إعــــلانات

مخلوفي.. القصة الكاملة للشاب الفقير الذي عانى الحقرة.. فتحدى الجميع

بقلم ي.ع
مخلوفي.. القصة الكاملة للشاب الفقير الذي عانى الحقرة.. فتحدى الجميع

توفيق مخلوفي، البطل الأولمبي الذي حاز فجر اليوم على ميدالية فضية في سباق 800 متر، ويتطلع لانتزاع ذهبية في سباق 1500 متر بأولمبياد ريو، هو عنوان لقصة طويلة. فحياة مخلوفي لم تبدأ بالتتويجات والجوائز وتهافت وسائل الإعلام العالمية على التقاط صوره وكلمات منه، بل إنه تعرض لسنوات طويلة لتهميش ما فوقه تهميش، ومن دون أي سبب، سوى لأنه ابن عائلة متواضعة الحال، ليس لها من المعارف والوساطات ما يجعل ابنها يحظى بمكالمة توصي بضمه للمنتخب أو لأحد النوادي.
بدأ مخلوفي مشواره الرياضي، بالتدرب في ملعب صغير تابع لوحدة الحماية المدنية في سوق أهراس.
وفي سنة 2008، أراد مخلوفي أن يتكفل به الاتحاد الجزائري لألعاب القوى، لكن طلبه قوبل بالرفض، وهي شهادة أدلى بها لأول مرة المدرب والخبير عمار براهمية، الذي سبق له تدريب البطل الأولمبي نور الدين مرسلي.
وقد تحدث براهمية، في أحد اللقاءات الصحفية التي أجريت معه في صيف عام 2012، بعد تتويج مخلوفي بذهبية في أولمبياد لندن، عن شخص هذا الأخير، بحكم أن الشاب لم يكن معروفا آنذاك، بل حتى إنه لم يكن محل مراهنة من طرف مسؤولي الوفد الجزائري المشارك في أولمبياد لندن، لكون كل الأنظار كانت مصوبة تجاه لعبتي الجودو والملاكمة، حيث كان التعويل كبيرا على الرياضيين الجزائريين في هذه الرياضات للظفر بميداليات في ذلك الوقت.
ولأن براهمية كان هو من اكتشف موهبة مخلوفي وقدراته، ورافقه وعايش معه ما واجهه من صعاب وعراقيل، فإنه راح يتحدث بمرارة عما عاناه الشاب القادم من عمق الجزائر، والذي لا يحظى بتزكية من هذا المسؤول أو تلك الشخصية، حيث قال براهمية في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية قبل 4 سنوات، إن تتويج مخلوفي في أولمبياد لندن كان حلماً تحقق رغم كل الظروف الصعبة والعراقيل التي صاحبت مشواره.
وراح براهمية يتذكر بمرارة وحسرة، كيف أن الاتحاد الجزائري لألعاب القوى ونادي المجمع البترولي رفضا مساعدته، وكيف كان مخلوفي يضطر في كثير من الاحيان، خلال تواجده بالعاصمة، للإقامة في فندق باسطاوالي عند أحد زملائه، وكان هذا الأخير يشتري له ما يتناوله في وجبتي العشاء والغداء.
ولأن أبواب البيروقراطية والعراقيل التي صادفت مخلوفي كانت أقوى منه، فقد اضطره الأمر الى الالتحاق بالفريق العربي لألعاب القوى الذي كان يشرف عليه مدرب صومالي، ويضم في صفوفه رياضي سوداني وآخر من قطر.
وبعدما تمكن مخلوفي من تطوير أدائه وتحسين نتائجه في سباقات 800 و1500 متر، تمكن من الظفر بميدالية برونزية في لقاء ألعاب القوى في موناكو عام 2010 ، ثم ذهبية سباق 800 متر في دورة الألعاب الإفريقية العاشرة في موزمبيق عام 2011، وهو ما أجبر مسؤولي ألعاب القوى في الجزائر على اختياره على مضض.
ورغم كل ما عاناه الشاب البطل وواجهه، إلا أنه رد على أحد الصحافيين الاجانب عقب تتويجه بالميدالية الذهبية في أولمبياد لندن عام 2012، حيث سأله عما إذا كان يعتبر تتويجه بداية لعداء جديد يعيد أمجاد المغربي هشام القروج، قال مخلوفي بصريح العبارة “لكل اسمه ووقته.. ونور الدين مرسلي كان له وقته أيضاً”، في إشارة إلى أن للجزائر أيضا أبطالها في مجال السباقات نصف الطويلة.

رابط دائم : https://nhar.tv/BrvSC