المجاهد أحمد مهساس عانى من التهميش ومات في صمت
ستشيع جنازة المجاهد الكبير، أحمد مهساس، صباح اليوم الاثنين، بمربع الشهداء في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة، حسبما صرح به قريبه بن يوسف، في اتصال لـ”النهار”، بعدما نقل جثمانه من المستشفى إلى بيته في الخامسة مساء. وكان المناضل، أحمد مهساس، المدعو علي قد انتقل الى رحمة الله صباح أمس الأحد بالمستشفى العسكري عين النعجة بالعاصمة، عن عمر ناهز 90 سنة، وذلك بعد إصابته بنزيف داخلي مساء يوم الخميس عندما كان يتأهب لتكريمه في قصر الثقافة.وقد عانى الدكتور، احمد محساس، من التهميش، رغم أنه يعتبر من بين اكثر الشخصيات التي قدمت شهاداتها عن الثورة التحريرية، ومازالت تعد مرجعا للكثير من المؤرخين والطلبة، حيث تزخر المكتبات الجزائرية بالعديد من المؤلفات عن الحركة الوطنية الجزائرية، فضلاً عن أعمال أخرى لاتزال حبيسة الأدراج.وتميز الالتزام النضالي للدكتور، أحمد مهساس، منذ سنة 1940 إلى غاية ديسمبر 2006، بالاستمرارية والتعلق بالمبادئ المؤسسة للتيار الثوري الجزائري، كما مارس المعارضة بعد الاستقلال بعد انتقاله إلى ألمانيا، قبل أن يعود عام 1981 إلى الجزائر، وتحصل الدكتور مهساس على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون.يذكر أن علي أو أحمد مهساس من مواليد 1923 ببودواو، بدأ نضاله في صفوف الحركة الوطنية في سن مبكر، واعتقل في العديد من المرات لنشاطه السياسي، لاسيما وأنه تقلّد مسؤوليات عليا ضمن تنظيم حزب الشعب الجزائري، وفي إطار عضويته في اللجنة المركزية بعد الاستقلال، شغل عدة مناصب سامية منها مدير صندوق الحيازة على الملكية والاستغلال الريفي ومدير الديوان الوطني للإصلاح الزراعي، ثم وزيرا للفلاحة والإصلاح الزراعي، وفي 20 سبتمبر 1964، تم انتخابه نائبا للجزائر العاصمة ثم عضوا في المكتب السياسي واللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني وعضوا في مجلس الثورة. وفي 1966 لجأ إلى فرنسا ليعود إلى أرض الوطن سنة 1981. وفي 1981 تولى منصب مستشار بالشركة الوطنية للنشر والتوزيع، حيث أنشأ اتحاد القوى الديمقراطية في إطار تكريس التعددية الحزبية سنة 1989. وللتذكير، ترك المجاهد الراحل، أحمد مهساس، عدة مؤلفات منها ”التسيير الذاتي في الجزائر” و”الجزائر: الديمقراطية والثورة” و”الحركة الثورية في الجزائر”، وفي جانفي الفارط عيّن الفقيد ضمن الثلث الرئاسي بمجلس الأمة.