حائر بشأن علاقة افتراضية حملتني إلى دنيا الأحلام الوردية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: أود أولا أن أشكرك سيدتي على هذا الفضاء الذي تتيحين من خلاله للقراء فسحة للأمل، وأنا على يقين أن الله سيجازيك خير الجزاء على كل فكرة أوحل تكرمت بإعطائه لمن هو في ضيق من أمره .أنا سمير أبلغ من العمر 23 سنة، طالب بجامعة تلمسان وأدرس الأدب الإنجليزي ماستر 1، أعيش حاليا تجربة مميزة، بعدما تعرفت على فتاة من دولة عربية مجاورة، وقد أعجبت بها على جميع المستويات، سواء طريقة تفكيرها أو مظهرها، ناهيك أننا نشترك في العديد من الاهتمامات، لقد أصبحت علاقتنا قوية لدرجة أننا نتواصل يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي، علما أني لم أحدد معها نوع العلاقة، ولم أتكلم معها أبدا عن ترسيمها أوشيء من هذا القبيل، لأنني أدرك تمام الإدراك مدى خطورة هذا التصرف، وأعلم أيضا أن إعجابي بفتاة من العالم الافتراضي، لا يعني أني مستعد لجعلها زوجتي وكذلك الأمر مع هذه الأخيرة، فأنا لم أخبرها أني سأتخذها شريكة لحياتي، رغم إعجابي بها، وذلك لقناعة شخصية. سيدتي نور، يبدوا أنها تعلقت بي أكثر من اللازم، فهي لا تقوى على مرور يوم دون آن نتواصل، لقد عجزت عن التفكير واتخاذ القرار المناسب، فهل أواصل على هذا النهج حتى يجعل الله فرصة للقاء، أم أخرج من حياتها لكي أجنبها الألم مستقبلا، إذا لم نلتق وحدث عكس رغبتنا، أتمنى أني قد أوصلت الفكرة مع خالص تمنياتي لك بالصحة والعافية.

  سمير / تلمسان

  الرد:

بني، تأكد أني حريصة كل الحرص على الإخلاص في النصيحة وهذه أمانة يتوجب تأديتها على أكمل وجه، فأقول لك:لا أحبذ هذا النوع من العلاقات، وأرفضه بكل المقاييس، فهذه التقنية التي تملكت العقول والقلوب واستحوذت على اهتمام أغلب الناس، أضحت تستخدم لأغراض بعيدة كل البعد عن الأهداف التي وجدت من أجلها، كالإيقاع بالفتيات أوالعكس، تحت رداء الإعجاب الذي سرعانما يتطور إلى حب وهمي، فتجد الشاب يقدم نفسه في أفضل صورة، ليبدو فارسا لأحلام الفتاة، وتفعل الفتاة الشيء نفسه، لترحل بخياله إلى دنيا الأحلام الوردية التي يزينها الشيطان بأفعال آثمة في أغلب الأحيان. عندما تتطور العلاقة بين الطرفين، يداعب الشاب الفتاة بكلمات منمقة وأسلوب ساحر فتنجذب إليه، ما يجعلها تسلم نفسها ومشاعرها طواعية، حتى إذا قررا الزواج فإن هذا الأخير، لن يتم على أسس شرعية سليمة، ومصيره الفشل الذريع، ولن يمضي وقت طويل حتى يزرع الشك، مما يفقد الطمأنينة والسكينة، وهذا الأمر يثير القلق ويطرد السعادة، لأن الرجل لا يأمن على بيته وعرضه مع هذه الزوجة. بالإضافة إلى ما سبق ذكره فهذه العلاقة محرمة، لأنها تؤول بأصحابها إلى الفاحشة والتطاول على أحكام الله. بني، عليك بالتخلص من هذه المصيبة والتوبة إلى الله استغفره واحمده أن جعل قلبك حيا لتبقى طاهرا عفيفا ولم يوقعك بين براثن الإثم رغم توفر أسبابه من خلوة مع فتاة لوقت طويل. أكثر من قراءة القرآن لكي تهدأ نفسك وتستقر عواطفك غير المنضبطة، ويمكنك السيطرة على زمام عقلك، واحذر من الشيطان الذي يُصعب عليك النسيان ويحاول منعك من قطع العلاقة، ليحكم عليك القبضة في حلاوة العشق والغرام، حلاوة نهايتها علقم وجحيم وغضب من رب العالمين، أسأل الله أن يهديك إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يسدد خطواتك على ما فيه الخير والفلاح.

  ردت نور