إعــــلانات

متسولون يقتحمون المساجد لإحراج المصلين والحصول على الصدقة

متسولون يقتحمون المساجد لإحراج المصلين والحصول على الصدقة

دخل المتسولون مع حلول شهر رمضان الكريم، قاعات الصلاة بالمساجد بعدما كانوا في وقت سابق يقفون على الأبواب لاستقبال واستعطاف المصلين، أين أصبح الكثير من المتسولين خاصة الأجانب منهم يتربصون بالمصلين مباشرة بعد الانتهاء من الصلاة التي يشاركون في تأديتها، ليسارعوا بعد ذلك في إطلاق صيحات استعطافية بين الصفوف للظفر بمبلغ من المال، وهو ما وقفت عنده «النهار» من خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها أول أمس في العديد من مساجد العاصمة . يا محسنين أنا أخوكم من الشام أطلب الإعانة والمساعدة .. يا إخوان .. ما إلنا حدا في هذا البلد .. نحنا متغربين.. نحنا أشقائكم“.. هي مجمل العبارات التي يبدأ المتسولون حملتهم بها لاستعطاف الجزائريين وجمع المال، والتي تعتمد في الأساس على الكلام العاطفي مصحوبا بدمعات وشهقات في بعض الأحيان، وهو المشهد الذي رسخ في أذهان المصلين وكل الجزائريين، وبمسجد المحمدية قام أحد المصلين وفي غفلة عن البقية الذين كانوا منشغلين بالقيام من الصلاة والخروج من المسجد، بالصراخ في وسط المسجد بصوت مرتفع لطلب المساعدة قائلا «أنا أخوكم من سوريا، نحنا عائلة سورية بحاجة إلى مساعدة.. ما إلنا حدا في الجزاير غيركم.. أنتم الجزايريين أخوانا..» ، ليقاطعه أحد المصلين منزعجا ويطلب منه الخروج إلى الساحة واحترام حرمة المسجد. ومن جهة أخرى، تتعتمد الكثير من النساء اللائي يمتهن التسول والوقوف عند أبواب المسجد خاصة أثناء الدخول لتأدية صلاة التراويح وبعد الخروج منها، مستغلين بذلك لحظات ارتباط الكثير من المصلين بالجو الروحاني للمسجد، أين عبر العديد من المصلين أثناء خروجهم بعد انتهائهم من صلاة التراويح بجامع الفتح ببلدية بلوزداد التي أدينا بها صلاة التراويح أول أمس، عن الاستياء الكبير بسبب عرقلة خروجهم من المسجد، حيث قال أحد المصلين بالمسجد إن المتسولات أصبحن يمارسن تقنيات عديدة تجبر المصلين على مدهم بالمال. ومن جهته سرد أحد الائمة لـ «النهار» حالة أحد المتسولين الذي قدم له وصفة طبية تحمل أدوية تباع بمبالغ مالية كبيرة نظرا لكونها مستوردة من الخارج مدعيا أنه لا يستطيع شرائها، فتقدم منه أحد المحسنين لتقديم المساعدة حيث اصطحبه معه إلى الصيدلي لشراء الدواء لدفع تكاليفه، أين استغل المتسول ذلك الدواء لإعادة بيعه بأبخص الأثمان، وذلك لتحصيل الأموال. وهذا ما يبين الطرق الإحتيالية التي تستعملها هذه الفئة لجمع الثروة والتى تتزايد خلال شهر رمضان، كما قال إمام جامع القدس ببلدية حيدرة في أعالي العاصمة، إنه منع دخول أزيد من 120 متسول إلى المسجد.

جلّول قسوم رئيس لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية: التسول داخل المساجد لا يجوز شرعا

 قال رئيس لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، جلول قسوم، أمس، في اتصال مع «النهار»، إن التسول داخل المساجد لا يجوز شرعا خاصة بالأولاد، ووصف المتحدث هذا النوع من المتسولين بـ «الإحتيال»، مضيفا أن الناس أصبحوا لا يثقون فيهم خاصة وأن هذه الظاهرة التي تفاقمت خلال شهر رمضان، مستغلين مودة المصلين في هذا الشهر وبالمسجد، حسب ذات المتحدث الذي أكد منع العديد ممن حاولوا ممارسة نشاطهم داخل المسجد، وانتقد الشيخ جلول انتشار الظاهرة التي قال إنها تشوش على المصلين. ومن جهة أخرى، طالب المتحدث في اتصال مع «النهار» السلطات بوضع حد لهذه التصرفات مشيرا إلى أنه تم إحصاء 120 متسول بجامع القدس في بلدية حيدرة خلال صلاة الجمعة الماضية.       

نقيب الأئمة.. محمد حجميي لـ “النهار”:عاملوا المتسول بالحسنى فإما أعطوه أو ردوه بالتي هي أحسن

ومن جهته، كشف نقيب الائمة، محمد حجيمي، في حديث مع «النهار»، أنه يجب احترام المتسول وأن تتم معاملته بالتي هي أحسن، إما إعطاؤه أو رده بالحسنى، وكشف محدثنا أنه لا يجوز من الناحية الشرعية للمتسول أن يطلب المال من المصلين داخل المسجد إلا في حالة نادرة وحسب الضرورة التي يراعي فيها الإمام حجم المسألة التي جاء من أجلها، ومن المستحسن تجنب المسجد في مثل هذه التصرفات درءا للمفسدة.

 

             

رابط دائم : https://nhar.tv/woPT3
إعــــلانات
إعــــلانات