فينا تعلن عن مواصلة التفاوض و”القاعدة” تحذر النمسا من “استهتار ولا مبالاة” في تنفيذ مطالبها
تتواصل المفاوضات بين السلطات النمساوية والمجموعة التي تنشط ضمن تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” التي تقف وراء إختطاف الرهينتين النمساويتين
حسب ما أفاده مصدر دبلوماسي في باماكو أمس والذي أوضح بأن خاطفي السائحين النمساويين وافقوا على مواصلة التفاوض بعد الإفراج عن الرهينتين رغم انتهاء المهلة المحددة منتصف ليلة أول أمس الأحد. وأعلن دبلوماسي معتمد في باماكو لوكالة الأنباء الفرنسية أن المباحثات متواصلة قائلا “علمنا هذا الاثنين من وسطاء أن الخاطفين مستعدون لمواصلة المفاوضات رغم نهاية المهلة”. و في ذات السياق أضاف أن حياة الرهينتين ليست في خطر في الوقت الراهن “…لكن لا بد من الإسراع في المفاوضات” و أكد أن خلية الأزمة التي تتابع التطورات عن قرب في باماكو المالية تبقى على تواصل مستمر مع الخاطفين و أن هذا الأمر يصعب تحقيقه. وكان السائحان النمساويان اندريا كلويبر (44 عاما) و فولفغانغ ايبنر (51 عاما) قد فقد أثرهما في تونس في 22 فيفري الفارط بعد قدومهما إليها من جزيرة جينوا الإيطالية في رحلة سياحية. لكن السلطات التونسية نفت أن يكون اختطاف قد حدث بأراضيها، لكن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أكد ذلك بنشره بيانا على شبكة الانترنت يتبنى فيه الاختطاف ويشرح كيفية التسلل عناصره إلى تونس و التعمق في ترابها لتنفيذ العملية، وأرفق التنظيم بيانه بعدة صور للرهينتين. وحذت الجزائر حذو جارتها تونس نافية تواجد الخاطفين في أراضيها و اعتبرت أن المسألة لا تعني الجزائر لا من بعيد و لا من قريب.
وطلب الخطافون مقابل الإفراج عن الرهينتين إطلاق سراح و عناصر إرهابية معتقلين في تونس و الجزائر على رأسهم عبد الرزاق البارا و”عبد الفتاح أبو بصير” أمير سرية العاصمة و”سمير مصعب” المنسق الوطني للتنظيم المسلح، كما طالبوا أيضا بدفع فدية قيمتها خمسة ملايين أورو. و وردت عن دبلوماسي بباماكو أخبار تؤكد أن الخاطفين أضافوا مطالب جديدة متمثلة في زيادة قيمة الفدية ومطلب سياسي هو الانسحاب الفوري للجنود النمساويين المشاركين في غزو حلف الناتو لأفغانستان والإفراج عن زوجين إسلاميين من مصر احتجزا في فينا سبتمبر الماضي و أدينا قبل شهر بالحبس بسبب تهمة بث شريط فيديو يهدد بارتكاب اعتداءات انتحارية في كل من النمسا وألمانيا.
و كانت النمسا قد دخلت في مفاوضات غير مباشرة عبر عدة قنوات اتصالية بوساطة زعماء من قبائل التوارق العرب و سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الذي وضع خبرته الشخصية في التفاوض مع الخاطفين في يد النمسا للوصول إلى حل للأزمة. و يسير الأزمة في باماكو وفد دبلوماسي نمساوي رفيع المستوى يرأسه سفير سابق بفرنسا و العربية السعودية و يدعم الوفد فريق من المكتب الاستخبارات الفرنسية بإفريقيا و عناصر من المكتب المركزي للاستعلامات الأمريكية.
أزمة تعترض المفاوضات لتحرير الرهائن المختطفين في تونس
“القاعدة” تحذر النمسا من “استهتارا ولا مبالاة” في تنفيذ مطالبها
حمل تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” في بيان صدر أمس الاثنين النمسا مسؤولية مصير الرهينتين، مطالبا بالإفراج عن إسلاميين اثنين معتقلين في النمسا إضافة إلى الانسحاب العسكري من أفغانستان. وجاء في البيان الذي صدر على موقع الكتروني تستخدمه القاعدة عادة، “للمرة الثالثة تنقضي المهلة التي منحها المجاهدون لدولة النمسا بشأن مختطفيها، وقد أبدت النمسا استهتارا ولا مبالاة بشأن مواطنيها (…) بل وراحت تراوغ في تصريحاتها لتظهر حسب زعمها الشروط التعجيزية للمجاهدين”. وأضاف البيان أن “المجاهدين طالبوا (النمسا) بشروط جديدة مشروعة: ان تطلق سراح اخ مسلم وزوجته (…) في غوانتانامو النمسا، وان تسحب مشاركتها العسكرية الرمزية في افغانستان والمتمثلة في أربعة ضباط” وفقد ولفغانغ ابنر (51 عاما) ورفيقته اندريا كلويبر (44 عاما) في 22 فيفري فيما كانا يتنقلان في جنوب تونس في سيارتهما الرباعية الدفع التي تحمل لوحة نمسوية.