ورشات تلحيم داخل غرف المرضى في مستشفى المدية
الفضيحة الجديدة جاءت بعد أيام من العثور على جثة مريض في مصعد مستشفى في وهران وفضيحة قسنطينةيكشف شريط فيديو جديد تمّ تسريبه من مستشفى المدية، فضيحة أخرى تضاف إلى سابقيها، والتي تظهر معاناة المرضى في المستشفيات، الذين لا يهنأون بالراحة والهدوء حتى داخل غرفهم .الفيديو الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر بالصورة والصوت مريضا يرقد في أحد الغرف بمصلحة الأمراض التنفسية والصدرية بالمستشفى، وعلى الجهة الأخرى، وعلى بعد سنتيمترات فقط، كان عون صيانة يقوم بتلحيم نافذة الغرفة وسط تطاير الشرارات، وما أحدثته عملية التلحيم من ضجيج كبير، حتى يُخيل للمرء أن تلك المشاهد تم تصويرها في ورشة من ورشات التلحيم أو مواقع الأشغال الشاقة وليس من داخل مؤسسة استشفائية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد من تعقيد الحالة الصحية للمريض، الذي يكون بحاجة ماسة للراحة والهدوء من أجل استرجاع عافيته.أشغال الصيانة والتصليح، التي من المفروض أن تتم بالمؤسسات الاستشفائية في حالة الحاجة إليها، ينبغي أن تكون بعيدا عن المرضى، وفي عطلة نهاية الأسبوع، لكنها اليوم أصبحت تمارس طوال أيام الأسبوع، من دون الأخذ بعين الاعتبار الوضع الصحي للمتوافدين على المؤسسات الاستشفائية، وهو الأمر الذي يعد استخفافا صريحا بصحة الجزائريين.ويطرح تكرار الفضائح وتواليها في المستشفيات، العديد من التساؤلات حول التدابير المتخذة من قبل وزارة الصحة، فإذا لم يمت المريض عالقا في المصعد، أو تولّد النساء في قاعات أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها «الخردة»، يطرد هذا الأخير شر طردة لعدم حمله وصفة من المستشفى المقصود، وهنا يطرح سؤال حول الجدوى من وجود مفتشية عامة بوزارة الصحة، خصوصا إذا علمنا أن مستشفى قسنطينة الذي شهد فضيحة مدوية قبل أسابيع، دفعت الوزير للتحرك العاجل واستلال سيف الحجاج، كان قد شهد قبل أسابيع زيارة تفتيشية قام بها مفتشون من وزارة الصحة. غير أن عارفين بخبايا قطاع الصحة في الجزائر، يقولون أن مثل تلك الزيارات التي من المفترض أن تكون فجائية، باتت اليوم عكس ذلك، حيث يتم تسريب كافة المعطيات عن الزيارة وتشكيلة الوفد، ليتم استقباله بعمليات «المَكْيَجَة» والترميم في محاولة لتبييض الواقع الأسود للقطاع، بل في بعض الأحيان تم استقبال وفد من المفتشين الذي يفترض أن زيارتهم كانت مفاجئة بأطباق «البغرير»، في صورة تكشف مدى التسيب والتواطؤ الحاصل على المستوى المركزي، وتحديدا بمبنى وزارة الصحة.