إبن قسنطينة يعود إلى رواد الأغنية الجزائرية: ماسياس يحيي ذاكرة قروابي والحراشي
رغم المعارضة التي لقيتها كل محاولاته السابقة لزيارة الجزائر وحرمانه من تحقيق أمنيته في العودة إلى أحضان أزقة قسنطينة التي شهدت مسقط رأسه وايام صباه …
مازال المطرب انريكو مسياس يؤكد على تمسكه بكل ماهو جزائري حيث ان اغلب المحطيين بها ومن يشرفون على مسيرته الفنية جزائريون أومن اصول جزائرية كما ان برنامجه الغنائي في كل حفلاته لا يخلوا من أداءه لاغاني الثراث الجزائري وقد سبق له ان فعلها
في باريس ومارسيليا ونيويورك ولندن واسطنبول، وسيفعلها بعد أيام في جنيف والقاهرة، مهما كانت محطة جولته الفنية يواصل أنريكو ماسياس إحياء ذاكرة الأنغام الجزائرية، بالترحم “موسيقيا” على روح مشايخة الغنية الشعبية الجزائرية ، الهاشمي قروابي ودحمان الحراشي.
فبعد أن أدخل في ربيع 2003 أغنية “يا الرايح” في برنامج حفلاته بمناسبة سهرة بقاعة “الأولمبيا” الباريسية، بادر ماسياس عاشق الأغنية الشعبية بإضافة “البارح كان في عمري عشرين” للهاشمي قروابي.
وعندما علم برحيل شيخ الأغنية الشعبية في 18 جويلية 2006، ارتأ الفنان الترحم على روحه بإطراب الجمهور بأحد أغنياته المحبوبة، وبعد مشاورة الموسيقار الجزائري كمال العباسي - الذي يقود الأركسترا الأندلسي لماسياس ، وقع الاختيار على “البارح” الذي كتب كلماتها وألفها فقيد الأغنية الجزائرية محبوب باتي، واستلزمت “التحضيرات الموسيقية” يوما واحدا. وكان من المفروض أن تردد الأغنية خلال سهرات قليلة، غير أن الصدى الذي حظيت به لدى أحباء ماسياس بمختلف أصولهم دفعته إلى إدخالها بصفة دائمة في برنامج دوراته، لتصبح مع “يا الرايح” خير ما يختتم به حفلاته في فرنسا وخارجها وهي الحفلات التي يشرف عليها منتجه الجديد وهو فرنسي من أصول جزائرية “بسكرية”.
وعلى خلفية إحيائه لذاكرة التراث الفني الأندلسي والشعبي، ساهم ماسياس بقناعة منه وبإلحاح زوجته لوسي، بنت الشيخ ريمون ، إلى مساعدة العديد من الأطفال الجزائريين الذين كانوا رفقة أقاربهم على لائحة الأجانب “دون وثائق” المهددين بالطرد من التراب الفرنسي.
وقد استغل ماسياس علاقته مع نيكولا ساركوزي وزير الداخلية، ثم ساركوزي الرئيس ليحل الكثير من المشاكل للعائلات جزائرية القاطنة في الأحياء الشعبية بباريس من تسوية إقامتهم وضمان دراسة مستقرة لأطفالهم. فهل يشفع له ذلك وهو على مشارف محاولة جديدة لتحقيق حلمه بعد أكثر من محاولة فاشلة بسبب اصوله اليهودية.
أنريكو ماسياس لن يحج إلى قسنطينة رفقة “ساركوزي”
يبدو أن عودة أنريكو ماسياس إلى مسقط رأسه ليست مسطرة ضمن أجندة الفنان على المدى القريب، فقد علمت “النهار” من مصادر مقربة من محيط الفنان ذي الأصول الجزائرية أن “ابن قسنطينة” كما يسمي نفسه لن يكون على متن الطائرة التي ستطير مطلع ديسمبر القادم بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي باتجاه الجزائر في أول زيارة دوله له منذ اعتلائه كرسي قصر الإليزيه.
وخلافا لما تردد في قاعات التحرير وأروقة السياسة الجزائرية فإن “حجة” ماسياس القسنطينية التي طال انتظارها لن تتم بالمناسبة، والسبب أن زيارة ساركوزي إلى الجزائر ستصادف تواجد ماسياس بمصر، حيث سينشط حفلان ساهران في كل من القاهرة والإسكندرية على أنغام “يا باهي الجمال” وقم ترى براعم اللوز تندفق عن كل جهة”.
وفي تحليقه باتجاه “بلاد الفراعنة” سيعرج ماسياس على مدينة جنيف ليروج للموسيقى الأندلسية والمالوف القسنطيني على ضفاف “اللاك ليمان”، أشهر أنهار منطقة جبال الألب، وقالت مصادر مقربة من ماسياس للنهار الجديد أن الفنان يعكف حاليا على “التحضير الموسيقي” تحسبا لسفره المصري، مضيفة أن زيارة الجزائر رفقة ساركوزي لم تكن مدرجة. فهل سيغير ماسياس “خطة رحلته” ببرمجة سفرة جزائرية على حساب المصرية ؟ الجواب مطلع ديسمبر عند هبوط طائرة ساركوزي على مطار هواري بومدين.