إعــــلانات

كبش العيد بعيد عن خاصيته الروحية ويدخل متاهات التفاخر

بقلم وكالات
كبش العيد بعيد عن خاصيته الروحية ويدخل متاهات التفاخر

عندما تلوح في الأفق أول بوادر عيد الأضحى نجد من يغتنم هذه الفرصة لعرض الخرفان بسعر قد يصل إلى 90 ألف د.ج و 100 ألف بل وحتى 150 ألف  وكأن الحركية الاجتماعية والنجاح يتوقفان على حجم “كبش العيد” أو طول قرنيه. ويبدو أن الاحتفال بعيد الأضحى الذي يمثل ذكرى قصة سيدنا إبراهيم الخليل الذي أوشك أن يذبح ابنه إسماعيل تلبية لأمر الله تعالى في العاشر من ذي الحجة وهو الشهر الذي يكون فيه الحج إلى البقاع المقدسة بدأ يبتعد شيئا فشيئا عن خاصيته الروحية ودخل في متاهات التفاخر والتباهي  وهذا حسب ما يقول عبد الفتاح.ف أستاذ التعليم الثانوي بقسنطينة.  ويضيف أستاذ الرياضيات وهو رب أسرة أيضا بأنه “غير مقتنع تماما بأن يشتري لأبنائه خروفا وزنه 200 كلغ وذو قرنين ملتويين وتكسوه صوف كثيفة لا لشيء سوى لتمكينهم من التباهي في الحي الذين يقطنونه أمام البعض من أصدقائهم الذي أنهكت أولياءهم تلك المصاريف المرهقة لشهر رمضان وعيد الفطر والدخول المدرسي والذين يجدون صعوبة في تغطية كل التكاليف. 

لحم “لا طعم له” وبذوق لحم الدجاج!  

ويدرك من جهته موسى مربي المواشي بضواحي عين سمارة البلدية التي تقع على بعد بضعة أميال عن قسنطينة جيدا تلك “الحيل المتبعة” لتسمين الكباش الموجهة للنحر يوم عيد الأضحى. ويؤكد ذات المتحدث بأن لحم هذا النوع من الخرفان التي تم تسمينها بأغذية الدواجن في إطار العمليات التي شرع فيها شهرين أو 3 أشهر قبل العيد يكون “بلا طعم” و”قاسي”  ومذاقه مثل طعم لحم الدجاج.  ولا يختلف رأيه عن رأي أستاذ الرياضيات فبالنسبة له شراء كبش بالاعتماد فقط على حجمه بإمكانه تحقيق هدف واحد وهو التباهي أمام الأصدقاء والجيران وخاصة إذا كان الشخص صاحب الكبش “المميز” إن صح القول يقطن حيا بالمساكن منخفضة التكاليف. ويضيف أنه في مثل هذه الحالات يتوجب أولا تسوية مشكلة “إيواء” حيوان في شقة ليأتي الدور بعد ذلك على إعطائه ما يكفيه من الأكل خلال فترة “إقامته” بالمنزل وهذا دون احتساب تلك المصاعب المتعلقة بالنحر والسلخ وتقطيع الخروف ذو الحجم الكبير وكل هذا من أجل الحصول في آخر المطاف على لحم “لا طعم له” . وعلى بعد أكثر من أسبوع من حلول عيد الأضحى وبينما يتكاثر عدد باعة الماشية في الأماكن العمومية وعلى طول محاور الطرق تبدأ أعداد القطعان الصغيرة من الماشية التي تتألف من خرفان أنوفها مصبوغة بالحناء تزدهر بالأحياء السكنية.   

عبارة أبي أنت لا تفقه شيئا في فن شراء الأضحية تصير متداولة بين الأطفال

 

  وخلال الأيام التي تسبق عيد الأضحى يصير الأطفال يرددون الكثير من العبارات منها “كبشنا هو الأكبر” أو “الكبش الذي اشتراه أبي هو الأجمل” بل يوجد هناك العديد من الأطفال الذين يشرعون في البكاء عندما يتراءى لهم بأن كبشهم هزيل نوعا ما مقارنة بكبش الجيران أو الأصدقاء وتصبح لديهم قناعة بأن أباهم لا يفقه شيئا في فن شراء الأضحية.  وفي انتظار حلول يوم العيد ترتفع أسعار الماشية ارتفاعا مذهلا وهذا وسط استياء كبير للموظفين الذين يجدون أنفسهم في مواجهة هذه المعضلة القاسية: فإما الاقتداء بسنة سيدنا إبراهيم وشراء الأضحية وفقا للإمكانيات المتوفرة أو تدبر أمرهم بشتى الطرق حتى لا يحزن أبناؤهم.  ويبدو أن عديد القسنطينيين الذين اقتربت منهم “وأج” قد اختاروا ما سيفعلونه ولم يخفوا القرار الذي اتخذوه والمتعلق بشراء نصف ذبيحة خروف وبعض الأحشاء من عند الجزار للتمكن رغم كل شيء من إعداد طبق الكسكسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه أيام العيد وهذا بعد شوي بعض قطع اللحم.  ويبدو أن بوعلام.ب و هو سائق للوزن الثقيل بإحدى المؤسسات الخاصة لا يتفق تماما مع هذا القرار حيث التقت به “وأج” لدى خروجه من سوق لبيع الماشية بالخروب وهو يجر خروفا ضخما ذو قرنين ملتويين ويجد صعوبة في التحكم في ركلاته.  ويقول بوعلام بحماس وفخر “لم يكلفني سوى 90 ألف د.ج إنها صفقة مربحة أليس كذلك” ويضيف والابتسامة تعلو محياه “إنه قوي جدا لذا قررت أن أطلق عليه اسم التركي” وأنهى بوعلام كلامه بالاعتراف بأنه إقترض مبلغ 60 ألف د.ج من طرف صاحب العمل من أجل التمكن من تسديد ثمن خروفه “التركي” . ويبدو أن بوعلام متلهف لتذوق لحم خروفه “التركي” الذي يجزم بأنه سيكون شهيا كونه يعتبر نفسه خبيرا في فن شراء الأضاحي هذا ما سيعرفه.

رابط دائم : https://nhar.tv/9b5O6
إعــــلانات
إعــــلانات