عيّاش مات تحت الأرض.. ومواطنون يطردون والي المسيلة ويخرّبون سيارته !
الحماية المدنية تنتقل من محاولة انقاذه إلى البحث عن جثته
رقاة توافدوا على المنطقة وسط حديث عن وجود جنية ابتلعت «عياش»!
استمرت، أمس ولليوم الخامس على التوالي، خلية الأزمة المكلفة بعملية انتشال جثة الشاب «عياش محجوبي» من داخل البئر الذي سقط فيه منذ الثلاثاء الماضي، في محاولاتها للعثور على الضحية، رغم تأكد وفاته منذ يومين عالقا بأنبوب حديدي قطره أقل من 40 سم.
انتهت عمليات الحفر في الساعات الأولى من صباح يوم أمس، ليتوجه العمل إلى كيفية إخراج المياه التي تحاصر الأنبوب الذي يوجد به الشاب «عياش».
حيث باءت كل محاولات رجال الحماية المدنية بالفشل بعد محاولة امتصاص المياه عن طريق مضخات لم تستطع مقاومة المياه، ومنها ما احترق بسبب عمق الحفرة التي غمرتها المياه لأزيد من 3 أمتار.
ليتم الاستنجاد بعدها برافعة من الحجم الكبير بنية سحب الجزء الباقي من الأنبوب، والذي يبقى الضحية «عياش» عالقا به، لكن تلك المحاولة هي الأخرى باءت بالفشل.
وقد استنجدت فرق الإنقاذ، في ساعة متأخرة من يوم أمس، بمضخة كبيرة تم وضعها باستخدام الرافعة في مكان تجمع المياه، لكن فشلت العملية.
ليبقى الحل حسب القائمين على مستوى منطقة الحفر بجانب البئر الارتوزاي هو استئناف عمليات الحفر بعدما توقفت بسبب كمية المياه المتراكمة، وذلك عن طريق الحفر بجانب الماء من أجل تسهيل التخلص منه، وهي العملية التي ستدوم ساعات طويلة من الليل.
خبر وفاة «عياش» يصدم الكثيرين والكل يبحث عن الجثة
وبعد أن تأكد خبر وفاته، عشية أمس، بعد ارتفاع منسوب المياه على مستوى الأنبوب الحديدي، أوضحت مصالح الحماية المدنية أن الوفاة مر عليها يومان كاملان، لتتحول عملية إنقاذ الشاب «عياش» حيا إلى عملية لانتشال جثته.
ورغم الصدمة الذي خلفتها تأكيدات مصالح الحماية المدنية على لسان المكلف بالإعلام، إلا أن محاولات البحث عن أثر لـ«عياش» بقيت مستمرة وعلى نفس الوتيرة والإصرار.
غاضبون يخربون سيارة الوالي.. وشقيق «عياش» يفضحه على المباشر
وعلى الجهة المقابلة، حاول والي المسيلة، حاج مقداد، أمس، تدارك الوضع في الوقت بدل الضائع ببرمجة زيارة إلى موقع البئر وعائلة عياش، غير أن رياح الزيارة لم تكن بما تشتهيه سفن الوالي ومن رافقه.
حيث شاهد ملايين الجزائريين عبر صفحات «الفايسبوك» كيف راح شقيق «عياش» يخاطب الوالي ويحمله مسؤولية الإهمال الذي ميز عملية البحث لمحاولة إنقاذ «عياش».
فيما بدا الوالي بحجم جد صغير أمام إصرار شقيق المفقود على نفي وجود أي مساعدة رسمية من مصالح الولاية في عمليات البحث والإنقاذ.
في وقت لاحق، تعرض الوالي إلى وابل من السب والشتم وتم تحطيم زجاج سيارته من طرف مواطنين غاضبين حاولوا إيصال غضبهم من عدم اهتمام المسؤول الأول في المسيلة بالقضية، منذ اليوم الأول، واكتفائه بإرسال رئيس ديوانه إلى موقع البحث والإنقاذ في ثالث أيام عمليات البحث.
وباستثناء أجواء الغضب، كان أهم ما ميز اليوم الخامس من قضية «عياش»، هو تواصل زحف المواطنين من مختلف الفئات العمرية إلى موقع الحفر ومحاولات الإنقاذ.
ووسط تلك الحشود، لفت عدد من الرقاة الأنظار، بعدما استنجد بهم عدد من المشاركين في محاولات البحث، لاسيما بعد تردد إشاعات بشأن وجود «جنّية» داخل البئر كانت وراء استدراج «عياش» إلى ذلك العمق والغدر به.
لا تحقيقات أمنية إلا بعد العثور على «عياش»
ذكرت مصادر موثوقة لـ«النهار»، أن الجهات الأمنية بولاية المسيلة تعتزم فتح تحقيق معمق حول قضية سقوط الشاب «عياش» داخل البئر الارتوازية، لكن بعد العثور عليه.
وأوضحت مصادر «النهار»، أن فرقة الدرك الوطني للحوامد جنوب ولاية المسيلة والتابعة لكتيبة الدرك الوطني ببوسعادة، لن تنطلق في تحقيقاتها الخاصة بطروف اختفاء الشاب «عياش» بقرية أم الشمل في الوقت الراهن.
مضيفة أن عدم إنقاذ «عياش» أو حتى العثور على جثته يجعل من فتح تحقيق أمرا مستحيلا، لتضيف المصادر أن عرض «عياش» على الطبيب الشرعي أمر ضروري في التحقيق.