طبخة بين عمرو موسى والترويكا الاوربية واللبنانيين الى ما بعد انابوليس
طبخة أوربية عربية لإبقاء كرسي رئيس الجمهورية اللبنانية شاغرا الى يوم 30 من الشهر الجاري لترتيب البيت اللبناني واختيار رئيس توافقي دون الذهاب الى خيار انتخاب نصف زائد واحد وكذا عدم لجوء لحود قبل مغادرته قصر بعبدا تشكيل حكومة موازية لحكومة السنيورة.
كشفت مصادر سياسية ان الوضع الذي سيعيشه اللبنانيون في الساعات المقبلة جاء وفق خطة سريان تنظيم ادارة هادئة للفراغ بعد تأجيل الانتخاب ، حيث اكدت مصادر برلمانية لبنانية ان امين عام الجامعة العربية عمرو موسى ، ووزراء خارجية الترويكا الاوربية الثلاثة الفرنسي برنار كوشنير والايطالي ماسيمو داليما والاسباني ميغيل انخيل موراتينوس ، والدبلوماسية الروسية ، لعبوا دورا في ارساء قواعد تنظيم هذا الفراغ الاتي وعبر عدم ذهاب الاكثرية الى خيار انتخاب بالنصف زائد واحد، في مقابل عدم لجوء العارضة والرئيس لحود الى تاليف حكومة ثانية , وقد نالت هذه القواعد تاييد صفير ودول الاتحاد الاوربي .
ويبدو ان التوافق الضمني قام على اساس تمرير الاسبوع الاول من مرحلة الفراغ دون توترات كبيرة سياسيا او امنيا ، وذكرت مراجع قيادية في المعارضة ان خطتها بالنسبة للمرحلة المقبلة تقضي بمنع حكومة السنيورة من ممارسة صلاحيات رئاسة الجمهورية او اتخاذ قرارات كبيرة ، وسط تركيز على الضغط على القسم المسيحي في الحكومة بوسائل مختلفة ، فيما بادرت 14 اذار الى الاستعداد لتوفير حماية شعبية داخلية .
وكشفت ذات المصادر انعقاد لقاءين في سرية تامة قبل ساعات من الموعد المحدد لانعقاد الجلسة اول امس مع رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط اولا ثم مع رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري بحضور النائب بطرس حرب ، خيمت عليهما اجواء التوافق على التاجيل بين المجتمعين.
ولذلك جاء اعلان تاجيل انتخاب رئيس جديد لاسبوع اخر وفق اجواء توافقية اذ حرص اغلبية التيارات السياسية العمل على انجاز الاستحقاق الرئاسي في هدوء لحين انتخاب رئيس جديد، وكان الوحيد الذي رفض هذا الحل رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع حيث انتقد تاجيل الجلسة واعتبره مخالفة للدستور داعيا الى انعقاد مجلس النواب سريعا لانتخاب خلف للرئيس المنتهية ولايته .
وحتى لا يكون الفراغ الحاصل ثقيلا عمد الحريري الى القيام بزيارة البطريرك الماروني ، نصر الله بطرس صفير في بكركي بعد اعلان التأجيل بقليل ، لتطمينه على نيته مع الاكثرية في استمرار التشاور معه في شان أي اسم او اكثر في لائحته او أي اسماء سيتم التشاور في شانها في الايام القليلة المقبلة على حد قول مصادر في الاكثرية النيابية.
وفيما اكدت مصادر سياسية ان الاسبوع الجاري سيكون مفتوحا على تكثيف حركة المشاورات بين الجميع في كل الاتجاهات لاجتياز المحطة الدستورية بانتخاب رئيس توافقي ، فان مبادرة رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لم تنل منذ انطلاقها سوى الترقيع ووصفها بانقلاب واعتبارها خرقا للدستور من مختلف اطراف الاكثرية ولم ير فيها الحريري سوى ايجابية واحدة وهو عدم ذكر اسمه.وعلى العموم فان النقاش الرئاسي عاد الى النقطة الصفر ، بعد ان اعلن العماد ميشال عون انتهاء صلاحية مبادرته وعودته مرشحا اساسيا ، دعيا المعارضة الى التعامل مع هذا الواقع فيما ابلغت مصادر دبلوماسية تعطل المساعي الفرنسية خلال الفترة المقبلة ، وان الجهود الخارجية سوف تنتظر انتهاء اعمال اجتماعات انابوليس نهاية هذا الشهر، الامر الذي جعل الرئيس بري يقول للوفود الدبلوماسية الدولية انه سوف يستانف اتصالاته مع النائب سعد الحريري وبقية تيار 14 اذار وقيادات البلاد لانتخاب رئيس توافقي في اقرب وقت ممكن , وبحسب المصادر فان التوافق يشمل تعهدا من جانب فريق 14 اذار وجهات خارجية بان حكومة السنيورة لن تعمد الى اتخاذ أي تدابير وسوف تتصرف على اساس انها حكومة تصريف اعمال .
في ضوء هذه المعطيات برزت المعادلة الجديدة التي ستحكم المرحلة الانتقالية التي بدات على اساس امتناع الغالبية عن الانتخاب بالنصف زائد واحد في مقابل عدم الاقدام على خطوة تاليف حكومة ثانية ، وهما امران اللذان تحققا اول امس
اما على مستوى الامني ، فتؤكد المعلومات المتوافرة ان هناك قرارا ثابتا لدى جميع الاطراف بالحفاظ على الاستقرار وتجنب أي هزات حزبية ، فيما يمسك الجيش الشارع اللبناني بموجب قرار سياسي سابق متخذ في مجلس الوزراء وقرار عسكري يتمثل في خطة تنفذها قيادة الجيش وفق المقتضيات التي تراها ضرورية.فضلا عن تاييد كل التيارات السياسية لهذين القراراين.
الموقع السياسي للبنان
لبنان اما ان يكون محور العرب او الغرب هذه الفرضية التي تصنعها الاحداث الجارية، فقضية الاستحقاق الرئاسي ماهو الا سباق ماراتوني للولايات المتحدة الامريكية اسرئيل فرنسا اسبانيا ايطاليا من جهة ومن جهة اخرى سوريا وايران والتساؤل المطروح من سيربح ؟
ان الاستحقاق الرئاسي في لبنان يعد قضية مصيرية ستبنى عليها الاسترتيجيات المستقبلية للمنطقة ، فهو عبارة عن مشروع امريكي لجعل لبنان مركزا في الشرق الاوسط يعمل على خدمة المصالح الامريكية والاسرائيلية لما له امتداد ديني بالغرب ومن مواليه تيار 14 اذار ، وبين المشروع العربي الرافض للهيمنة الامريكية وتتزعمه سوريا وايران ومن مواليه تيار 8 اذار .
بسبب موقع لبنان الاستراتيجي الهام، والذي تخطط إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من أجل استخدامه كممر جيو-سياسي لاستهداف سوريا، فقد تزايدت أهمية الصراع السياسي في لبنان، مما أدى إلى تزايد الأطراف “الثالثة” الناشطة في الساحة اللبنانية، وعموماً، فان الصراع يحتدم الان بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار في حالة اندلاعه سوف يكون صراعاً يمكن تصنيفه على النحو الآتي:
• على أساس الاعتبارات الخارجية: بين قوى لبنانية موالية للغرب، وقوى لبنانية معارضة للغرب.
• على أساس الاعتبارات الدينية: بين تحالف سني - مسيحي، وتحالف شيعي – مسيحي، هذا ولما كانت العلاقات بين المسيحيين حول الرئاسة أقل حدة، فإن التوقعات تقول بأن الطائفة المارونية لن تدخل في صراع داخلي وسينحصر الصراع بين السنة المؤيدين لسعد الحريري والذين يجدون الدعم من سمير جعجع (أقلية مارونية) والمليشيات التابعة لوليد جنبلاط من جهة، ومن الجهة الأخرى حزب الله وحركة أمل وبقية فصائل المقاومة اللبنانية. وبتصاعد وتيرة الصراع فإن التوقعات تقول باحتمالات أن تتدخل أمريكا وإسرائيل في إدارة هذا الصراع ليأخذ شكل الصراع السني – الشيعي، وهو الأمر الذي خطط له ديك تشيني وجماعة المحافظين الجدد طويلاً بالنسبة للبنان.
التسلسل الزمني للاحداث في لبنان
• 14 فبراير 2005 – إغتيال رفيق الحريري بتفجير سيارته في إحدى شوارع بيروت بعد خروجة من مجلس النواب.
• 28 فبراير 2005 – إستقالة رئيس الوزراء عمر كرامي تحت ضغط مظاهرات الشارع اللبناني بعد إغتيال رفيق الحريري.
• 14 مارس 2005 إعاده تعيين عمر كرامي – رئيس للوزراء لكنه اعتذر بعد عدم قدرته على تشكيل الحكومة، وتم تسمية نجيب ميقاتي رئيسا لحكومة إنتقالية تتولى مسئوليه إجراء الإنتخابات النيابية.
• 26 أفريل 2006 – خروج كامل للقوات السورية من لبنان.
• ماي-جوان 2006 – إجراء الانتخابات النيابية حيث فاز التحالف الرباعي المكون من تيار المستقبل و حزب الله و الحزب التقدمي الاشتراكي و حركة امل بأغلبية مقاعد المجلس النيابي.
• 19 جويلية 2005 – تولي فؤاد السنيورة رئاسة الحكومة.
• 12 يوليو 2006 – هجوم من قبل أفراد حزب الله على شمالي إسرائيل أدت إلى قتل 4 جنود إسرائيلين واختطف جنديين إثنين إلى لبنان وذلك لمبادلتهم بالأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل.
• 13 جويلية 2006 – شنت إسرائيل حرباً على لبنان استمرت 33 يوماً وأدت إلى أكثر من 1000 قتيل مدني في الجانب اللبناني و مقتل 140 جندي اسرائيلي اضافة إلى فشل إسرائيل في القضاء على حزب الله.
• أغسطس 2006 – تبني قرار 1701 في مجلس الأمن الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار، انتشار قوات الجيش اللبناني في جنوب لبنان وإرسال قوات دولية إضافية تنضم إلى قوات اليونيفيل لمراقبة وقف إطلاق النار.
• 22 سبتمبر 2006 – تظاهرة كبيرة ضمت حوالي مليون شخص نظمها حزب الله للاحتفال بما يسميه “الانتصار الإلهي” على إسرائيل.
• 11 نوفمبر 2006 – استقالة 7 وزراء من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بسبب رفضهم لمسودة قانون المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس الحريري.
• 21 نوفمبر 2006 – اغتيال الوزير والنائب بيار أمين الجميل.
• 1 ديسمبر 2006 – المعارضة اللبنانية المؤلفة من حزب الله، حركة امل، والتيار الوطني الحر وبعض الأحزاب الصغيرة تتظاهر في الشارع طلباً لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
• 30 ماي 2007 – مجلس الأمن يصدر القرار الدولي رقم 1757 الخاص بالمحكمة الدولية الخاصية بإغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق.
• 13 جوان 2007 – إغتيال النائب بمجلس النواب اللبناني وليد عيدو بتفجير سيارته في بيروت وقتل معه إبنه الأكبر ومرافقيه وسقوط عدد من الماره.
• 31 أغسطس 2007 – رئيس مجلس النواب يقدم مبادرة للإنتخابات الرئاسية تهدف لإختيار رئيس وفاقي بين اللبنانين وإلغاء طلب المعارضة بتشكيل حكومة جديدة قبل الإنتخابات بشرط إعتراف قوى 14 آذار بأن إنتخابات الرئاسية يجب أن تحصل حسب نصاب الثلثين وذلك أثناء مشاركته في مهرجان ذكرى إختفاء الإمام موسى الصدر في بعلبك.
• 22 نوفمبر 2007 – العماد ميشال عون يطرح مبادرة إنقاذيه بمسأله الرئاسة، ومن أهم ما قامت على إن يقوم هو بتسمية رئيس الجمهورية من خارج كتلته النيابية وتيارة على أن يلتزم بوثيقة التفاهم بينه وبين حزب الله وأن يقوم سعد الدين الحريري بإختيار رئيس الوزراء من خارج كتلته النيابية وتيارة على أن يلتزم بالمحكمة الدولية وأن يتعهد الرئيس بالإستقاله بعد سنتين أو بعد إجراء الإنتخابات النيابية المقبلة وأن يتم عمل قانون إنتخابي جديد على أساس القضاء، وقد رفضت قوى 14 آذار هذه المبادرة لإنها اعتبرتها مخالفة للدستور وإتفاق الطائف.
• 23 نوفمبر 2007 –
o بآخر يوم من ولاية الرئيس إميل لحود وبعد فشل عقد جلسة لمجلس النواب لإنتخاب رئيس بتاريخ 25 سبتمبر وتأجيل جلستي 23 أكتوبر و12 نوفمبر، تأجيل الجلسة الإنتخابية بهذا اليوم إلى تاريخ 30 نوفمبر وذلك لمزيد من التشاور لإنتخاب رئيس جديد.
o الرئيس إميل لحود يقرر تسليم الجيش اللبناني الأمن في البلاد وذلك بسبب عدم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وحصول فراغ بمركز الرئاسة.
• 24 نوفمبر 2007 – رئيس الجمهورية المنتهية ولايته إميل لحود يغادر قصر بعبدا ويقول أن ضميره مرتاح، وإحتفالات تعم بعض المناطق اللبنانية إحتفالاً بانتهاء ولايته.