خيبات الماضي تقف أمام مستقبلي.. ولا أريد المجازفة بقلبي مرة أخرى
خيبات الماضي تقف أمام مستقبلي.. ولا أريد المجازفة بقلبي مرة أخرى
تحية ناعمة كنعومة احتوائكم لانشغالات القراء، وسلام من قلبي أقدمه لك سيدتي ولطاقم هذا الموقع. وبعد:
سيدتي، إن قمة الوجع الذي يصيب الإنسان أن يجب نفسه مضطرا لإظهار عكس ما يشعر به. فأنا سيدة أبدو قوية للغاية، لا بل الكل يراني كذلك، سواء في البيت مع الأهل، أو مع الأصدقاء. وأيضا مع الزملاء في العمل، فأنا أتظاهر بالقوة لكن داخلي هش بسبب التراكمات. عشت خيبات كثيرة بسبب طيبة قلبي، فأنا من نوع النساء اللواتي يغدقن في الحب، لكن للأسف فعلى ما يبدو أخطأت في تقديري للأشخاص. والمواقف، استنزفت الكثير من المشاعر في حياتي، حتى صرت مدمرة كلي حطام، لكن يوميا أكابر وأظهر القوة على ملامح وجهي. لأنني غير مستعدة للمجازفة ولا للخسارة مرة أخرى، الحمد لله أنا سيدة ناجحة جدا مهنيا. علاقتي بالمحيطين بي جيدة يسودها الاحترام، لكنني صرت أرفض أي علاقة حب أو عرض زواج لأنني أتوقع مسبقا نهايتها. كما أرفض خوض أي علاقة من أي نوع كانت، أو أن يقترب مني الآخرون، لكن صدقيني أريد أصرخ بصوت عالي. وأقول أنني حقا بحاجة لمن يسندني، ويفهم حاجتي لمن يقدر تضحياتي فقط، فإلى متى سأبقى أصارع نفسي. على حلبة وضعني فيها قبح غيري مجبرة لا مخيرة، وبين الخوف من الوقوع في خيبة أخرى. وبين حاجتي لسند أتكئ عليه أنا حقا في حيرة، فماذا أفعل وكيف أتصرف ساعدوني بارك الله فيكم.
حياة من الشرق
الـــــرد:
تحية أجمل ومرحبا بك أختي الكريمة، قبل الرد عليك أتمنى من الله أن يسدد خطاك وان ينير دربك لما فقيها الصلاح والفلاح لك في دينك ودنياك، ثم سأكون واضحة جدا في ردي بإذن الله، جميل جدا أن يكون للمرأة شخصية قوية تواجه بها الحياة، لكن اعلمي أن المكابرة المبالغ فيها ستجعلك تنهارين نفسيا ولن تقاومي طويلا، خاصة أن الفرص أمامك كثيرا، أعلم أن مصابك جلل، وأقدر ذلك كثيرا، لكن القرار الذي اتخذته بالتخفي وراء ستار المكابرة وحيدة أمر غير مجدي، حبيبتي الناس معادن، والخيبات التي عشتها سابقا من القريب أو البعيد، ما هي إلى دروس خذي منها العبرة، ثم أقبلي بها على حياة بكل قوة بإذن الله، أين إيمانك بالله، وقناعتك أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
حبيبتي لا توهمي نفسك أنك ستبقين قوية لمدة أطول بدون سند يحنو ويحمي ويحبك خارج كنف أسرتك، واعلمي أن القوة في التمسك والمحاولة في الاندماج من جديد، ليست في الهروب من المواجهة او خوض غمار الحياة بصفة عامة، أنت لديك من النضج والخبرة بحول الله ما يكفي لتميزين بين الصالح والطالح، فلا تفوتي عمرك تتوقعين النهايات قبل خطوة البداية، والله ولي التوفيق.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور