كيف أنقذ أختي من أزمة الطلاق التي حلّت بها..
تحية طيبة لكل القائمين على هذا الركن، سيدتي إن ما نعيشة في بيتنا حقا ورطة بسبب مشكلة ألمت بأحد أفراد أسرتي، “أختي الحبيبة”، لن أكون مبالغة إن قلت لك أنها صاحبة أخلاق عالية، وقلب طيب للغاية، لكن نصيبها كتب عليها أن تعيش أقسى سنوات عمرها بعد أن اعتقدت أنها نالت فرحة عمرها.
أجل سيدتي فكل فتاة يأتيها النصيب الذي يبدو طيبا تفرح وتعتقد انها نالت قسطها من السعادة، حيث تقدم لها رجلا مطلق من قبل، وسبب الطلاق هو الفارق التعليمي بينهما على حسب قوله، وأختي الحمد لله درست وتحصلت على شهادة عليا أيضا، لكن اتضح فيها بعد أن المشكلة في شخصة وطباعه، وهذا أمر آخر لا أريد الخوض في تفاصيله، لأن الطلاق وقع، وأختي رجعت مكسورة إلى البيت، فهي لم تتوقع هذا المصير أبدا، الله يعلم أنها حاولت وتنازلت، ولكن لم تتمكن من تغيير الأوضاع التي أجبرتها على العودة مهزومة تحمل لقب مطلقة، لكن بعدها لاحظنا أنها تغيرت كثير، فأختي الحليمة الهادئة صارت عصبية ومزاجية، تزعجها أتفه الأشياء على الرغم من مرور أثر من سنة على طلاقها، بدأت أشعر بالقلق بشأنها أريد مساعدتها لتخرج من هذه الحالة وتتقبل هذا الواقع، لأنها ومن جهة أخرى تلوم على والديّ كثيرا لأنهم لم يفعلوا ليصلحوا بينها وبين زوجها السابق، فماذا يمكنني أن أفعل من أجلها لتتقبل طلاقها وتعود لممارسة حياتها كسابق عهدها؟
قارئة من الشرق
الــرد:
تحية طيبة أختا، حقا أنا جد مسرورة لقلبك الطيب الذي همه كثير حال أختك، فأنت أظهرت معدنك النفيس وأخلاقك العالية، وأشكرك كثيرا على مراعاتك لشعور أختك واهتمامك بمصيبتها، وحرصك على مواساتها، أسأل الله أن ييسر أمرك وأمرها.
مما لا شك فيه أن أكثر حلم تتمنى أي بنت تحقيقه في حياتها هو أن تكون أسرة وتكون زوجة وأما ناجحة، ولا شك بالمقابل أن أقسى إحساس هو الخيبة التي تصيبها بعد أن تنهار كل تلك الأحلام، وأختك قد أصيبت في حقها في بناء أسرة متراصة، فوجدت نفسها تفارق مملكتها دون إرادتها، واعلمي أن ألمها ليس هين، وأن إعادة تضميده سيحتاج منها وقتا أطول، لهذا أظن أنها محظوظة بك لأنك تريدين التخفيف عنها وتأكدي أنك مأجورة على ما تسعين إليه.
لهذا أنصحك بالتقرب منها أكثر، وخلق أجواء لطيفة في المنزل، وأن تدعينها لتشاركك في مختلف النشاطات التي تحبها وتشعرها بالراحة، وفي خضم تلك الأجواء، ذكريها بالشخصية الجميلة التي كانت تتميز بها، وأخبريها أن ما وقع قد وقع، وأن الله لن ينسى سعيها للم شمل بيتها، وأنه لا محال سيأجرها في مصيبتها ويخلف لها خير منها مادام قلبها مفعم بالخير، ذكريها بقوله عليه الصلاة والسلام: “إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة”
أيضا تحدثي معها دائما بكلمات متفائلة، وأن تحسن الظن بالله، فهو حتما سيكافئها بالسعادة التي ترجو بجانب من يتفهمها ويرسم البسمة على محياها، من جهة أخرى اصبروا عليها وعلى أي تصرف قد يصدر منها، فهي تمر فترة حرجة تحتاج منكم التفهم، ولابد أن يأتي اليوم التي تراجع نفسها وتستعيد ذاتها الطيبة.
ثم من المهم أن تجعليها تفكر في خوض الحياة العملية إن أمكن طبعا، فالتعرف على الناس الطيبين والاحتكاك بالصحبة الحسنة سيجعلها تشعر بآلام الغير وأن الطلاق ليس فقط من نصيبها بل ستعرف أن الكثيرات مثلها عشن هذه الخيبة، وهذا من المؤكد سيخفف عنها، كان الله في عونك ووفقك وأختك لما فيه الصلاح والفلاح لكما.