أبي يحرجني مع زوجتي وقد يتسبب في خراب بيتي

سيدتي، محرج أنا أمام ما سأخبرك به لكنني في أمس الحاجة إلى قبس من نور. يجعلني على الأقل لا أخطئ في حق والدي الذي هالني ما يريده مني، أمر أخلط عليّ أوراق سعادة كنت أرسم معالمها. إلا أنه وعلى ما يبدو فإنها ستظمحلّ عن قريب.

 أبي يحرجني مع زوجتي وقد يتسبب في خراب بيتي

توفيت والدتي منذ سنوات، وقد كان أبي يحيا معززا مكرما في بيت العائلة ولم ينقصه شيء، وبعدها بفترة أصيب بعجز، فعكفت أخواتي البنات على خدمته بالتناوب على اساس أنهن متزوجات ومستقرات في بيوتهن. وقد كنت وأنا أعزب أعمل في مؤسسة مرموقة في إحدى ولايات الجنوب، ولما من عليّ الله بزوجة صالحة، إستأجرت بيتا في مسقط رأسي ورحت أربو معانقة السعادة والإستقرار ، إلا أنني وعلى ما يبدو سأبتر كل خيوط الأحلام هاته.

سيدتي، والدي وبين عشية وضحاها طلب من أخواتي البنات أن يودعوه بيتي حتى أخدمه أنا وزوجتي ونسهر على راحته، أمر لم يكن أبدا بالبعيد على تفكيري، لكنني ارجأته إلى وقت لاحق فأنا عريس في بداية زواجي ومن حقي أن أغرف من الدلال وبسط العيش ما هو من حقي ما دمت حليلا لزوجة لا تعرف بالأمر، وأظنها لو تعلم أنها ستكون مجبرة على رعاية رجل مقعد وهي عروس فإنها لن تقبل بالأمر .

 أبي يحرجني مع زوجتي

أخواتي من جهتهن. وكأني بهنّ قد وجدن مناسبة للتخلص من ابي حيث أنهن سارعن إلى جمع أغراضه. حتى ينقلنه إلى عش الزوجي.أنا في حيرة من أمري سيدتي ولا مناص لي إلا اللجوء إليك فأنيري بصيرتي رجاءا.

أخوكم ب.فيضل من الوسط الجزائري.

 أبي يحرجني مع زوجتي

الرد:

تضعنا الحياة أمام مواقف تجدنا عاجزين حيالها لا نعرف أمامها خلاصا، لكن في ذات الوقت علينا التفكير بعمق. خاصة وأننا مطالبون بإتخاذ قرارت مصيرية قد نندم إن نحن تهورنا في عدم إيفائها حقها. فبعض التهور قد يكلفنا ندما ما بعده ندم في حياة لن نحياها إلا مرة واحدة.

أدرك ما تحياه من رغبة في حياة طيبة إلى جانب زوجة تريد منها أن تغمرك بالحب والحنان الذي حرمت منه بعد وفاة والدتك، كما أنه من غير اللائق أن تقدم زوجتك على رعاية ابيك المقعد وهي أجنية عنه. لكن في المقابل يمكنك أنت أن تكون لهذا الأب الذي إختارك أنت بالذات لتكون رفيقه ما بقي من سنوات عمره الراعي والمعتني، فعليك أخي أن تتذكر حجم الحرج الذي تسبب فيه هذا الأب لبناته المتزوجات أمام أزواجهن وأهل أزواجهن،

 أبي يحرجني مع زوجتي وقد يتسبب في خراب بيتي

وعليك أن تحمد الله أنه لم تتطلق إحداهن بسبب هذا المشكل الذي خيم عليهن سنوات. ثم دعني أذكرك أن قرار والدك في أن تكون أنت من يرعاه ويهتم لأمره أمر في غاية الأهمية، فمثل هذا الفعل ستنجر عنه حسنات كثيرة تدخلك في طاعة الوالدبن والبر بهما، كما أنه سيكون لديك متسع من الوقت لتحيا مع والدك وتعوض نفسك سنوات الغربة التي عشتها بسبب مسؤوليات العمل بعيدا عن مسقط رأسك.

تحدث مع زوجتك في الأمر، ولا تستبق النتائج، وعليك أن تدرك أن رفضك مسألة رعاية والدك سيدخلك في غياهب الحيرة والندم مستقبلا، كما أن قبول الأمر أيضا يتطلب شجاعة ورضا ويقينا بالمسؤوليات الملقاة على عاتقك أنت وزوجتك التي يبقى أمر قبولها للمسألة مرهونا بحبك وطاعتك.