إعــــلانات

مصيبتي عظيمة فمن تزوجني لا يصوم

مصيبتي عظيمة فمن تزوجني لا يصوم

تحية طيبة ورمضان كريم: حسبت أن حياتي رست على بر الأمان لأني حققت أغلب الأحلام وأهمها، خاصة بعدما جاءني الخطيب الذي كنت أنتظره، فكنت محل حسد وغيرة من جميع بنات العائلة والجيران، كونه وسيما وثريا، علما أنه عائد من بلاد الغربة، ليتزوج ويستقر داخل الوطن، ارتبطنا منذ أشهر، سعدت كثيرا معه ولم يكن يبدر منه ما يزعجني سوى الصلاة لأنه تارك لها، لكننني عقدت العزم كي أعينه على تأدية هذه الشعيرة واعتبرته واجب المرأة الصالحة كي تدفع زوجها إلى الطاعة، واستعنت على ذلك بالدعاء لكي يهديه من بيده القلوب وهو على كل شيء قدير.

مع اقتراب شهر رمضان المعظم أخبرني بأنه سوف يسافر لإنهاء بعض الأعمال ثم يعود، وقام بذلك قبل الشهر الفضيل بأيام ورجع سالما غانما إلي، بعدما حسبته فرّ لأنه لم يستطع التأقلم في الوطن، سعدت كثيرا بعودته وهممت بتحضير أشهى المأكولات على مائدة الإفطار وأنا في غبطة وسرور، أنتظر أن نجتمع على مائدة الافطار ولأول مرة، ومع اقتراب موعد آذان المغرب، طلبت منه النهوض لقد كان متعبا من السفر ففضل النوم فور وصوله، لقد رفض وطلب مني ألا أنتظره، فاستغربت الأمر، حسبته مريضا أو شيئا من هذا القبيل، ولما ألححت عليه صارحني بأنه غير صائم، فاعتقدت أن ذلك بسبب السفر ورخصة إفطاره، لكنه صدمني حينما صارحني بأنه لا يصوم وهو على هذه الحال منذ سنوات.

لقد وقع عليّ هذا الخبر كالصاعقة فمن تزوجته يفطر رمضان، أنا في مصيبة عظيمة، علما أنني حاولت كثيرا إقناعه بهذا الفرض، لكنه تمسك برفضه وتعنت ولم يبال بكلامي. 

يا للهول إن مصيبة زوجي في دينه، وهذا الذي سيصير إذ كتب الله والد أبنائي فماذا أفعل ومصابي جلل؟

@ ف. الغرب 

@@ الرد:

من حيث أنهيت الكلام، أستهل الرد على انشغالك وأسأل الله أن يوفقني في ذلك، مصيبة زوجي في دينه وهي أعظم مصائب الدنيا، لأن السعادة بصفة عامة والسعادة الزوجية بالأخص تكون في القرب إلى الله والالتزام بتعاليمه، وأن يكون الزوج والزوجة على قدر من الصلاح والإيمان، واستعدادهما كي يعين أحدهما الآخر على الطاعة، لذلك كان أساس الاختيار في الزواج وللطرفين الذين والخلق، وهذا ما لم يراع من طرف أهلك يوم جاءكم الشاب خاطبا، ولأن المصاب جلل، فلا يجب عدم التسامح أو السكوت عن منكر عظيم، فهذه ليست مشاكل عابرة تُطالب الزوجة بغض الطرف عنها والتساهل ليمضي المركب بسلام، بل يجب عليك أن تضيقي عليه وعدم الإنجاب منه وقد أخذته العزة بالإثم. 

إن شريك حياتك في أمسّ الحاجة لمن يدعمه ويحببه في الصلاة ويبين له خطورة تركها أو التقصير في تأديتها، ونفس الشيء بالنسبة للصوم وسائر العبادات، عليك بوعظه وادفعي بالتي هي أحسن، حدثيه عن الجنة والنار ولقاء رب العالمين، وأهوال يوم القيامة، عسى أن يطرد من قلبه الغفلة ويتوب، وإن لم يستجب لأمر الله وتعذر عليك إقناعه بعد مشقة وجهد، استعيني بالأخيار ممن تثقين في سداد رأيهم، وإذا لم ينتصح وتعاون على الإثم والعدوان مع شيطانه وانحاز للباطل، فحينها يكون الانفصال هو الأسلوب الأمثل، واسألي الله أن يجزيك في مصيبتك ويعوضك خيرا منها.

أسأله العلي العظيم في هذا الشهر الكريم، أن يُهيئ له من أمره رشدًا، وأن يهديه الى سواء السبيل وأن يجعلنا وإياه ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

@ ردت نور 

رابط دائم : https://nhar.tv/hx28G
إعــــلانات
إعــــلانات