إعــــلانات

السواحل الحدودية الغربية قبلة لإطارات السلك الديبلوماسي، وزراء، أجانب ومغتربين…سماسرة كراء الشقق، التجار الفوضويون وعصابات الرمال يحتكرون شاطئ مرسى بن مهيدي

السواحل الحدودية الغربية قبلة لإطارات السلك الديبلوماسي، وزراء، أجانب ومغتربين…سماسرة كراء الشقق، التجار الفوضويون وعصابات الرمال يحتكرون شاطئ مرسى بن مهيدي

تشكل شواطئ بلدية “مرسى بن مهيدي” التي تبعد عن مدينة تلمسان بـ 125 كلم غرب القبلة المفضّلة لملايين المصطافين المتوافدين إليها من مختلف أنحاء الوطن ومن خارجه لقضاء عطلة ممتعة في هذه المنطقة ذات الطبيعة الخلابة، وتستقبل شواطئ  “مرسى بن مهيدي ” التي تتمتع بطبيعة ساحرة سنة بعد سنة أعدادا متزايدة من الزائرين، رغبة منهم في الاستمتاع بجمال الموقع ورفاهية المنشآت الفندقية المنجزة، بغض النظر عن إسهامها في تنمية السياحة بالشواطئ، وكان أكثر من ستة ملايين مصطاف قد أقاموا خلال السنوات الماضية بالسواحل الحدودية لغرب الوطن، حسب الإحصائيات المعدة من طرف مديرية السياحة لولاية تلمسان.
 
عائلات من مرسى بن مهيدي تستأجر سكناتها صيفا مقابل 40 إلى 60 ألف دينار شهريا

وحسب ما أشار إليه أحد ملاّك المخيمات الصيفية، فإنه في مثل هذه الفترة من الصعب إيجاد غرفة أو مكان بالمخيمات نظرا للطلب الكبير المسجل عقب الوصول المكثف للمصطافين القاطنين بالعاصمة، وأيضا الجالية المتواجدة بالخارج، وصرّح المتحدث ذاته أن مدينة “مرسى بن مهيدي” تتحول في أوج الموسم الصيفي إلى فندق كبير إلى درجة أن سكان المدينة لا يفوتون فرصة هذا الإقبال الكبير لتأجير بيوتهم أو مرائبهم أو شققهم للمصطافين الذين يترددون على هذه الشواطئ للاستمتاع بمزايا البحر، وبالفعل فإن كل الشروط المطلوبة متوفرة بهذه الجهة لكي يستمتع الزائر بالراحة والاستجمام بالرغم من غلاء الأسعار المطبقة بعين المكان والتي ليست في متناول العائلات ذات الدخل المتوسط، حيث يتراوح سعر كرائها ما بين 40 و60 ألف دينار في الشهر، وحوالي 70 ألف دينار من طرف الملاك الذين يعمدون إلى عدم دفع الضريبة.
أما ليالي الصيف في هذا الشاطئ، فتتميز بحركة كثيفة للعائلات بمختلف الشوارع والأماكن العمومية إلى جانب الطوابير اللامتناهية التي تلاحظ يوميا وهو ما يصعب أحيانا تحركات الراجلين نظرا لضيق الطريق. وحسب أحد الحراس المكلفين بالسهر على سلامة السيارات بالموقف المخصص لها، فإن عددها يتجاوز 200 سيارة خاصة خلال الفترة المسائية وأيام العطل. أما المبلغ الذي خصصته الحظيرة فقدر بــ 50 دج للسيارة، هذا الاختناق يعرفه “بورساي” أكثر خلال نهاية الأسبوع راسما بذلك صورا حية للابتهاج، إلى جانب المقاهي وقاعات المثلجات التي لا تكاد تخلو من حركة المواطنين، وكذا المحلات…..إلخ.
لكن في لحظة ما قد تتحول متعة البحر في دقائق معدودة إلى عذاب، وتتحول نعمة الاستجمام إلى نقمة على المصطافين الوافدين بسبب الظواهر السلبية، فمرسى بن مهيدي الذي تغنى به الكل، لم يعد في العشرية الأخيرة ذلك الذي قرأنا وسمعنا عنه الكثير، فحالة من الإهمال والتسيب أنست جمال الشاطئ ومكانته، والغريب في الأمر أن كل إطارات الولاية والدولة بما فيها السلك الديبلوماسي خاصة منه الوزراء وكذا بعض الأجانب إلى جانب المغتربين يلجأون إليه خلال العطلة الأسبوعية، حسب ما علمناه من أصحاب المطاعم، لذا نستغرب الخدمات المقدمة للمصطافين، التي لا يمكن اعتبارها عالية النوعية وهي لا تزال بعيدة كل البعد عن واقعنا الاجتماعي، ومن مظاهر الإهمال السائدة انعدام النظافة الناتجة عن كثرة الأوساخ، خاصة بالنهج المطل على البحر الذي يعتبر من أكثر الأماكن التي يقصدها السياح.
      
مقاولون يتحولون إلى مليارديرات في عملية استنزاف الرمال من الشواطئ

أما المشكل الأساسي الذي لا يزال يشكل خطرا أساسيا على شواطئ ” بورساي ” هو ذلك المتعلق باستنزاف أطنان من الرمال التي نهبت خلال العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، وقد انتهزت هذه العصابات الظروف الأمنية التي مرت بها البلاد لجني الملايير، وأن يتحولوا إلى مليارديرات جدد، بإيعاز من بعض الشركات ومقاولي البناء. ويبدو أن كل المصالح المعنية لم تستطع لحد الآن أو الساعة وضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة. وفي هذا الصدد أكدت لنا بعض المصادر المطلعة، أن مصالح الدرك الوطني تجندت لإيقاف هذا النزيف وهي تحارب دون هوادة المهربين، حيث أقدمت مؤخرا على حجز بعض الجرارات وأصحابها.

رابط دائم : https://nhar.tv/ZZlCi