''أرقام مصيطفى كاذبة و87 من المائة من الشباب موّلناهم بـ500 مليون وليس مليار سنتيم''

5 آلاف مؤسسة اختفت و244 ألف أثبتت وجودها وأصحابها يسدّدون ديونهم
عدد كبير من أصحاب وكلاء السيارات ندموا على مشاريعهم وإقبال على الوكالات لتغيير النشاط
قال مراد زمالي مدير عام الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ”أونساج”، إن وكالته لم يسبق لها وأن ألغت أي نشاط خاص بالشباب، وأن كافة النشاطات ما تزال مفتوحة أمامهم، وما يتوجب عليهم هو احترام توجيهات اللجان المكلفة بدراسة الملفات، حتى لا يندموا مثلما هو عليه حال الذين استثمروا في مجال كراء السيارات.وأوضح زمالي في لقاء جمعه بـ”النهار”، أمس الأول في مكتبه، أن اللجان المكلفة بدراسة ملفات الشباب قبل منح رخصة الاستثمار قد وجهت تحذيرات لكل شاب يرغب في الاستثمار في مجال كراء السيارات، بسبب الانتشار الرهيب لهذا النوع من الاستثمارات، مما أثّر سلبا على عائداتهم، وجعل العديد منهم يتقربون من مختلف الوكالات المحلية لـ”أونساج” من أجل تغيير النشاط، مشيرا إلى أنه لم يتم تمويل أي ملف يرغب صاحبه في فتح وكالة لكراء السيارات منذ شهر أوت 2011.وعن النشاطات التي تحوّل إليها المستثمرون السابقون لوكالات كراء السيارات، قال محدثنا ”سجلنا إقبالا على شاحنات تبريد ونشاطات أخرى في قطاع الصناعة وحماية البيئة والتنظيف، في وقت تعرف نشاطات أخرى تراجعا كبيرا خاصة في كبرى المدن، على غرار كراء الآليات والصناعات البلاستيكية”.وأشار المتحدث إلى أن آخر الإحصائيات المتوفرة لديه تكشف عن وجود 249 ألف و147 مؤسسة تم تمويلها إلى غاية 31 ديسمبر 2012، سمحت بخلق 164 ألف و555 منصب عمل، منها 11.87 من المائة من نصيب العنصر النسوي، حيث تمكّن حاملو الشهادات الجامعية والتقنيون من إنشاء 44 ألف مؤسسة.وعن القطاعات التي استثمرت فيها هذه المؤسسات، كشف محدثنا أنها تتعلق بالصناعات التقليدية والحرف التي احتلت مركز الصدارة من خلال إنشاء قرابة 31 ألف مؤسسة، متبوعة بالفلاحة والتنمية الريفية بأزيد من 24 ألف مؤسسة، ثم البناء والأشغال العمومية والصناعة تقريبا بنفس العدد بأكثر من 11 ألف و500 مؤسسة.وبالاستناد إلى هذه الأرقام، أشاد مراد زمالي بالنجاح الذي حققته الوكالة، بعد تمكنها من تغطية كافة البلديات الموزعة عبر التراب الوطني، في انتظار توسيع رقعتها أكثر بعد التسهيلات التي أقرتها الحكومة، معربا في ذات الوقت عن استيائه وتذمره الشديدين من التصريحات النارية التي أدلى بها كاتب الدولة المكلف بالإحصائيات مؤخرا، حين أكد أن جل مشاريع ”أونساج” فاشلة، بسبب فشل الإجراءات المعمول بها، وذلك دون التقرب من المديرية العامة للحصول على الأرقام الرسمية، مشيرا في هذا الشأن إلى أن عدد المؤسسات الفاشلة التي أغلقت أبوابها لا تمثل سوى نسبة 2.14 من المائة، أي ما يعادل 5 آلاف و417 مؤسسة.وفي نفس الإطار دائما، وفيما يتعلق برد مراد زمالي على الاتهامات التي وجهها بشير مصيطفى لمشاريع ”أونساج”، والتي يحاول صاحبها التأكيد على أن الخزينة العمومية تبذّر الأموال من خلال منح الملايير للشباب من أجل خلق مؤسسات فاشلة، قال مراد زمالي إن 87 من المائة من المشاريع الممولة تحصل أصحابها على مبالغ مالية لا تتعدى خمسة ملايين دينار أي أقل من 500 مليون سنتيم، وأن كافة الشباب المستثمر يسددون ديونهم بصفة تدريجية وليسوا محتالين لا على البنوك ولا على ”الحكومة”.
ردود السلطات المحلية على مراسلة ”أونساج” تكشف:المخابز وغسل الملابس والفلاحة أهم اهتمامات أبناء الجنوب
وفيما يتعلق بأهم الإجراءات المتخذة من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب لفائدة أبناء الجنوب، قال مراد زمالي إن القرارات التي اتخذها وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي والقاضية بإعطاء الأولوية للمؤسسات المصغرة في المناولة للتعامل معها، ستسمح بضمان ديناميكية أكثر لهذه المؤسسات، كما أن إعفاء الشباب المستثمر في الجنوب من الفوائد البنكية سيعمل على تسجيل إقبال أكبر في المنطقة.وسيستفيد كافة الشباب الراغب في الاستثمار بالولايات الجنوبية للوطن من تكوينات في المستوى، قبل ممارسة النشاط المرغوب فيه، حيث شرعت ”أونساج” في جرد كافة المشاريع التي يرغب فيها هؤلاء، والتي تمحورت أغلبها حول إنشاء مخابز نصف صناعية وصناعية وغسل الملابس والفلاحة.وأفاد مراد زمالي بأن قرار بوتفليقة القاضي بمنح 20 من المائة من الصفقات العمومية للمؤسسات المصغرة، سيعمل على إعادة بعث نشاط أكثر من 13 ألف مؤسسة تعاني صعوبات مالية، خاصة بعد مراسلة السلطات للولاة من أجل التدخل وتطبيق هذه التعليمات.
متعامل كبير احتال على ”أونساج” في حالة فرار
لا علاقة لنا بـ”رونو” وكل من يثبت تورّطه في إبرام صفقات مشبوهة سيوقّف
وبشأن التهمة الملفقة لمسيري الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، حول إلزام الشباب الراغب في الاستثمار في مجال النقل، بالتقرب من نقاط بيع ”رونو” الجزائر حتى تتم الموافقة على ملفاتهم، نفى مراد زمالي ذلك نفيا قاطعا وقال: ”لا علاقة لنا برونو ولم نبرم أية صفقة مشبوهة مع هذا الوكيل”، وأضاف: ”الشباب لهم الحرية المطلقة في اختيار الوكيل المناسب، وما علينا إلا الموافقة على الملفات مستوفية الشروط”.وفي هذا الصدد، كشف مدير ”أونساج” عن إحصاء العديد من المتعاملين ممن رفضوا الإجراءات المعمول بها، والمتمثلة في الدفع التدريجي لمستحقات العتاد، والأخطر من ذلك فقد تم ضبط أحد المتعاملين يتواجد حاليا في حالة فرار احتال على أونساج، بعد استغلاله بعض الشباب الذين أرجعوا العتاد للممون بمجرد إخضاعه لمراقبة المحضر القضائي، وتقاسم الأرباح بين الطرفين ”الشباب والممون”.