر أن يصدر كتاب ثالث حول شيخ الأغنية الشعبية كيف جاءتك الفكرة؟
*شهيرة ڤروابي: الأمر يتعلق بمبادرة، الهدف منها إحياء ذاكرة الفقيد والتذكير بمشواره الفني، فهو الذي أوصاني أياما قبل أن ينتقل إلى جوار ربه برواية قصة حياته الفنية، وهو ما ارتأيت القيام به في شكل كتاب سيصدر عن دار “القصبة” للنشر التي يديرها السيد إسماعيل أمزيان، وسيحمل توقيع الفرنسية “كاترين روسييه”، وهي كاتبة روائية تولي للثقافة الجزائرية اهتماما كبيرا.
ويعد كتاب “كاترين روسييه” الثالث حول الفنان الهاشمي ڤروابي منذ وفاته، غير أنه يختلف عن سابقيه بكونه جاء برغبة من الفنان وبإيعاز منه، ولقد أوصاني في آخر أيامه برواية حياته الفنية إلى جمهوره بشكل خاص وهواة الثقافة بوجه عام. وبعد مشاورة أصدقاء الراحل والعديد من الذين أحبوه وعايشوا مشواره الفني.
*هل من الممكن معرفة الجهة الممولة لهذا المشروع ، إن إعداد مثل هذا المشروع يتطلب مجهودات كبيرة من أجل جمع كل المعطيات، كيف تمت العملية ؟
- إن مشروع الكتاب حظي بدعم كبير وحاسم من قبل وزيرة الثقافة خليدة تومي، المعروفة باهتمامها وتحمسها للأغنية الشعبية. ولإعداد رواية دقيقة وصائبة، وقامت الكاتبة بزيارات عديدة إلى الجزائر بحثا عن المعلومات، كما التقت بأصدقاء الفقيد، وفي طليعتهم أولئك الذين صاحبوه عن قرب وتقاسموا يومياته، مثل السعيد تواتي “صديق العمر”، ووهيب صخري، مالك قاعة الحفلات “الحرية” بحي باب الوادي الشعبي حيث كان يفضل الفنان قضاء أوقاته رفقة الأعزاء والخوض في مواضيع متعددة،في الفن، الثقافة وكرة القدم.
ورحب وهيب صخري الذي كان يحظى بثقة الشيخ الكاملة بفكرة تأليف الكتاب، مشددا على أهميته في تغذية ذاكرة الشيخ، وكان صخري قد فتح أبواب قاعة”الحرية” للكاتبة كاترين روسييه لتلتقي بعدد من أصدقاء الفنان وأعضاء فرقته الموسيقية الذين رافقوه منذ خريف 2001، تاريخ عودته إلى الجزائر بعد غربة دامت سبع سنوات، إلى صيف 2005، حيث نشط آخر حفلات وأعياد عائلية من مسار فني وصفه العارفون بـ “المتميزة” .
*كيف استطاع الحاج الهاشمي قروابي أن يساهم في إثراء الغناء الشعبي خارج الوطن؟
ـ الشاهد الوحيد على مكانة الفن الشعبي في الجزائر وخارجها، هي الصور والتعليقات التي أثارتها جولات “الشيخ” عبر فرنسا، ألمانيا، تركيا، إيطاليا، إسبانيا، بريطانيا، الولايات المتحدة، كندا وكذا بلدان عربية أخرى. كما ساهم الهاشمي ڤروابي أكثر من غيره في بسط بصمات الفن الشعبي في المحيط الفني الفرنسي، حيث مكنه من دخول الأماكن الثقافية الفرنسية الشهيرة من بابها الواسع، فقد صعد “الشيخ” على خشبتي معهد العالم العربي و”مسرح باريس” بحي شاتلييه على ضفاف نهر السين، و”دار موسيقات العالم” و”كازينو باريس” المعروف بـ”مسرح موغادور”، وعلق صحافيون فرنسيون على اعتلاء ڤروابي منصات القاعات الباريسية الكبرى بقولهم “إنه أحسن مغني الحراز”، مكن الفن الشعبي من تدوين اسمه ضمن قائمة “موسيقات وأنغام العالم”.