مطــــرب الشعبــــي عبــــد اللـــــه ڤطـــــاف فـــــي ذمـــــة اللـــــه
فقدت الجزائر أمس السبت، واحدا من أهم الأصوات الناجحة في الأغنية الشعبية، وهو المطرب عبد الله قطاف عن عمر يناهز الـ64 سنة، بعدما تعرّض إلى نزيف دموي داخل الدماغ، أُدخل على إثره إلى غرفة الإنعاش في مستشفى القبة، ثم نُقل بعدها إلى مستشفى ايت ايدير في العاصمة لتلقي العلاج اللازم، لكن مشيئة الله كانت أقوى، فانتقل إلى رحمته الواسعة بعد عمر أفناه في خدمة الأغنية الشعبية في صمت برفقة عدد من أعمدة الأغنية الشعبية، على غرار الهاشمي ڤروابي، بوجمعة العنقيس، شاعو عبد القادر، الزاهي وآخرون.
وبدأ عبد الله قطاف حياته الفنية نهاية الستينات، وسخّر نفسه لخدمة ”الشعبي” بعيدا عن أي أطماع مادية أو إعلامية، فقد اختص الفنان في المديح، ولم يكف عن البحث الدائم عن الجديد، كما عُرف بسفره الدائم إلى المغرب الشقيق لجلب قصائد من التراث النادر الذي أعاد إحياءه. وكان المرحوم يبحث دائما عن إسعاد جمهوره بعيدا عن النجومية، الإعلام والأضواء، وهذا لسنوات طويلة، حيث لم يسجل أية حفلات للإذاعة والتلفزيون، إلا أنه بإلحاح من جمهوره ومقربيه، توجه في السنوات القليلة الماضية إلى الظهور الإعلامي، وكانت انطلاقته الأولى من التلفزيون الجزائري عبر قناة ”كنال ألجيري”، حيث نقلت له حفلا كبيرا، كما استضافته في برنامج خاص بالفن الشعبي. لم يجرِ الفنان الراحل أية مقابلات صحافية طيلة حياته، ولا يملك مطرب الشعبي المرحوم أي تسجيلات رسمية، حيث انتهج طريق زميله مطرب الشعبي اعمر الزاهي، وما يوجد في السوق من تسجيلات له، هي عبارة عن تسجيلات أخذت له من حفلاته الخاصة، والتي تباع بمبالغ كبيرة في السوق، بدون أن يستفيد هو من أرباحها، كما كان ملتزما دوما بإحياء حفلات الزواج والختان للأسر الفقيرة بدون مقابل. كسب الفقيد قطاف، شهرة واسعة في الأحياء الشعبية بالعاصمة ابتداء من حيّه ”الهواء الجميل” في باش جراح بسبب اجتهاده، كما تميز قطاف في لون ”الشعبي”، حيث صنع لنفسه أسلوبا فنيا خاصا، مما جعله من روّاد هذا الفن عندنا، ناهيك عن براعته في العزف على آلة ”الموندولين”، حيث يعتبر من أحسن العازفين عليها في الجزائر.