إعــــلانات

ما يبعدني عنها الخوف من الله…بالرغم من ذلك لست مرتاحا

ما يبعدني عنها الخوف من الله…بالرغم من ذلك لست مرتاحا

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: جنيت على نفسي واتبعت هواها يوم تسلل نظري إلى ابنة الجيران، فتاة طيبة وهادئة أعجبتني كثيرا، كنت أراها طفلة صغيرة، فهل يعقل أن الزمن مضى بسرعة، أم تنكري لبنات حواء شطب وجودهن من عقلي وجعلني في غفلة من أمري، فأنا شاب متدين وملتزم بأحكام الله، لا أفوت صلاة الجماعة، أمارس تجارة بسيطة، لم أكن أفكر في الزواج، لكن حياتي انقلبت منذ رأيتها، مما جعلني أصارع طيفها ولا أترك المجال للتفكير فيها، لأن هذا الأمر حرام ولا يجوز، فالحب لا يكون إلا بعد الزواج .

لقد تسلل الخوف إلى قلبي وسكنتني الهواجس وسيطرت علي أفكار أن الله غاضب علي، فهل يعقل وأنا مضرب للمثل والكل يريد أن يقتدي بي، أن أحب، لكنني سرعان ما أتردد وأقول، ليس عيبا ولا حراما، فأنا واثق من نفسي وليس للشيطان علي سلطان، فأنا أريدها زوجة على سنة الله ورسوله، ولكنني أتراجع وأقول أن الرغبة في الزواج أيضا قد تكون بداية للانحراف والعياذ بالله، صراع بداخلي لا أريد أن أعصي ربي لأنني أخاف لقاء يوم عظيم؟

@ جلال/ بسكرة

@@ الرد:

ما الذي جعلك تفكر بهذه الطريقة، لم يحدث أي شيء يستدعي هذا الهم والبؤس، فأنت يا بني لم تتجاوز حدود الله ولم تخطأ، ما دام قصدك شريف وغايتك نبيلة، فالحب الطاهر البريء والمشاعر النزيهة الراقية والخالية من الأغراض الدنيوية لا تعيب صاحبها أبدا، أو لم تقل في رسالتك أنك تريد هذه الفتاة زوجة على سنة الله ورسوله؟

عندما أقول لك هذا الكلام، فأنا لا أبارك تلك العلاقات المنحرفة التي تربط شباب اليوم، ولكن أردت أن أشد انتباهك إلى الاختلاف الواقع، فرق كبير بين مشاعر عذراء صامتة لم تخرج إلى العلن، يقبرها صاحبها خوفا وخشية أن يستغلها الشيطان ويلعب بها ضده، فيحرص على حجزها وعدم المجاهرة بها، وبين ما يحدث من طيش واستهتار بين الذكر والأنثى هذه الأيام، والسبب نقص الوازع الديني وعدم التنشئة على النهج المستقيم، وأنت يا بني لله الحمد والمنّة لست من هذا النوع، لذا أنصحك بإخراج هذه المشاعر إلى النور وفي إطار الاحترام والتقدير، اجعلها شرعية ظاهرة لا مخفية، فاذهب واطلبها لتكون شريكة حياتك بما يرضي الله وبمباركة من أهلك، وقبل أن تتخذ هذا القرار، يجب أن تتأكد من سلامته، فهل تليق بك هذه الفتاة، أهي الزوجة الصالحة التي يرجوها المسلم؟

اعلم أن المشاعر البريئة الصادقة النابعة من قلب يخشى الله، لن تحيد أبدا عن طريق الحق، وعلاج هذه المشاعر الزواج مثلما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم، أن تكون ملتزما بأحكام الله لا تتطاول على حدوده. أن تراعي الشرع في كل صغيرة وكبيرة، أمر محمود ومطلوب وليس معناه أبدا أن تكون منغلقا إلى درجة لا تفرق فيها بين الصحيح والخطأ، أنصحك باستخارة الله قبل أن تخطو أية خطوة واسأله التوفيق والسداد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

@ ردت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/KowQS
إعــــلانات
إعــــلانات