لي كل الإمكانات لكن أهلي يرفضون استقلاليتي
السلام عليكم ورحمة الله، سيدتي الفاضلة أنا أعيش صراع مع أهلي ارقني كثيرا، لا أستطيع إقناعهم بأفكاري بالرغم من أنهم متيقنون من أخلاقي.
فانا فتاة تمكنت والحمد لله من تأسيس مشروعي الخاص، فقد صبرت واجتهدت وتعبت في الحياة كثيرا.
والحمد لله وفقني الله لأكون ناجحة، جاءتني العديد من فرص الزواج لكني رفضت لأن قلبي لم يرتاح لهم وأهلي تفهموني في ذلك.
أخلاقي كانت فوق كل اعتبار، إرادتي قوية وشخصيتي أقوى، وأهلي متيقنون من كل هذا.
لكنهم يرفضون فكرة انتقالي للعيش في منزل خاص بي في ولاية أخرى لأوسع من مشروعي.
ويرون أنّ بعدي عنهم تهديدا لسلامتي، وأنا متأكدة أنني بإذن الله قادرة على الصمود بمفردي، فكيف أقنعهم بأن هذا كله في مصلحتي..؟
نوال من الشرق
الرد:
تحية طيبة لك ولكل قراء الموقع، مرحبا بك في موقع النهار ونتمنى من المولى التوفيق في خدمتكم والرد على انشغالاتكم.
سأبدأ من حيث انتهيت، فلن أجيب كيف تقنعينهم، بل أنت من عليك الاقتناع أن أهلك على صواب.
فمهما كان الأمر فمصلحتك أولا وأخيرا في بر الوالدين وطاعتها، لقد أعجبت كثير بقوة شخصيتك.
وأعجبت أكثر بالنجاحات التي حققت في حياتك، وهذا حقا أمر يبعث بالثقة في النفس.
لكن عزيزتي يجب التفريق بين الثقة في النفس والغرور، فبينهما فتيل رفيع يجب الحرص على عدم تمزيقه.
أي نعم اجتهدت في الحياة، وحققت العديد من الانتصارات، والحمد لله الجزاء بين يديك ومجسد على ارض الواقع.
أهلك منحوك الحرية في الكثير من القرارات لأنك لم تجدي راحتك فيها، لكن لا يعني عدم الأخذ بآراء المقربين منك.. وأهلك في بعض القرارات المصيرية والخطوات التي تخطينها في حياتك.
فبعض القرارات قد تتعارض مع ما تقبله أو ترفضه العائلة، والاستقلالية لا تعني أبدا الابتعاد الأهل والانعزال عن المقربين.
على الأقل لا تنكري فضلهم فيما أنت عليه الآن، وهذا ما يميز الاستقلالية الإيجابية في معناها الصحيح بعيداً عن التحرر السلبي والخروج عن القيم السليمة.
أما رفضهم أراه طبيعيا، مادام فيه حماية لك، فلا تتذمري من الأمر وإن بقيت مصرة على الفكرة وتوسيع مشروعك ابحثي عن حلول أخرى كأن يرافقك أحدا من الأهل إن أمكن ذلك.
لكن إياك أن تغضبي اهلك أو يوسوس لك الشيطان في معصيتهم في سبيل تحقيق طموحك.
أتمنى أن تأخذي كلامي على محمل الجد، وتفكري مليا فلا نجاح بعيد عن حب العائلة ومساندتهم حبيبتي.