قنبلة التفكك الأسري.. إلى متى نأخذ دور المتفرج؟
للتفكك الأسري أسباب كثيرة مرتبط بعضها ببعض، وأهم هذه الأسباب انعدام الانسجام والتوافق بين الزوج والزوجة، مما ينجر عنه الكثير من الخلافات التي تؤثّر سلبا على الأبناء وتحدّ من تركيزهم وثقتهم في والديهم، وعدم التوافق بين الزوجين له أيضا أسباب كثيرة، ربما نعود إليها في موضوع آخر.
كما أنّ الفقر والحاجة من الأسباب الهامة في التفكك الأسري، لأن الفقر يتسبب في حرمان الأبناء والزوجة والزوج معا من الضروريات التي تجعل كليهما يبحث عن الراحة والاستقرار بعيدا عن البيت، والفقر يجعل الأبناء غير مركزين في تعليمهم ويفتقرون إلى الثقة في أنفسهم، والمجتمع الذي يعيشون فيه، وتسبب لهم أزمات نفسية وعُقدا تلازمهم طوال الحياة، مما يدفع بهؤلاء الأبناء إلى الفرار من البيت والانحراف كردّ فعل على الواقع المزري الذي يعيشونه، كما أن الزوجة التي لا تجد ما تحتاجه في بيت الزوجية، تفقد ثقتها في زوجها وتسعى إلى مغادرة البيت.
ومن الأسباب أيضا، نجد قلة الرعاية بالأبناء والزوجة، وذلك لافتقار الزوج إلى الثقافة اللازمة التي تجعله قادرا على رعاية أسرته وتوفير حاجياتها المادية والنفسية وتوجيهها نحو المسار الصحيح الذي يجب أن تسير وفقه، أو لأن الزوج الذي يرهقه العمل ويكثر من السفر، يترك فراغا في الأسرة لا تستطيع الأم وحدها ملأه.
إن التفكك الأسري هو جزء من تفكك المجتمع كله، لأن الأنظمة تخلّت عن دورها في توفير الرعاية اللازمة بالعائلات الفقيرة، ولم تعد تهتم بمصالح المواطن والعمل على تأكيد أهمية الروابط الأسرية في الحفاظ على وحدة المجتمع وتوازنه واستقراره.