إعــــلانات

عملي أخذ كل وقتي.. أشعر أنني أهملت عائلتي

عملي أخذ كل وقتي.. أشعر أنني أهملت عائلتي

أشعر بالتقصير اتجاه أسرتي فأنا معظم الأوقات في عملي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى، صعب أن يرى الإنسان الأيام تمر أمام عينه دون أن يستغلها، فالأمس القريب تزوج، واليوم لدي ولدان، الأول عمره 10 سنوات، والآخر 6 سنوات، هو مقبل على الدخول أول مرة للمدرسة، ففي العطلة  الصيفية انتبهت لأشياء كثيرة، فقد رأيت أن وليَّ كبِرا دون أن أعيش تلك اللحظات، وهذا ما جعلني أقف وقفة محاسبة مع نفسي. كيف مرت كل تلك السنوات دون أن أشعر، فراجعت نفسي. ووجت أن عملي أخذ معظم وقتي،

عملي أخذ كل وقتي.. أشعر أنني أهملت عائلتي

فطيلة اليوم مشغول بالعمل، أما عطلة نهاية الأسبوع أقضيها في النوم بسبب التعب أو في زيارة عائلية، حتى زوجتي لم أعد أهتم لها كالسابق، ولا مع أطفالي اللذان كبرا دون أن أشعر بذلك، فمنذ أن أصحو وأنا في سباق مع الزمن، أصارع يومي من أجل لقمة العيش، وكل هذا على حساب أغلى ما يمكن أن يملكه أي شخص في حياته ألا وهي الأسرة، أحمد الله أن لي زوجة متفهمة أجل هي لا تعقب كثيرا، لكن لا أريد أن أثقل كاهلها أكثر، فكيف أعوضهم غيابي ولا أقصر في حقوقهم معي؟

قارئ من الشرق      

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله أخي الكريم، نشكر جزيل الشكر على هذا الطرح، وهذا إن دل فإنما يدل على شعورك بالمسؤولية وحرصك على تأدية دورك كزوج وأب على أحسن وجه، فنسأل الله لك ولأمثالك التوفيق والسداد في الدين والدنيا بحول الله، الحمد لله أنك تضيع وقتك فيما لا ينفع، بل أنت مشغول لتوفير حاجات أسرتك، وهذا في حد ذاته أجمل ما يمكن أن يقدمه أي رب أسرة، ثم اعلم سيدي أنه المهم ليس أن تقدم لهم ساعات طويلة من يومك، بل الأهم ماذا تقدم لهم في وجودك إلى جانبهم في تلك الفترة القصيرة، فالوعي بدورك كزوج وأب يتحقق باختيار الوقت النوعي لتوفير الإشباع العاطفي الذي من شأنه أن يقوي أواصر المودة بين أفراد أسرتك، لذا أنصحك بما يلي:

أسرتي

حاول أن تؤدي عملك في مقر العمل، وألا تأخذه معك إلى المنزل، لأنك بهذه الطريقة تكون قد وضعت العمل في الأولوية على حساب عائلتك، وهو يؤذي شعورهم، والثانية

لا تشغل نفسك أبدا بالهاتف والانترنت وأنت معهم، حتى تكون قدوة حسنة لهم، وتستغل جل وقتك رفقتهم، حاول أن تلاطف هذا وأن تسأل ذاك عن يومه، شاركهما في عبادة، أو قراءة كتاب، أو حتى في لعبة يحبانها، فالعبرة كما قلنا في الوقت النوعي وليس في مدته الحقيقة.

أشعر بالتقصير اتجاه أسرتي

أما بالنسبة للزوجة، فلابد أن تكون ممتنا لتفمها، ومساندتها، لأنه حتما هي تقوم بدور جميل ورائع في غيابك، ومن الجميل أن تجد منك العرفان، ولو بكلمة شكر، كما يمكنك الاتصال بها وقت راحتك في العمل، أو رسالة صغيرة فيها من الكلمات ما يبعث الفرح والسرور لقلبها لتعيد من خلالهم التوازن العاطفي لحياتكما، أما في البيت فيمكن أن تشاركها في ترتيب بعض الأشياء مثلا، أو هدية رمزية دون مناسبة لما لا، فهذا كله يُعوض ويكون له أثر طيب بإذن الله.

أكرر شكري لك على هذا الطرح، وأتمنى أن يستفيد منه كل أب مسؤول، محب لعائلته. أعانك الله ووفقك أخي الفاضل.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

رابط دائم : https://nhar.tv/4X5DT