لأنها أمي.. أريدها أن تكون الأفضل
لأنها أمي.. أريدها أن تكون الأفضل
السلام عليكم ورحمة الله، سيدتي لا يختلف اثنان أن العلاقات الاجتماعية كلها تختلف تمام الاختلاف عن علاقتنا بالوالدين. فقد يحدث أن ننسحب من أي علاقة نشعر فيها بعدم الارتياح، إلا مع احد الوالدين فلابد أن نخفض لهمها جناح الذل. وأن نصاحبهما في الدنيا بالمعروف مهما كانت طباعهم وفي كل حالاتهم. وهذا بالذات الضغط الذي أمر به في حياتي، لأن الأمر يتعلق بأمي، فعلاقتي بها لا تمت بأي صلة بعلاقة أم بابنتها.
علاقة عنوانها الجفاء خالية من أي عاطفة أو حميمية، فكلانا لا يعبر للآخر عن مشاعر الحب، أي أنعم أكن لها الاحترام. لكن لا أتفق معها نهائيا، فوالدتي من نوع النساء اللواتي يثرن النميمة بين أولادهن، أمي سيدتي تنقل خبر هذا لذاك. تفشي سر البيوت، ولا تصلح ذات البين، حاولت بهدوء أن أنصحها وأن أشرح لها أنها تؤذي أولادها وتزرع بينهم الكراهية. لكن أبدا لا تستعض ولا تنوي أن تغير من طبعها، حتى أنني لا أحب زيارتها لي بيت زوجي ولا أحب أن تجالس حماتي. لأنهما مختلفتين تماما في التفكير، فحماتي على قدر من الوقار، وحنونة للغاية، ولكن بحكم أنها أمي لا أستطيع أن أجبرها على شيء. فمهما يكون لها فضل عليّ كبير، فكيف أتصرف معها من فضلكم؟
أم إياد من الوسط
الــرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أختاه أقدر جدا الضغط التي تعيشينه، لكن أفضل أن تغيري تسمية التورتر الحال. بينك وبين أمك وأن لا تسمينه جفاء، لأنني أراه مجرد خيبة أمل من تصرفاتها التي لا تليق بمكانتها كأم. لأن المعروف أن الأم تتستر على هذا. وتتكتم على ذاك، وتحن على هذا، وتلم الشمل. لذا فإن أول ما عليك فعله هو تقبلها كم هي بصفاتها وطباعها، وتصرفاتها.
التي من المؤكد لا تريد أن تؤذي أحد بها، وإنما هو طبع وطريقة تعودت عليها ليس إلا، ثانيا وهذا مهم للغاية إياك عزيزتي. أن تقارني أمك بأي مخلوق آخر على وجه الأرض، فمهما كان من حولك يتمتع بوقار ورزانة، تبقى أمك هي التي رضاها من رضا ربي. حملتك وهنا على وهن، وسهرت على تربيتك إلى أن صرت أنت أيضا أما، لهذا تعاملي معها بلين ورفق، واعلمي. أنها لن تتغير بعد هذا العمر، في حين أنت يمكن أن تغيري من طريقتك معها، ومشاعرك اتجاهها، فأمك الآن وفي هذا السن.
تحتاج للحب والرأفة، تحتاج للتفهم والعطف من فلذات كبدها كعرفان منهم على تضحياتها في رعايتهم، أشعريها بحب وتجنبي انتقادها. حتى لا تغضبينها، استمعي إليها، وحاولي بدل أن تتركينها تتحدث في هذا وذاك أن تسألينها عن ماضيها. وعن طفولتكم، وعلاقتها بوالدك مثلا، اطلبي منها أن تعلمك شيء مما تعرف في الطبخ أيضا، حتى تشرعينها بالاهتمام. وبأنك دوما بحاجتها حتى وأنت أيضا أماً ومسؤولة، تحدثي إلى باقي أفراد العائلة واتفقوا على تغيير طريقة معاملتها. وتأكدي أنك ستعثرين على راحة بالك، وتنالين رضاها، وبالتالي رضا المولى تعالى.
أتفهم قلقك عليها وحيرتك التي ترجمت حبك لها وخوفك عليها، لذا اثبتي انك حقا ابنة بارة وأما صالحة أصلحي الأحوال. بدلا التذمر والتهرب، وفقك الله وكان في عونك.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور