أدركت بعد فوات الأوان الأسباب التي تجعل البيوت عامرة مستقرة والتي تهوي بها إلى الخراب

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
السلام عليكم إخواني القراء وعليك سيدتي نور أمّا بعد:
لا أدري لو عادت الأيام مع من كان زوجي والذي هو الآن طليقي، هل سأصبح امرأة بارعة في التمثيل وحبك المواقف التي ترضيه، أم أنني أصمم على فشلي حتّى لو كان الثّمن هو طلاقي الذي أعيش بين جنباته الآن.
كنت أعرف أنّ المطلقة هي امرأة فاشلة، لأنّها لا تجيد التأقلم مع عيوب زوجها، وكنت أستغرب كثيراً لهذا القول الذي يعتبر إهانة لكل امرأة، فالزوجة ليست ممثلة والعلاقة الزوجية ليست علاقة تمثيل هي علاقة مودة ومحبة ورحمة واحترام فحسب.
لكنني الآن، وبعد أن تعرضت للطلاق أستطيع أن أؤكد أن المطلقة هي بالفعل امرأة فاشلة، فلو أجادت فن الحياة لنجحت وارتقت علاقتها بزوجها إلى سمو الراحة والاستقرار.
لقد تزوجت بالطريقة التقليدية، من رجل بدا لي في الظاهر إنسانا متحضرا في أسلوب الحياة، هذا قبل الزواج، لكني بعد الزواج اكتشفت أنّه مليء بالعيوب التي تتنافى مع طريقتي في الحياة ورومانسيتي وتربيتي ونشأتي الراقية منذ طفولتي، لقد اكتشفت أن له عادات سخيفة مقززة تنفرني منه، فهو مثلاً كان يملأ فمه أثناء الطعام بشكل مقزز، ما يجعل فتاتا تتطاير على وجهي وهو يحدثني، ومن عادته أيضا أنه لا يهتم بهندامه وترتيب شعره، وكان يتسم أيضا بعدم الذوق واللباقة وعدم احترام الخصوصية، فهو مثلاً يفتح حقيبتي اليدوية بدون إذن مني، كما أنه لا يراعي أوقات نومي يوقظني منتصف الليل إذا جافاه النوم لا يبالي في استغراقي في النوم العميق، وليس لديه أدنى اهتمامات سوى عمله وبيته وطفلنا الذي يداعبه، المهم أن عيوبه كانت كثيرة لدرجة أنني كرهت الحياة معه، بل وكرهته من فرط عيوبه المقززة المنفرة، لقد لاحظ علي ذلك وهذا ما كان يضايقني ويستفزني، كان يفترض أن يغير من طباعه وسلوكه احتراما لي ولمشاعري، لكنه لم يفعل.
لكنني اكتشفت الآن وبعد طلاقي منه أن عيبي الأوحد كان أكثر وزنا من كل عيوبه مجتمعة، فعيبي الأوحد أنني لم أكن أمرر أمرا من كل هذا دون أن أوبخه عليه وأبدي اشمئزازي وقرفي أمامه بشكل واضح وصريح، وأستهزئ به وبسلوكه الذي لا يعجبني بل وأحيانا أظهر اشمئزازي من تصرفه المعيب أمام أهلي وأهله، وكان هو يصمت ولا يعلق إلى درجة أنني ظننت أنه يدبر لي شرا بصمته المريب هذا أمام هذا النقد الجارح واللاذع. كنت أشعر من نظراته أنه يبيت لي النية على أمر، إلى أن أتى ذلك اليوم وجدته فرحا مسرورا، ومهندما بشكل لم أره عليه من قبل، بالإضافة إلى رائحة العطر التي تفوح منه فذهلت وقلت في نفسي إنه ربما راجع نفسه وما فعل ذلك الآن إلا من أجلي، إلاّ أنّه وقع كلامه علي كالصاعقة التي أرجفت كل كياني وقال لي بكل وضوح: أنت طالق وسوف أعيد لك حقوقك كاملة وأرسل لك نفقة الطفل مطلع كل شهر، وغادر البيت مطبقا الباب وراءه وتركني غارقة وسط ذهولي وحيرتي.
بعدما تركني اكتشفت أن ما كنت أعانيه هو ما تعانيه كل النساء مع أزواجهن في بيوتهن، بل أن ما أعانيه لا يساوي شيئا مما تعانيه معظم هؤلاء السيدات، وبعضهن قلن لي: إن مشكلتك مع زوجك تافهة جدا مقارنة لمشاكلنا مع أزواجنا، بل ويسخرن من مشكلتي التافهة هذه، ويستغربن من معاناتي لها، لأنّهن يعتبرنها من الأمور العادية، المهم أنّني اكتشفت أنّ الفارق بيني وبين أولئك الزوجات والذي جعل بيوتهن عامرة حتى الآن بينما هوى بيتي، أنهن يقمن بدور الممثلة الناجحة، فهن يظهرن الرضا أو عدم الاهتمام وقت التبرم، ويقلن خيرا أو يصمتن وقت النفور، ويتحاشين النقد أو لفت النظر إلى العيوب ويمررنه مرور الكرام، لهذا كانت حياتهن مستقرة مع أزواجهن، وأدركت بل وتيقنت أن جميع الرجال هكذا وعلى شاكلة واحدة، الرجل يأتي من الخارج بتعبه وعرقه وهمه ويريد أن يحصل على كلمة طيبة أو ابتسامة مريحة من زوجته، وإذا وجد شيئا منفرا من زوجته وبخها على ذلك، أما هو فلا أحد ينبغي أن يعترض على عدم حرصه على أن يكون بالشكل الذي تتمناه زوجته، مثلما يريد هو على الشكل الذي يتمناه، وأدركت أن على المرأة أن تسر الزوج إذا نظر إليها بغض النظر عما إذا كان نظرها إليه سوف يسرها هي أم لا هكذا هم الرجال؟ وهكذا هن النساء.
ألم أقل لكم إنني اكتشفت أنني كنت فاشلة وبدرجة امتياز في العش الزوجي، ولهذا فأنا الآن مطلقة، فقليل من الدبلوماسية معه كان كفيلا بأن تنجح حياتي الزوجية وتسير على شاطئ الأمان بهدوء.
امرأة فاشلة بدرجة امتياز