هؤولاء هم من كشفوا مخبأي بن مهيدي وحسيبة بن بوعلي
فرنسا تمكنت من شل نشاط الجبهة بالعاصمة لمدة عامين بعد الإضراب
قال المؤرخ الجزائري، عامر رخيلة، إن إضراب الثمانية أيام عام 1957، نجمت عنه الكثير من النتائج السلبية التي أدت إلى تراجع الدور الفعّال لجبهة التحرير بالعاصمة، أين تمكنت فرنسا -حسبه- من كشف مخابئ الفدائيين وإلقاء القبض على «العربي بن مهيدي» وكشف مخبأ «حسيبة بن بوعلي» والمجاهدين الذين كانوا معها، بالإضافة إلى كشف كل المخابئ التابعة لجبهة التحرير المتواجدة بالعاصمة، وذلك من خلال الاعترافات التي قدّمها بعض المعتقلين بسبب الإضراب إلى الشرطة والجيش الفرنسي. وقال رخيلة، أمس، خلال نزوله ضيفا على منتدى الذاكرة الذي تنظمه جريدة المجاهد بالتنسيق مع جمعية «مشعل الشهيد»، إن أكبر خسارة تكبدتها جبهة التحرير الوطني كانت على الصعيد التنظيمي، حيث دفعت الثمن غاليا، حسب ذات المتحدث الذي أوضح أن الشرطة الفرنسية تمكنت من اكتشاف الكثير من المخابئ التابعة للجبهة وكشف الخلايا المدنية لاسيما بمدينة الجزائر، وذلك من خلال اعترافات بعض الجزائريين الموقوفين خلال عمليات الاستجواب والتفتيش الواسعة التي عاشتها الجزائر طلية شهور، وهو الأمر الذي سّهل على السلطات الفرنسية اكتشاف الشبكات التي أقامتها الجبهة في مختلف أحياء مدينة الجزائر، كما أوصلت التحريات التي قام بها «البوليس» الفرنسي -حسب رخيلة- إلى توقيف عدد من عناصر جبهة التحرير الوطني المخترقة لجهاز الأمن والجيش الفرنسي آنذاك. وفي هذا السياق، كشف ذات المتحدث عن تعرض أكثر من 500 ألف مواطن جزائري يقطن بالعاصمة للتفتيش والمراقبة طيلة 4 أشهر، فيما أقدمت السلطات الفرنسية على فتح محتشدات ببني مسوس لاستيعاب الكم الهائل من الجزائريين المعتقلين، كما انتشرت عمليات اختطاف الجزائريين خلال نفس الفترة. واعتبر رخيلة أن أكبر الخسائر التي لحقت نتيجة الاعتقالات، مكنت الجيش الفرنسي من إلقاء القبض على «العربي بن مهيدي» عضو لجنة التنسيق والتنفيذ الذي صفي فيما بعد على يد جلاديه -على حد قوله- يوم 3 مارس نتيجة التعذيب الوحشي، فيما تم خروج لجنة التنفيذ والتنسيق من العاصمة يوم 27 فيفري 1957، كما ساهمت الاعترافات في اكتشاف مخبأ الفدائيين «عمار علي» والطفل «عمر ياسف» الذي كان لا يتجاوز 12 سنة و«حسيبة بن بوعلي» و«محمود بومحميدي» في أكتوبر 1957، وتمكنت فرنسا من شل النشاطات الفدائية طلية عامين بالعاصمة.