آلاف الأبواق والمزامير المدوية في انتظار لاعبي “الخضر” غدا
يعيش الشارع الأنغولي هذه الأيام
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
أجواء تختلف بشكل ملفت للانتباه عن الأجواء التي وجدناها في بداية فعاليات نهائيات كأس أمم افريقيا، أين لم تكن تبدو إطلاقا مظاهر احتضان أنغولا للطبعة الـ 27 لـ “الكان”، ولهذا عقب اقتراب موعد المباراة الهامة بين المنتخب الوطني ونظيره الأنغولي ارتأت “النهار” أن ترصد الأجواء التي تعيشها هنا في أنغولا وتنقلها للقراء حتى تضعهم في صورة الحدث الكروي الإفريقي خاصة وأن الأمر يتعلق بمواجهة “الخضر” للبلد المنظم في مباراة مصيرية لكلا المنتخبين من أجل اقتطاع تأشيرة المرور للدور الربع النهائي.
لا حديث وسط الأنغوليين سوى عن الفوز أمام الجزائر
الشيء الملاحظ خلال تجوالنا بشوارع العاصمة لواندا، أن الشعب الانغولي مسالم لأبعد الحدود ويحترم المنتخبات التي نزلت ضيفة عليه، إذ بمجرد أن يلمح المواطن الانغولي من خلال بشرتك أنك اجنبي يوجه لك سؤالا مباشرا… أكيد أنك جزائري باللغة البرتغالية ويدخل في غمار الحديث عن المباراة المصيرية التي ستجمع منتخب بلاده بالجزائر يوم الاثنين القادم حتى وإن تطلب الأمر استعمال اللغة التي يفهمها كل العالم (لغة الإشارات) باعتبارهم يتكلمون الديالكتية الانغولية والبرتغالية، فالإشارات الأولى التي يوجهها لك الانغولي تكون عبر لغة الأرقام، إذ ونحن متواجدون أول أمس بمحاذاة ملعب كوكيروس الذي يتدرب فيه لاعبو “الخضر” اقترب منا أحد الأنصار نادني وأشار لي بأصابعه “سنفوز عليكم بهدفين لصفر”، ولكن بطريقة يغلب عليها طابع المزاح في اطار الروح الرياضية، ومباشرة بعد ذلك التفت نحو صديقه واضعا أصبعه في رأسه و يحركه في إشارة منه “صديقي مجنون وكلامه لا أساس له من الصحة، لديكم فريق كبير سيشارك في كأس العالم ومواجهتنا له ستكون صعبة جدا”، ولكن قد يبقى هذا المناصر الأنغولي الوحيد الذي يتكلم بلغة المنطق باعتبار أننا واجهنا في طريق عودتنا الآلاف من الانصار الانغوليين الذين بمجرد أن يلمحوا أننا جزائريين يشرعوا في توعدنا بهزيمة لا تقل عن الثنائية، مما جعلنا نحس أن الأجواء أصبحت تختلف بكثير عن تلك التي وجدناها لدى دخولنا الأراضي الأنغولية أين كانت الأمور لا توحي وأن الأمر يتعلق بنهائيات كأس أمم افريقيا.
شعب مسالم ويحترمك إن قلت له سنفوز عليكم في بلدكم
و من بين النقاط التي وجب الإشارة لها أن الشعب الأنغولي الذي التقيناه بقلب العاصمة الأنغولية مسالم لأبعد الحدود ولا يتميز بالعصبية، حيث اتضح هذا الأمر من خلال تعامل بعض الأنغوليين مع أحد مناصري المنتخب الوطني عندما قال له أننا سنفوز عليكم بثنائية على أرضية ميدانكم وأمام أنصاركم، ليبتسم بعد ذلك المناصر الأنغولي في وجهه وطأطأ رأسه وكأنه يشير له بكلمة مفادها “وكل شيء ممكن باعتبار أننا سنواجه المنتخب الذي سيمثل القارة السمراء في مونديال جنوب إفريقيا“.
المحلات، السيارات، الأنصار وحتى الحيوانات تزينت باللونين الأحمر والأسود
كما هو معرف فإن المنتخب الأنغولي لكرة القدم يحمل ثلاثة ألوان الأحمر الأصفر والأسود، فالشوارع الأنغولية كلها أصبحت مزينة بهذه الألوان التي تجدها في الجدران والسيارات والشاحنات، الطرقات والمحلات بل أن حتى أجساد الأنصار الأنغوليين أصبحت مزينة بهذه الألوان التي أصبحت تزين الشوارع، بل أن الشيء الملفت للانتباه أنه حتى الحيوانات على غرار بعض الكلاب تم طلاؤها بالألوان الأحمر والأحمر والأسود.
ومن بين أهم الطرق والوسائل التي يستعملها المناصر الانغولي لمؤازرة منتخب بلاده وإزعاج المنتخبات الأخرى التي تنزل ضيفة عليه، الأبواق المدوية خاصة وأنها تصدر أصوات مزعجة جدا إلى درجة أنك لن تتمكن من سماع الشخص الذي يكون بجانبك عندما يتحدث معك فما بالك الوضعية التي يكون فيها اللاعب داخل أرضية الميدان، وقصد اللجوء لاستعمال شتى الوسائل من أجل الخروج بتأشيرة التأهل للدور الربع النهائي من المنافسة شرعت الآلاف من أنصار المنتخب الانغولي في تحضير تلك الابواق والمزامير لموعد مباراة الجزائر قصد إزعاج لاعبي المنتخب الوطني مثلما حدث مع المنتخب المالاوي الذي فرض عليه ضغط كبير من قبل الأنصار إذ بمجرد أن يلمس لاعبو المنتخب المالاوي الكرة يشرع في العزف بأصوات عالية جدا إلى أن يضيع الفريق الخصم الكرة من رجليه إلى درجة أن تلك الأصوات تزعج حتى المشاهد الذي يسمعها عبر الشاشة الصغيرة فما بالك أن تكون داخل الملعب.
الفوز يساوي الرقص على إيقاع الصامبا، الشراب والأكل مجاني حتى الصباح
ينتهج الأنغوليون طريقة خاصة للاحتفال في حال فوزهم بأي مباراة، وقد اتضح ذلك مباشرة عقب نهاية المباراة التي جمعتهم بالمنتخب المالاوي حيث خرج آلاف الأنصار الى شوارع العاصة الانغولية للاحتفال وبطريقة خاصة تتمثل في الرقص على إيقاع الصامبا تحت الموسيقى البرازيلية الافريقية، والملاحظ أن كل محلات الشارع الانغولي مفتوحة لأنصارها من أجل الأكل والشرب مجانا بمناسبة انتصار منتخب بلدهم.