انتشرت الذنوب بعدما سيطرت القسوة على القلوب!
إن الإنسان يبتلى بالسراء والضراء، وهذا امتحان صعب يمرّ به، والنتيجة تكون إما الفوز، وبذلك يحظى بالنعيم، أو الخسارة، وهذا ممر يؤدي إلى مشارف الجحيم، لذلك فأي شخص في هذا الوجود في حاجة إلى من يسانده في محنته ولو بكلمة طيّبة نيّرة تضيء غياهب ذاته المتأججة بحشرجات الألم والعذاب، أو بقضاء مراده وتلبية رغبته على قدر المستطاع، لتمحى تأوُهات الحسرة من الأفئدة، ويُفَكّ أسر البسمة كي ترتسم من جديد على الثغر العابس.
لكننا نلاحظ اليوم أن القسوة سيطرت على بعض القلوب، التي فقدت طبيعتها الحسّية وخلعت درع الرأفة والعطف، وبعض العقول عانقت درب العناد وتأثرت بمفاخر الدنيا ومفاتنها، لذلك تشرد التفكير الحكيم وتشتتت معاني الأفكار السامية والهادفة،واكتست المعاملات بغشاء النفاق والرياء، وبذلك انتشرت القطيعة والتنافر والعداوة بين الأقارب والأهل وحتى الإخوة.
ولمعالجة هذه الآفة، يجب علينا اتباع معالم ديننا الحنيف والولوج إلى قلعة التوبة لمؤانسة الوفاء والصفاء واجتناب الخبث والغل، واتباع أسلوب الصفح والتسامح لتوديع بوادر الشرور والغل، وتجاوز كل عوائق الحياة ومصاعب الدنيا بأمان.
وهكذا ينشر السلام ظلال الاستقرار علينا وتسطع شمس الرضا في أفق الورى، وترفرف بلابل الوئام وأطياف السرور.
إن عمر الإنسان قصير، فاملأه بالبرّ والخير وازرع في حقوله بذور الفلاح والبِشْرِ، واسقه بماء الإيمان والتقوى حتى تجني ثمار السعادة والهناء.
