أريد أن أفرح كباقي الأمهات
أريد أن أفرح كباقي الأمهات.
إبني مقبل على شهادة مصيرية وخيبتي في مستواه قوية.
من خلال فضاء قلوب حائرة وعبر موقع النهار أونلاين لم أجد إلا الوقوف وقفة إحترام للقائمين على هذا الصرح. ويقيني من أنني سأجد ما سيفيدني شرفني والله شاهد على ما أقول.
سيدتي، سمعت عن كبير خبرتك في هذا الباب، فلجأت إليك وأنا خائرة القةى بسبب فلذة كبدي. المقبل على إجتياز شهادة البكالوريا، والذي لم أجد في معدلاته ومستواه ما يبشر بالخير. صحيح أنه يكدّ في المراجعة وهمه الوحيد أن يكون من الفائزين. لكن نقاطه وتقويماته الفصلية السابقة يجعلاني أتوجس من أنني سأرى إسمه في قائمة الناجحين.
سيدتي، أنا في قمة الحسرة والأسى، فإبني هذا هو أكبر أبنائي، والجميع يدرك قيمة شهادة البكالوريا. كما أنني كأي أم أريد أن أفرح وأسعد بنجاحه. ولكي أن تتخيلي أنه تحصل على معدل جد سيء في الفصل الأول والنقاط التي نالها في الإمتحانات عكست تهوره وإهماله. وكذا عدم إكتراثه بالقيمة المعنوية لهذا الإمتحان، ما أدخلني في حيرة كبيرة، فأنا مطلقة واعمل فقط حتى أؤمّن له تكاليف الدروس الخصوصية. وكذا الحياة الكريمة التي تجعله في منأى عن السؤال والحاجة على غرار زملائه وأصدقائه.
مناي أن أفرح في نهاية السنة، كما أنني لا أريد أن اضغط على إبني عله يتهور ويهمل دراسة الايام الحاسمة المتبقية. على الإمتحان المصيري مرة واحدة فأجد نفسي قاب قوسين أو أدنى من أن أحسّ بأنني أم صالحة لأبناء ناجحين، فما العمل؟
أختكم أم محمد من الوسط الجزائري.
الـــــرد:
أختاه، قلقك في محله وكأي أم على وجه الأرض، فمناك أن يكون إبنك من الناجحين، خاصة إذا ما تعلق الأمر بشهادة البكالوريا. التي يعتبر النجاح فيها ذو طعم خاص ومميز. أتفهم قلقك وتوجسك من نهاية السنة الدراسية وما تحمله من نتائج. تدخل الفرحة في البيوت أحيانا، في حين هناك من ينتكس وينكسر بفعل الفشل والخيبة.
وحتى تكوني على بينة من الأمر، عليك أولا أن تعرفي نوايا إبنك، وإن كان يريد النجاح والفلاح. ام أنه يتعمّد عدم الإجتهاد ولا يأبه للسيئ من العلامات. وبالتالي فهو غير مهتم بالشهادة المصيرية التي من شأنها أن تفتح له أبواب التألق وبناء الذات على مصراعيها.
لا تتعاملي مع إبنك كمثل الرقيب والحسيب حتى لا تضيقي عليه الخناق، بالعكس عليك أن تتقربي منه وتحسسيه من أنه أملك في الدنيا. حتى يكون لك السند مستقبلا، فلولا رغبتك في أن يكون أحسن الناس لما لجأت لتعملي في البيوت حتى تأمني له ما يحتاجه من مال. للدروس الخصوصية التي عليه أن يفهم أنها ستدعمه في رحلة دراساته هاته حتى يكون من الناجحين.
وكحل أخر حاولي أن تزرعي في إبنك فكرة أنه القدوة لإخوته الأصغر منه، ومن أنّك تعولين أن يرفع رأسكم بين أهلك ومعارفك. وحتى بين أهل طلقك الذي لم تذكري أن له دور في حياة أبنائه، ولما لا أوكلي مهمة أن يتدخّل أحد أقاربك. ليتكلم مع إبنك ويقنعه من أن عمر السنة الدراسية يمرّ في رمشة عين. ومن أنه عليه أن يضاعف جهوده ويكدّ حتى يكون من الناجحين وحتى تهون في عينيك التضحيات. الجسيمة التي قدمتها من أجله والتي أنا مـتأكدة أنك لن تندمي عليها.
ردت:”ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور