إعــــلانات

لا تسمحوا للشجار أن يدمر المودة بين الأشقاء

لا تسمحوا للشجار أن يدمر المودة بين الأشقاء

إن من التحديات على الإطلاق في وقتنا الراهن هو التنشئة السليمة المتوازنة للأولاد، فهي من أصعب الرسائل المنوطة لكل حواء حملت على عاتقها مسؤولية تحضير جيل برمته.

وما ممن شك أن أكثر ما يحزن أي أم أن ترى الخصومة قائمة بين فلذات كبدها فينفطر قلبها ألما وتنهمر الدموع من عينيها خفية وعلنا. متسائلة أي الخلل؟ وهل أنا من أخطأت في تربيتهم؟ أم أن الوقت صار وقت فتن؟.

لكن حتى إن وجدت الأجوبة لكل تلك الأسئلة، فإنها ستكون متأخرة للحكمة التي تقول من “شبَّ على شيء شاب عليه”.

لذا وجب على كل أم، وحتى لا نقسو عليها ونلقى كل المهام على عاتقها. وجب أيضا على كل أب أن يزرعوا الحب بين الأولاد. أجل الحب، فما أرقه من شعور، وما أرحمه من فعل. فتربيته بحب تعني لا محال رحمة بين أفراد العائلة، بالتالي تآزر واتحاد وقوة بحول الله.

وهذا موضعنا اليوم “الشجار بين الأولاد” اخترناه لكم بعد الرسائل والمكالمات العديدة التي وردتنا من نساء تشكين هذا الأمر في بيوتهن. نعرج فيه إن شاء الله بين أسبابه، أشكاله، تأثيره. وطرق التعامل معه. راجينا من المولى أن يفيدكم ويفيدنا به إن شاء الله.

ما أجمل الطفولة وشقاوتها

من منا لا تراوده ذكريات الطفولة؟ ومن منا لا يتذكر أيٌ من إخوته كان كثير التشاجر مع. فكلما عدنا إلى تلك الأيام نسترجع الكثير من الصور التي أصبحت مضحكة من مواقف الخلافات التي كانت تحدث بيننا وبين إخوتنا. حقا هي ذكريات لا نتمكن من منع أنفسنا عن الضحك أو الخجل من تلك التصرفات حين نستحضرها.

وهذا حال جميع الأطفال، يتشاجرون، ويغضبون وكل منهم يريد إثبات وجوده وفرض رأيه والتصدي لكل من يقف أمام رغباته. وأحيانا ذلك العراك قد يتجاوز حدود المعقول وقد يصبح مؤذٍ لصحتهم الجسدية أو النفسية.

فماذا يمكن أن تكون أسباب الشجار بين الأولاد؟

لكل بشر منا غريزة تجعله دوما على استعداد للدفاع عن نفسه، فما بالكم لدى أطفال صغار خبرتهم في الحياة ضعيفة. لا يدركون حدودهم وما هو مسموح من رغباته، وهذا السلوك لابد من تقويمه.

لكن قبل ذلك وجب علينا معرفة العوامل التي تدفع بالأولاد للتهور والتصرف بطريقة مستفزة مع أقرانه. لأن الطفل اعتاد على ذويه الذين يؤمنون كل حاجاته ويتنازلون له عن بعض حقوقهم.

فيرى أن الكل يجب أن يعامله بنفس الطريقة، ويطلق العنان لأنانيته وأسلوبه حين تصبح رغباته مهدد. ما يدفع بهم إلى فقدان السيطرة ونشوب مشاجرات بينهم.

أسباب مباشرة تؤدي لحدوث الشجار بين الأطفال

**خلافات على أشياء محددة: مثل اللعب أو الحصول على بعض الأشياء أو الغيرة من بعضهم. وهذا غالباً ما يحدث بين الأشقاء في نفس المرحلة العمرية. فدائماً ما تجدهم يرغبون بالحصول على نفس الأشياء ويغارون من بعضهم أو يقلدون بعضهم.

**الخلاف بين المصالح والرغبات: فلكل طفل رغباته الخاصة وحاجاته ومصالحه التي لا يستغني عنها لصالح أحد. كما يحدث مع الأقران في المدرسة. فهذا يريد الجلوس في مكان معين والآخر يريد الجلوس في نفس المكان. وهنا قد يصل هذا الخلاف إلى مرحلة الشجار.

الأسباب غير المباشرة لخلافات الأطفال

**الأنانية: الأطفال لا يتنازلون عن أي من الأشياء التي يرونها حقاً أو ملكاً لهم. ويريدون كل الأشياء لأنفسهم فهم لم يتعلموا بعد قيم المشاركة وحقوق الآخرين. ولهذا نجدهم يتورطون في الشجارات عندما يأتي أحد ويهدد ما يرونه حقاً لهم.

**إثبات الذات: فالأطفال يرون في افتعال الشجار مع أقرانهم إثباتاً لوجودهم وقدرتهم على فرض رغباتهم بالقوة.

**استعراض القوة رغبةً في القيادة والتزعم: بعض الأطفال يولدون ولديهم الميل نحو القيادة والسيطرة على المحيط وخاصة الأقران. وفي سبيل تحقيق هذه الغاية القيادية يلجأ هؤلاء الأطفال إلى الشجار كوسيلة لاستعراض قوتهم لنيل الإطراء والإعجاب. ولجعل الآخرين يخافونهم وينضَوُون تحت قيادتهم.

**المنافسة: لا يريد الطفل أن ينافسه أحد على شيء وخاصة الأشياء التي يعتبرها ملكه كألعابه أو ذويه. أو أغراضه الشخصية أو إعجاب الآخرين والحضور الاجتماعي له. ولهذا يلجأ إلى الشجار كوسيلة لكسب المنافسة.

**الطبيعة النفسية لكل طفل: فبعض الأطفال بسبب طبيعتهم النفسية والبيولوجية أو حتى الوراثية. وتربيتهم المنزلية لديهم ميل أكثر نحو استخدام القوة والعدوانية وافتعال العراك مع الأقران أكثر من غيرهم.

**تقليد سلوك الكبار أو التعلم منهم: وهذا أخطر عامل على الأولياء أن يكونوا حريصين جدا في تصرفاتهم أمام أولادهم. لأن الأطفال شديدو الملاحظة وعندما يرون الكبار من ذويهم. أو من يرونهم قدوة لهم يستخدمون الشجار في حل خلافاتهم ومشاكلهم فإنهم سوف يقلدون هذا السلوك.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

رابط دائم : https://nhar.tv/hhtbW