زوجتي أدارت ظهرها لي في عزّ أزمتي
سيدتي،ممتن أنا لأنك إستقبلتني بصدر رحب عبر هذا الصرح الجميل: منبر قلوب حائرة ، الذي أكنّ له كبير التقدير والإحترام. كيف لا وقد عثر الحيارى على ضالتهم وهو يرمون بين يديك ما يثقل قلوبهم . وها أنا بدوري أرمي بين يديك ما يخنقني حتى أجد مرفأ الأمان الذي أرسو عليه.
سيدتي، لطالما إعتبرت أن الزواج هو تعانق روحين حتى يبلغا مع بعضا من السعادة. ولطالما كانت لدي قناعة أن الرجل بدوره يجب أن يستكمل كل الواجبات المنوطة إليه ليستقر الزواج وينجح. لكن أيضا للزوجة كبير الدور بحنانها وصبرها وإحتوائها للأمور بأن تجعل من الزوج يتغلب على الصعوبات. ويجتاز العقبات وهو مستأنس معها وبها. إلا أن ما حدث لي مع زوجتي سيدتي قلب كياني و أتعب وجداني.
أنا في حيرة ما بعدها حيرة أمام رفيقة دربي التي تغيرت تغيرا جذريا، و لا أخفيك سيدتي أنّ زوجتي المصون في حالة من الخيلاء مؤخرا. فقد باتت تعالى عليّ وتزدري وجودي وكياني إلى جانبها،لا لشيء إلا لأنني مررت بإنتكاسة. على الصعيد الشخصي بعد أن خسرت كل أموالي في مشروع فاشل توسمت منه الخير الوفي. وفي الوقت الذي أدار الجميع لي ظهرهم، وجدت حماي يأتيني بكل ما إدخره من مال حتى يفكّ أزمتي ويحيي في الأمل من جديد ولا يجعلني أنتكس أو أستدين من أي شخص كان. صحيح أن ما قام به حماي أثلج صدري، لكن تغير زوجتي تجاهي يؤلمني وأنا أفكر في أعيد لوالدها ما بقي بحوزتي من مال حتى أجعلها تكف عن تصرفها الذي مسّ كياني. فبماذا تنصحيني سيدتي؟
أخوكم ش.رمزي من الغرب الجزائري.
الرد:
أخي من الرائع أن يجد الإنسان نفسه محاطا بمن يقدرونه ويتفهمون حاجته، فيبذلون قصارى جهدهم في تبديد المخاوف والألم عليه حتى لو كان ما يقدمونه هو أغلى شيء عندهم، ومن خلال هذا المنبر أحيي حماك الذي أجزل عليك بالعطاء الذي يمنحك إياه أحد حتى من أهلك حتى تفكّ ضائقتك ولا تحتاج ممن سيتبعون مساعدتهم لك بالمنّ والمعايرة.
ذكرت في رسالتك أخي أن تغيرا مسّ طباع زوجتك ولم تذكر على أي صعيد. كما أنك لم تشر إلى أنها وجهت لك من الكلام المشين الذي يمسّ كرامتك أو كيانك كزوج لها ما يجعلك في هذا الموقف. وإن أخذت بمشورتي فما تمر به لهو يعكس الإنتكاسة التي مررت بها. والتي جعلتك كمن يصاب بوسواس تجاه ردات فعل وتصرفات المحيطين بك.
وحتى تحيا مرتاح البال، حاول أن تباشر الموضوع مع زوجتك، وتخبرها بما ينغص عليك حالتك حتى تتمكن من معرفة حقيقة نواياها. منها هي بعيدا عن كل شك أو ريبة منك. كذلك حاول أن تبدي شكرك وإمتنانك لحماك وزوجتك في كل حين. فالشكر والثناء على من يبثون فينا الأمل وقت الشدة لهو العملة التي تجعلهم على يقين من أننا نستحق ما أقدموا عليه تجاهنا.
الزوجة الصالحة رزق، والحما الطيب في وقتنا هذا أيضا رزق، فلتحمد الله على ما أتاك ولتكن من الشاكرين. ولا تولي بعض الترهات إهتماما لن يجديك نفعا بقدر ما سيكسرك ويحبط معنوياتك. و كان الله في عونك أخي وسدّل خطاك إلى ما هو خير.