أريد حياة عادية خالية من غطرسة زوجي والسلبية
سيدتي، حياك الله وبيّاك وسدّل خطاك فيما تقدمينه لقرّاء هذا المنبر الطيب من تدابير عقلانية تنجي التائه. والحائر من اتخاذ قرار مشين أو خاطئ قد يعصف بالحياة ويقلب قاصيها دانيها. أنا زوجة تحيا الحسرة والحيرة بسبب زوج صعب المراس.
متزمت لا يعطيني أي دافع للتعلق بالحياة، كل قراراته محدودة تكبح من جماحي. أنا الراغبة في كسر الروتين وطرد الطاقة السلبية من حياتنا. التي تمنع عني وعن أولادي الذين لا ذنب لهم في شيء السعادة وأجواء التفاؤل.
تخيلي سيدتي أنه يملي علينا أن نحيا منغلقين على أنفسنا مخافة أن تنجرّ عن علاقاتنا بالناس مشاكل نحن في غنى عنها. كما أنه يرفض رفضا باتا أن نصل ونزور عائلتنا من أخوال أو أعمام أو استقبال من يريدون زيارتنا. لعدم رغبته في بثّ علاقات تجلب حسبه الضوضاء لبيتنا.
صديقي سيدتي، حاولت كثيرا لكن وجدت نفسي كمن يطارد المستحيل، فما السبيل للتغيير. فأنا لا أريد للسلبية أن تتغلغل في روتيني اليومي ولا حتى في مستقبلي.
حبيبة من الوسط الجزائري.
الرد:
تحية أجمل سيدي، ومرحبا بك معنا، حقيقة صعبة هي الأجواء المكهربة في أي بيت به أطفال يطمحون إلى الحركة. والعيش في تواصل مع الغير، ولعلّ الأصعب أن يكون هذا الجوّ بقرار من الأب. الذي في الغالب هو من يأخذ بزمام الأمور، أتفهّم أختاه سبب هذا التخوف والحيرة من جهتك. فأنت ترومين إلى ضمان حياة عادية تكفل. لأبنائك حياة يتواصلون فيها مع الغير ليطوّروا من مهاراتهم ويبنوا شخصيتهم. بالقدر الذي يكفل لهم استقرارا نفسيا.
حكمت على زوجك إيصاده كل أبواب الحوار معك ومع أبنائه، ولم تبادري يوما إلى فسح المجال لأبنائه أن يطالبوا والدهم بروح البراءة والثقة بالنفس من أن يكون لهم تواصل مع أترابهم بالقدر الذي يجعلهم يصقلون شخصيتهم بالإضافة إلى التربية التي نهلوها من البيت ليكونوا في مستوى مواجهة ما قد يصادفهم من مشاكل أو هموم.
وحتى تكون محاولتك هذه ناجحة وتعطي أكلها عليك أختاه أن تتقربي من زوجك أكثر فأكثر بحسّ الأنثى التي يجب أن تصادق زوجها قبل أن تكون له مجرد رفيقة درب أنجبت له الأولاد ومنحته عهدا بالوفاء. فقد يكون زوجك مفتقرا إلى روح الصداقة في حياته، روح تدعمه وتزرع في قلبه الانفتاح والاحتواء.
من حق زوجك عليك أن يكون له سلطة تسير على وقعها عائلته حفاظا على سمعتها وشرفها، لكن ليس بهذه الطريقة التي ستجعل أبنائك متقوقعين على أنفسهم غير قادرين على العيش أسوياء في وسط وجب أن يكون فيه الأخذ والعطاء، لذا اقترحي عليه في البدء حضور حلقات الذكر والموعظة في المسجد حتى يتعلموا عن السلف الصالح ما كانوا عليه من أخلاق وشيم، ولما لا ممارسة بعض النشاطات الرياضية أو الفكرية التي تكفل لهم التواصل الاجتماعي.
ولك كأنثى أن تخلقي أنت بنفسك وفي بيتك بعض الأمور والأنشطة التي تكسر الروتين وتجعلك والأبناء في راحة وسكينة مع الزوج الكريم، وفقك الله أختاه إلى ما فيه خير.